
غزة.. بلديات “الوسطى” تحذر من توقف خدماتها بسبب أزمة الوقود
غزة / الأناضول
حذرت بلديات المحافظة الوسطى بقطاع غزة، الاثنين، من توقف خدماتها بشكل كامل خلال الساعات القادمة جراء أزمة الوقود الناجمة عن مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر، ما ينذر بحدوث كوارث “صحية وبيئية خطيرة وانتشار للأوبئة والأمراض”.
وقالت في بيان، إنها تحذر من “توقف خدماتها الأساسية بشكل كامل خلال الساعات القادمة، بسبب عدم دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الشوارع”.
وأوضحت البلديات أنها واصلت تقديم خدماتها بالحد الأدنى رغم محدودية الموارد وانقطاع الوقود، لافتة إلى أنها اليوم في حالة “شلل كامل وتوقف تام عن العمل نتيجة رفض إسرائيل إدخال الوقود” إلى مرافقها.
كما حذرت البلديات من “كوارث صحية وبيئية خطيرة وانتشار للأوبئة والأمراض” نتيجة هذا التوقف، خاصة مع مواصلة إسرائيل منع وصول مياه شركة “ميكروت” إلى القطاع حيث تعد أحد المصادر الرئيسية التي تغذي المنطقة الوسطى وذلك منذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي 29 مايو/ أيار الفائت، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في “إنفوغرافيك”، إن نسبة انخفاض نصيب الفرد اليومي من المياه بغزة بلغت 99 بالمئة نتيجة التدمير الإسرائيلي الواسع للبنى التحتية المائية.
وبحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، فإن إسرائيل دمرت 719 بئر مياه وأخرجتها عن الخدمة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما يتسبب بأزمة مياه حادة.
فيما قال المقرر الأممي المعني بحقوق الإنسان في الحصول على مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروخو-أغودو، في مايو الماضي، إن تدمير إسرائيل البنية التحتية للمياه في قطاع غزة ومنع الوصول إلى المياه النظيفة بمثابة “قنبلة صامتة لكنها مميتة”.
وأشارت البلديات إلى ازدياد خطر حدوث الكوارث البيئية والصحية مع حلول فصل الصيف في وقت تشتد فيه حاجة الفلسطينيين إلى المياه.
وطالبت البلديات كافة المنظمات الأممية والدولية والجهات المعنية، بالتدخل العاجل “لتوريد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع النفايات، والمعدات الثقيلة، بما يمكن البلديات من استئناف دورها الخدماتي والإنساني”.
وناشدت ضرورة “التنسيق العاجل لإعادة تشغيل خط مياه ميكروت الإسرائيلي، وذلك لما يشكله من أهمية استراتيجية في دعم الشبكة المائية للمحافظة الوسطى، خصوصا في ظل استمرار الحرب والدمار”، وفق البيان.
وحملت البلديات إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي “كارثة إنسانية بغزة مع اقتراب شبح الانهيار الكامل”، معتبرة ما يحدث “جريمة حرب وانتهاكا صارخا لكل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية”.
وفي 25 مايو الماضي، حذرت بلدية غزة من انهيار شامل ووشيك في منظومتي المياه والصرف الصحي بالمدينة، نتيجة تقلص إمدادات الوقود واستهداف إسرائيل للبنية التحتية الحيوية، ما يهدد باقتراب مرحلة “عطش جماعي” وكارثة صحية وبيئية تشمل مئات آلاف الفلسطينيين.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ إغلاق إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها من حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية جراء إغلاقها المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: