ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء السادس عشر – وطني

ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء السادس عشر – وطني

ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء السادس عشر

نستكمل مقالتنا 

Micro Machines 2 (1994)

نجحت Micro Machines 2: Turbo Tournament  في تحويل أبسط مشاهد الحياة المنزلية اليومية إلى مضامير سباق مشوّقة، مزودة بمخاطر سائلة، ومنحدرات مرتجلة، وسقوط مفاجئ من على الطاولات نحو أرضية المطبخ المبطنة. قد يكون Lewis Hamilton سائقًا بارعًا، لكنه بالتأكيد لم يُضطر أبدًا إلى الانحراف في اللحظة الأخيرة لتفادي السقوط داخل جيب طاولة البلياردو.

ias

طوّرت هذه النسخة الجديدة اللعبة الأصلية بإضافة سباقات الزوارق الطائرة والطائرات المروحية، كما قدّمت مواقع منزلية أكثر تنوّعًا. لا زالت هذه اللعبة، حتى اليوم، الوحيدة التي قدّمت مضمار سباق على شكل دائرة ناسكار يمر عبر مقعد مرحاض. والأفضل من ذلك أنه، على عكس الواقع، لا حاجة لانتشال السيارات العالقة من ماء عكر كريه الرائحة. إنه إنجاز بحد ذاته.

أما على صعيد اللعب الجماعي، فقد ارتقت اللعبة إلى مستوى جديد. عاد طور Knockout المذهل، الذي تُركّز فيه الكاميرا على السيارة المتقدمة ويتم استبعاد كل من يخرج عن الشاشة، وهي آلية كفيلة بإفساد علاقات صداقة قديمة. لكن هذه المرة، صدرت اللعبة على خرطوشة مخصصة لجهاز Mega Drive مزودة بمنفذين إضافيين لأذرع التحكم، مما أتاح لك الاحتفال بفوزك أمام ثلاثة أصدقاء دفعة واحدة بدلًا من الاكتفاء بواحد فقط.

كانت Micro Machines 2 تمثل متعة سيارات الألعاب المصغّرة، لكن من دون الشعور المؤلم الذي يصيبك عند الوقوف حافي القدمين على واحدة منها بالخطأ.

Super Monaco GP (1989)

رُبطت إمارة موناكو الصغيرة برياضة الفورمولا 1 بشكل لا ينفصل، وفي عام 1989 استغلت شركة Sega هذه العلاقة عبر تجنب ترخيص أي فرق أو سائقين رسميين، مكتفية بوضع اسم “Monaco” على كابينة لعبتها الجديدة في صالات الألعاب على أمل أن يحقق ذلك الغرض.

بشكل ساخر، لم تأتِ الدعوى القانونية المتوقعة من شركة McLaren، رغم استعارة تصميم سيارتها بوضوح، بل جاءت من راعيها، شركة التبغ الأمريكية Philip Morris International، التي أشارت بلطف إلى أنه لم يتم طلب إذن باستخدام الشعار، وأن الإعلان عن السجائر لأطفال يلعبون ألعاب الفيديو قد لا يكون الطريقة المثلى للترويج.

بعد تسوية الأمور القانونية، أصبح بإمكان اللاعبين الاستمتاع بتجربة تحاكي أعلى درجات سباقات السيارات كما كانت في عام 1989. ورغم أن الرسومات بدت ثلاثية الأبعاد، فقد كانت في الواقع مكوّنة من مئات الرسومات ثنائية الأبعاد التي تُقذف نحو اللاعب بسرعة هائلة، ما أنتج خداعًا بصريًا فعالًا للغاية. أما أسلوب القيادة الانزلاقي الذي حاكى أسلوب المحاكاة، فشكّل تطورًا كبيرًا مقارنة بالألعاب الأخرى في ذلك الوقت، كما أُضيف إلى الكابينة مقود مزوّد بذراعَي تبديل سرعات بتصميم يحاكي سيارات الفورمولا 1. وفي حال أنهى اللاعب السباق ضمن المراكز الثلاثة الأولى، يُكافأ بخوض سباق جديد وسط أجواء ماطرة وصعبة، وكأنها مكافأة فعلًا.

لكن المثير للدهشة هو أنه، رغم اسم اللعبة، لم يكن المضمار الوحيد الموجود فيها نسخة دقيقة من حلبة موناكو. صحيح أنه احتوى على نفق ومنعطف ضيق، لكن هذا يتوفر أيضًا في مواقف السيارات متعددة الطوابق. على الأقل كانت الأجواء العامة متقنة، من اليخوت البيضاء الراسية في الميناء إلى جماهير المتفرجين المتهربين من الضرائب التي اصطفت على الأرصفة.

أما إصدار اللعبة على جهاز Mega Drive، فلم يتمكن من محاكاة سرعة النسخة الأصلية ولا تفاصيلها الغنية على الشاشة. ومع ذلك، صدر لاحقًا جزء ثانٍ للمنصة بعنوان Ayrton Senna’s Super Monaco GP 2، ويُقال إنه استعان بمشورة شخصية من سائق برازيلي شهير. تُرى، هل كان ذلك مفيدًا فعلًا؟

Grand Prix Legends (1998)

تحظى قلة من ألعاب محاكاة السباقات بنفس القدر من التقدير الموقر مثل Grand Prix Legends. فقد أعادت اللعبة تمثيل موسم الفورمولا 1 لعام 1967، ناقلة إياك من خلال رسومات متعددة الأضلاع بسيطة ومغطاة بخامات متواضعة إلى واحدة من أكثر الفترات شاعرية في تاريخ رياضة المحركات.

كانت تلك الحقبة توصف بالرومانسية، ولكنها كذلك لأنك على الأرجح كنت ستصطدم بالمناظر الطبيعية وتتعرف عليها عن قرب. إذ كانت اللعبة صعبة للغاية، فسياراتها كانت قوية بشكل هزلي. ومع الأخذ في الاعتبار أن معظم اللاعبين كانوا يخوضون التجربة عبر لوحة مفاتيح عادية، فإن محاولة عبور منعطف Masta kink عالي السرعة في حلبة Spa القديمة كانت تجربة مرعبة بكل المقاييس.

ومع ذلك كانت التجربة ساحرة، إذ كانت بمثابة آلة زمنية للسباقات. ولأول مرة، تُمكنك اللعبة من قيادة سيارة Lotus 49 الخاصة بـJim Clark وسط الحواجز المصنوعة من القش في ميناء موناكو، أو الإمساك بمقود Ferrari 312 الحمراء الخاطفة بينما تمر بجانب الأشجار والحقول في Monza القديمة. كما منحتك اللعبة تقديرًا واقعيًا لما كان يمر به السائقون في تلك الحقبة، ومدى ضيق الهوامش بين الفوز العظيم والحوادث المهلكة.

لكن الأهم ربما، هو أن Grand Prix Legends كانت نقطة انطلاق هوس عالم المحاكاة بحلبة Nürburgring Nordschleife. فقبل وقت طويل من ظهور Gran Turismo 4، تمكنت اللعبة بشكل ما من احتواء الحلبة الكاملة المرعبة بطول 14 ميلًا داخل جهاز كمبيوتر مكتبي متواضع كنت قد أقنعت والديك أنه مخصص للدراسة. وكانت مجرد النجاة من لفة واحدة دون أن تنتهي مغروسًا في إحدى القرى الألمانية المجاورة إنجازًا هائلًا بحد ذاته.

وبسبب هذا الحب الكبير، استثمرت مجموعات من المعجبين آلاف الساعات في تطوير تعديلات رسومية تعيد الحياة إلى هذه اللعبة القديمة وترفع مستواها إلى ما يقترب من المعايير الحديثة. أما نحن؟ فقد استغرق منا ذلك الوقت ذاته تقريبًا لنكمل أول لفة حول الحلبة.