العوامل الإيجابية تحاوط السوق السعودية بعد عطلة طويلة – وطني

العوامل الإيجابية تحاوط السوق السعودية بعد عطلة طويلة – وطني

حاوط التفاؤل أداء سوق الأسهم السعودية التي استأنفت تعاملاتها اليوم الأربعاء بعد عطلة عيد الأضحى، في ظل مناخ إيجابي يحيط بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأداء جيد لأسواق الأسهم في المنطقة، فضلاً عن عوامل جذب محلية تتمثل في التقييمات المغرية للأسهم بعد انخفاضها الفترة الماضية، مما يمثل فرصة جذابة للشراء أمام المستثمرين.

زاد مؤشر السوق السعودية الرئيسية “تاسي” بنسبة 1.6% إلى 11004 نقاط في مستهل التعاملات، وذلك بدعم من الأسهم القيادية التي من بينها “أرامكو” و”مصرف الراجحي”. كان المؤشر أغلق مرتفعا 1.6% إلى مستوى يزيد عن 11 ألف نقطة في آخر جلسة قبل عطلة عيد الأضحى.

ضخ مبكر للسيولة وتكوين المراكز في السوق

“المستثمرون بدأوا مبكراً في ضخ السيولة بالفعل وتكوين مراكز قبل عطلة عيد الأضحى، مما دفع السوق للصعود في الجلسة الأخيرة، وهو أمر معاكس للمعتاد، حيث تتجه السوق للانخفاض عادة قبل العطلات”، بحسب يوسف يوسف المحلل المالي والمحاضر في التمويل والاستثمار.

يوسف أضاف في مقابلة مع “الشرق”: “هناك عدة عوامل داخلية ستدعم ارتفاع السوق السعودية خلال الجلستين المتبقيتين في الأسبوع الجاري، أبرزها ارتدادة السوق يوم الأربعاء الماضي والتي تعطيها دفعة، حيث سجل المؤشر ثالث أفضل أداء يومي تقريباً منذ بداية العام.. فضلاً عن إعلانات البيانات الاقتصادية المحلية المتمثلة في نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.4% في الربع الأول الذي جاء أغلبه من القطاع غير النفطي بما يشير إلى تحسن أداء الاقتصاد بوجه عام. وكذلك أداء مؤشر التصنيع بدعم من أنشطة التعدين والمرافق.

عوامل خارجية داعمة لسوق السعودية

المحلل المالي أوضح أيضاً أن هناك عوامل خارجية تعزز أداء السوق، على رأسها الارتدادة الكبيرة في الأسواق العالمية، وبوادر الانفراجة في المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، فضلا عن استقرار أسعار النفط فوق 65 دولاراً للبرميل ما ظهر في ارتفاع سهم أرامكو اليوم، وكلها عوامل ستقود إلى أداء أفضل.

يوسف أضاف أنه بخلاف ذلك فإن أسعار الأسهم أصبحت أكثر جاذبية، فعلى سبيل المثال سهم “أكوا باور” ارتفع 7% تقريباً في الجلسة الماضية، ومحا الخسائر التي تكبدها خلال الأسبوع وأغلق على ارتفاع. وقال “السهم انخفض بنسبة 50% من أعلى نقطة له في أكتوبر الماضي، القطاع المصرفي مكررات الربحية به تُتداول عند 10 مرات، ما يقل بكثير عن متوسط مكررات السوق البالغة 18.5 مرة”. وتراجع “أكوا باور” اليوم 0.8% خلال الجلسة.

ارتفاعات أسواق المنطقة تدعم المناخ الإيجابي

ماري سالم المحللة المالية لدى “الشرق” توقعت أن تستكمل السوق السعودية الارتفاع الذي شهدته في الجلسة الأخيرة.

وأضافت “نرى استئنافاً للارتفاعات السابقة بوجه عام في أسواق الأسهم الخليجية.. هناك زخم أقوى في السوق السعودية لأن الصورة العالمية كانت مغايرة للتوقعات التي كانت تخشي من عوامل سلبية تضغط على معنويات المستثمرين خلال العطلة. لكن ما حدث هو العكس، إذ ظهرت محفزات إيجابية كتحسن أسعار النفط، والتهدئة في الحرب التجارية.. كلها عوامل تدعم ارتفاع السوق السعودية بوتيرة أسرع مما شهدته الأسواق الإقليمية الأخرى في المنطقة”.

وقالت سالم “بات لدينا أيضاً تقييمات مغرية في السوق، والمستثمرون عادة ما ينتظرون الفرصة المناسبة لإعادة الدخول في الأسواق في ظل تلك التقييمات، وقد تكون هذه هي الفرصة خاصة مع الاقتراب من نهاية الربع الثاني، وبدء المستثمرين في تكوين مراكز انتظارا لنتائج أعمال الشركات”.

وأضافت سالم “هناك حالة ترقب والمناخ إيجابي، نظراً لما شهدناه من ارتفاع في أسواق الإمارات، وارتداد في بورصة قطر، وصعود في الكويت بعد استئناف التداولات، كل هذا يعكس تحسن شهية المستثمرين والمعنويات الإيجابية التي ستنعكس على أداء السوق السعودية، خاصة مع دعم من سيولة جيدة تعكس المسار الهابط الذي شهدته السوق في الآونة الأخيرة، لذا أتوقع أداءً إيجابياً على أسس واقعية يمكن أن يجني المستثمرين عبره المكاسب”.

صعدت الأسهم الآسيوية بعد توصل الولايات المتحدة والصين بشكل مبدئي إلى الاتفاق على تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها سابقاً في جنيف. ورغم أن التفاصيل الكاملة للاتفاق لم تُعلن على الفور، إلا أن مسؤولين من كلا الجانبين أشاروا إلى أنهم سيعرضون المقترح على قادتهم للموافقة عليه، تمهيداً لتنفيذه لاحقاً.

كما صعدت مؤشرات الأسهم الأمريكية، وأغلق مؤشر “إس آند بي 500” على مسافة تقل عن 2% من أعلى مستوى له على الإطلاق.

المصدر:
اقتصاد الشرق