مكانة السيدة العذراء في مصر: البابا تواضروس يروي قصة ثلاثة بيوت وثلاث زيارات

مكانة السيدة العذراء في مصر: البابا تواضروس يروي قصة ثلاثة بيوت وثلاث زيارات
مكانة السيدة العذراء في مصر: البابا تواضروس يروي قصة ثلاثة بيوت وثلاث زيارات

خلال الاجتماع الأسبوعي الذي عقد مساء الأربعاء في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، ألقى البابا تواضروس الثاني عظة تناول فيها مكانة السيدة العذراء لدى المصريين. تأتي العظة ضمن سلسلة حكايات الشجرة المغروسة، حيث ركز البابا تواضروس هذه المرة على العلاقة المميزة بين السيدة العذراء ومصر، مستعرضًا نصوصًا من إنجيل لوقا والدلالات النبوية التي تشير إلى مكانتها الرفيعة بين البشر والملائكة، ومبرزًا حب واحترام المصريين للمسيحيين والمسلمين تجاه السيدة العذراء.

خلال العظة، تحدث البابا تواضروس عن ثلاثة منازل شهيرة زارتها السيدة العذراء، وأكد أن لكل بيت رسالة رمزية. في بيت زكريا الكاهن، رمز البيت للصلاة والاستجابة الإلهية حيث تحققت أماني زكريا وأليصابات بإنجاب يوحنا المعمدان بعد سنوات من الدعاء. أما بيت عرس قانا الجليل فكان مكان الفرح والبركة بعد تحول الماء إلى خمر بأمر السيد المسيح استجابة لتنبيه السيدة العذراء، مما يرمز لانتقال الفرح والبهجة إلى العائلة. أما بيت يوحنا التلميذ فقد مثّل بيت المحبة والرعاية، إذ أوصى السيد المسيح يوحنا برعاية السيدة العذراء بعد صلبه، وأقامت معه حتى نياحتها.

وألقى البابا الضوء على ثلاث زيارات هامة للسيدة العذراء إلى أرض مصر، مؤكداً على أثرها العميق لدى المصريين. أولى هذه الزيارات هي دخول العائلة المقدسة إلى مصر في القرن الأول الميلادي هرباً من بطش هيرودس، حيث أقامت العائلة مدة ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام، وتركت مسارًا تاريخيًا تتابعه الكنيسة والدولة ويحتفل به سنوياً في الأول من يونيو، باعتباره اليوم القبطي العالمي لدخول العائلة المقدسة مصر، كما أشار إلى وجود العديد من الشواهد على تلك الرحلة حتى اليوم.

تناول البابا تواضروس أيضاً الأحداث الفريدة المرتبطة بظهورات السيدة العذراء في القرون اللاحقة، ففي القرن العاشر الميلادي ظهرت للبطريرك القديس عقب صيام الشعب لثلاثة أيام، وأرشدته إلى القديس سمعان الخراز لتتم معجزة نقل جبل المقطم، والتي تعد رمزاً لقوة الإيمان. أما في القرن العشرين، فقد شهدت منطقة الزيتون بالقاهرة الظهور الشهير للسيدة العذراء عام 1968 أثناء فترة عصيبة بعد نكسة سبعة وستين، وشكل ظهورها في تلك الفترة دعماً روحياً واسع الصدى، إذ أصدرت الكنيسة بياناً رسمياً بوقوع الظهور وتناولته الصحافة المصرية والعالمية، وتكررت هذه الظهورات في عدة أماكن أخرى مثل كنيسة القديسة دميانة والوراق.

وأكد البابا تواضروس أن للسيدة العذراء تأثيراً عميقاً في حياة المؤمنين من خلال الصلاة والبركة والمساندة والمحبة، وأنها تظل رمزاً للجميع دون تفرقة بين المسلمين والمسيحيين إذ يكنون لها تقديراً كبيراً، مشيراً إلى أن الكنيسة القبطية تولي علاقة السيدة العذراء بأرض مصر اهتماماً خاصاً. كما نبه البابا إلى وجود بعض الهرطقات عبر التاريخ التي حاولت النيل من اسم السيدة العذراء، لذلك شدد البابا كيرلس السادس على ضرورة استخدام مصطلح ثيؤطوكس أي والدة الإله، حفاظاً على العقيدة.

وفي نهاية اللقاء، حرص البابا تواضروس على الترحيب بكهنة كنائس الخليج العربي وأسرهم الذين يزورون مصر سنوياً، معبراً عن تقديره لهذا التقليد السنوي الذي يجمع الخدام وأسرهم من مختلف البلدان.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *