مونديال الأندية يفتح حقبة جديدة لكرة القدم

مونديال الأندية يفتح حقبة جديدة لكرة القدم

قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري – الإيطالي جاني إنفانتينو، الخميس، إن «مونديال الأندية يفتح حقبة جديدة لكرة القدم»، في إشارة إلى البطولة الجديدة التي تضم 32 فريقاً وتنطلق السبت في ميامي، وذلك في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية».

قبل يومين من انطلاق البطولة، حيث من المقرر أن تقام المباراة الافتتاحية السبت على ملعب هارد روك في ميامي في الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي ومنتصف الليل بتوقيت غرينتش بين إنتر ميامي الأميركي بقيادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي والأهلي المصري ضمن منافسات المجموعة الأولى، حرص إنفانتينو على التأكيد على الطابع «التاريخي» لهذه المسابقة الجديدة.

وأضاف: «يشبه الأمر إلى حد ما عندما انطلقت النسخة الأولى لنهائيات كأس العالم الأولى (للمنتخبات) في عام 1930. واليوم، يتحدث الجميع عن هذه البطولة الجديدة، وهذا هو سبب كونها تاريخية».

قبل 95 عاماً، بدأت المغامرة الكبرى لكأس العالم للمنتخبات في الأوروغواي (1930)، وأشار إنفانتينو إلى أنها شهدت مشاركة منتخبات أوروبا وأميركا الجنوبية فقط، مؤكداً أن مونديال الأندية سيتيح للفرق من خارج المعقل التقليدي للعبة فرصة للمشاركة على الساحة العالمية.

وتابع: «الهدف الحقيقي هو عولمة كرة القدم، وجعلها عالمية بحق. فعندما نغوص في أعماقها، نقول إنها الرياضة الأولى في العالم، وهي كذلك، لكن النخبة تتركز في عدد قليل جداً من الأندية وفي عدد قليل جدا ًمن الدول».

وأوضح المسؤول السويسري الذي كان أميناً عاماً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) قبل توليه رئاسة «فيفا» عام 2016، أن مونديال الأندية سيتيح أيضاً فرصاً للمشاركة للاعبين من أكثر من 80 دولة.

وأضاف إنفانتينو الذي أشار إلى عدد من اللاعبين العظماء السابقين الذين لم يشاركوا في كأس العالم: «الدول التي لم تُتح لها فرصة المشاركة في كأس العالم أصبحت فجأة جزءاً منها، ويشعر مشجعو هؤلاء اللاعبين وهذه الأندية بأنهم جزء منها».

وقال: «صديقي العزيز (الليبيري) جورج وياه… أسطورة سابق، لاعب عظيم، حائز الكرة الذهبية، وهو اللاعب الأفريقي الوحيد الذي فاز بها. لم يشارك في كأس العالم قط. كان سيشارك في كأس العالم للأندية، ويفخر بها ليس فقط ناديه، بل وبلاده أيضاً».

وحرص رئيس الهيئة الكروية العالمية على الدفاع عن هذا المشروع، على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه، خاصة فيما يتعلق بالضغط الكبير على الروزنامة في نهاية موسم صعب لكثير من اللاعبين الذين يلعبون في أوروبا.

وتهدد المباريات المتراكمة خلال مونديال الأندية الذي يستمر حتى 13 يوليو (تموز)، موعد المباراة النهائية، بالضغط على نجوم المستديرة على غرار الفرنسيين كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي، الإنجليزي هاري كاين والنرويجي إرلينغ هالاند.

وأكد إنفانتينو بتفاؤل حازم: «أنا على يقين بأنه حالما تبدأ الكرة بالدوران، سيدرك العالم أجمع ما يحدث هنا. سيكون حدثاً مميزاً».

لكنه أبدى انزعاجه من الانتقادات الموجهة لاستراتيجية بيع التذاكر التي تعتمد على مبدأ التسعير الديناميكي الشائع في الولايات المتحدة والذي يزيد أو يخفض الأسعار حسب الطلب.

وقال «ننتقد (فيفا) إذا كانت الأسعار مرتفعة جداً، وإذا كانت الأسعار منخفضة جداً، وإذا قدمنا عروضاً ترويجية للطلاب… عندما كنت طالباً ولم يكن لدي أي مال، كنت أتمنى أن يأتي إلي (فيفا) ويقول: هل تريد الحضور لمشاهدة مباراة في كأس العالم؟».

وأضاف: «لا نريد ملاعب فارغة. أنا متأكد من أنها ستكون ممتلئة».

وفي معرض دفاعه عن مشروعه، أوضح إنفانتينو أن منح حقوق البث التلفزيوني لمونديال الأندية لمنصة «دازون» للبث التدفقي، مقابل شيك بقيمة مليار دولار، جعله بالفعل ناجحاً مالياً.

وبخصوص نجاح البطولة نفسها، قال رئيس الاتحاد الدولي: «فيما يتعلق بالشمولية، والاقتصاد، واهتمام الجماهير، سنناقش جميع هذه المعايير في نهاية كأس العالم للأندية، ولكنني الآن (أشعر بالتفاؤل) عندما أنظر إلى عدد التذاكر المباعة، وحقوق البث التلفزيوني»، مشيراً إلى أن المباريات متاحة مجاناً على منصة «دازون».

وتساءل: «أخبرني عن بطولة واحدة من أهم البطولات اليوم، حيث يمكنك مشاهدة كرة القدم مجاناً؟».

وأخيراً، عندما سُئل عن الاحتجاجات المحدودة النطاق التي تتزايد في الولايات المتحدة ضد سياسة الهجرة الصارمة التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب والتي أدت على وجه الخصوص إلى نشر قوات عسكرية في لوس أنجليس، لم يُبدِ إنفانتينو أي قلق بشأن الوضع.

وقال: «السلامة هي أولويتنا القصوى دائماً. لذلك؛ عندما يحدث أمر ما، كما هو الحال في لوس أنجليس، نراقب الوضع من كثب، ونتواصل باستمرار مع السلطات، ونسعى جاهدين إلى ضمان حضور الجماهير للمباريات بكل أمان».