
يوسف عبدالله محمود: د. لويس عوض الناقد الموسوعي المثير للجدل
يوسف عبدالله محمود
د. لويس عوض ناقد مصري كبير مثير للجدل حصل على الدكتوراه في الادبين الفرنسي والانجليزي من جامعة بريستول الامريكية، وقبلها درس في كامبردج.
هو اول مصري يترأس قسم الادب الإنجليزي في جامعة القاهرة. كان من دعاة الحداثة وعدم البقاء في اغلال الماضي، تأثرًا على الظلم الاجتماعي في بلاده.
من مؤلفاته كتاب “دراسات في الحضارة” وهو عبارة عن مقالات نشرها في الصحف المصرية.
وقد أثارت مقالات هذا الكتاب الكثير من الجدل وبخاصة حديثه عن القومية العربية ورأيه فيها.
عرف لويس عوض بمنهجه التفسيري في النصوص الأدبية، يحللها ويفسرها.
وحول ابداعات هذا الناقد واعماله الأدبية استحق تقدير نخبة من عُمُد الادب منهم د. جابر عصفور وشكري عياد وعبد المنعم تليمة ومحمود العالم ولطيفة الزيات وسواهم من اليساريين. جريئًا في آرائه واحكامه حتى على اقرب الناس منه.
أثار د. لويس عوض حفيظة بعض النقاد حين اصدر كتابه “في فقه اللغة العربية” وقد عُد الكتاب موسوعة فكرية ولغوية ضخمة اخترقت عوامل الجمود التي تفصل بيننا وبين عهود ازدهار الفكر. وقد تعرض الكتاب لهجوم كبير من بعض النقاد انتهى الى مصادرته في مصر بحجة انه مخالف لخصائص اللغة العربية.
وفي تقييمه لإبداعات د. لويس عوض يقول الراحل د. جابر عصفور إن لويس عوض تأثر بالناقد الماركسي كريستوفر كودويل.
والحق ان النقاد الذين أُعجبوا بإبداع هذا الناقد الادبي واجمعوا على تقديره راحوا ينتقدونه في الوقت نفسه.
اما عن فكره السياسي فهو الميل الى المنهج الماركسي كما أشار د. جابر عصفور. كان لويس عوض يعزو أي انحراف خلقي لهذا المثقف او المسؤول الى كونه برجوازياً. البرجوازية السائدة كما كان يراها هي التي تتعامى عن خصائص الواقع. عدوًا كان للنظام الرأسمالي. ومع ذلك فقد وجه نقدًا الى الشيوعيين في مصر مما جرّ عليه نقمة العديد منهم وهو الماركسي. هل كان نقده مبررًا وما أسبابه؟ وبسبب هذا النقد هاجمته جريدة “البرافدا السوفيتية”. اكثر من هذا فقد تم منعه من دخول الاتحاد السوفيتي آنذاك! هذه الإشكالية التي عُرف بها جعلته ينتقل من وظيفة الى أخرى.
والحق ان من يقرأ سيرته يدرك انه كان مخلصًا لقناعاته الفكرية. شعاعه النقدي ينعكس على الفاظه. حياته تسودها الكثير من المفارقات.
يبقى ان أقول ان د, لويس عوض تميز عن معاصريه من النقاد انه طرح أسئلة جريئة ينحرج غيره من طرحها اختلفنا معها ام اتفقنا.
له رواية شهيرة اسمها “العنقاء” تتحدث عن قاهرة ما بعد الحرب العالمية الثانية والحريات التي اشاعت الإرهاب فيها.
في هذه الرواية ادانة للعنف الذي بان يحكم العلاقة بين البشر، بين الانسان واخية الانسان.
نصيرًا كان للطبقة العاملة. تأثر بالاشتراكي سلامة موسى وبالدكتور محمد مندور ود. طه حسين والعقاد.
يرحل عنا د. لويس عوض بعد ان ترك اعمالاً إبداعية ان في المسرح او الشعر او الرواية او الدراسة النقدية الرصينة لنصوص أدبية قديمة ومعاصرة.
منفتحًا على الثقافات العالمية كان. موسوعي الثقافة لا يجامل في نقده لهذا الكاتب او ذاك. له صالون اسبوعي كان يؤمه الكثيرون من أدباء عصره.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: