
يراهن قطاع مواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، على مزيد من النمو، بعد أن تصدر القطاعات التصديرية المصرية، محققا 5.5 مليار دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025، مقارنة بـ2.9 مليار دولار في الفترة نفسها من 2024، بنسبة نمو 88%.
ولعب الذهب دورا قياديا في هذة النتائج، إذ سجل الطلب على الذهب كأداة استثمارية في منطقة الشرق الأوسط ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 3% على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2025، ليصل إلى 28.4 طن، مقارنة بـ 27.5 طن خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقًا لوثيقة حكومية ، صدرت مصر منتجات الذهب والأحجار الكريمة إلى 32 دولة، في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة بقيمة 2.7 مليار دولار، مقابل 347 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2024، محققة نموًا تجاوز 698%.
وخلال تعاملات الأربعاء، ارتفعت أسعار الذهب العالمية بسبب حالة عدم اليقين المحيطة باتفاقية التجارة الأمريكية الصينية، إلى جانب حكم قضائي سمح بإبقاء الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، مما دفع بعض المستثمرين إلى شراء المعدن كملاذ آمن.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا الأربعاء بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى عند 3348 دولارًا للأونصة بعد أن افتتح الجلسة عند المستوى 3322 دولارًا للأونصة ليتداول حاليًا عند المستوى 3343 دولارًا للأونصة، وفقًا لـشركة «جولد بيليون».
نعمان: المعدن الأصفر لعب الدور الأبرز في قيادة النمو الكبير
قال سمير نعمان، وكيل المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، إن المعدن الأصفر لعب الدور الأبرز في قيادة صادرات القطاع إلى هذا النمو الكبير، مدفوعًا بالطلب العالمي المتزايد، وزيادة الإنتاج المحلي خاصة من منجم السكري، بجانب تحسن بيئة التصدير واتساع نطاق الأسواق المستوردة.
وأوضح أن المجلس يستهدف الوصول بإجمالي صادرات الذهب إلى 5 مليارات دولار بنهاية 2025، عبر دعم الشركات المصدرة، وزيادة القيمة المضافة للمنتج، وتكثيف المشاركة في المعارض الدولية.
وأشار إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إلى أن الذهب المصري استطاع اقتحام أسواق عالمية جديدة مستفيدًا من اضطرابات المشهد الجيوسياسي العالمي، والنزاعات التجارية، ما دفع المستثمرين العالميين نحو الاتجاه إلى الذهب كملاذ آمن.
أضاف أن تلك الأوضاع أعادت تشكيل خريطة صادرات المعدن الأصفر، وخلقت فرصًا واعدة أمام الشركات المصرية لتوسيع تواجدها خارجيًا، خاصة في أسواق الخليج وآسيا.
جمال الدين: ارتفاعات متفاوتة لصادرات الألومنيوم والزجاج
وأشار وليد جمال الدين، عضو المجلس التصديري، إنه رغم تصدر الذهب المشهد، إلا أن بعض المنتجات الأخرى سجلت أداءً إيجابيًا، إذ ارتفعت صادرات قطاع المواد المحجرية والمعدنية إلى 206 ملايين دولار مقابل 165 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي، فيما بلغت صادرات الألومنيوم ومصنوعاته 288 مليون دولار مقابل 258 مليون دولار، وصادرات الزجاج 174 مليون دولار مقابل 156 مليون دولار.
كما سجلت صادرات الأسمنت نموًا بنحو 15.6%، لتصل إلى 281 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025، مقارنة بـ243 مليون دولار في الفترة نفسها من 2024.
الزيني: الطلب الخارجي وتوسع الأسواق الأفريقية يدعم الأسمنت
وقال أحمد الزيني رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية، إن صادرات الأسمنت المصرية واصلت أداءها الإيجابي، مستفيدة من تحسن الطلب الخارجي خاصة في الأسواق الإفريقية، وعلى رأسها كينيا وغانا ونيجيريا، إضافة إلى الأسواق العربية.
أضاف أن مصانع الأسمنت نجحت في رفع قدراتها التصديرية، مستغلة انخفاض تكلفة الإنتاج نسبيًا، وتطور البنية التحتية اللوجستية في الموانئ، وكذلك الجهود الحكومية لفتح أسواق جديدة، مشيرًا إلى أن هناك توقعات بمواصلة الزيادة خلال النصف الثاني من العام الحالي مع ارتفاع طلبات التوريد لمشروعات إعادة الإعمار في بعض الدول المجاورة.
وأوضح الزيني، أن دخول بعض شركات الأسمنت في شراكات مع موزعين دوليين أسهم في توسيع الحصة السوقية للمنتج المصري في الخارج، بما يعزز من قدرته التنافسية ويزيد فرص النمو المستدام للصادرات.
ويبلغ إنتاج مصر الشهري من الأسمنت نحو 5 ملايين طن، منها 4 ملايين مخصصة للسوق المحلية، في حين يُصدّر مليون طن شهرياً إلى عدد من الأسواق، أبرزها ليبيا التي تستورد نحو 100 ألف طن شهرياً بعد تزايد الطلب مؤخراً، وتضم مصر نحو 18 مصنعاً للأسمنت، معظمها يقع في محافظات الصعيد والدلتا.