هل تملك إسرائيل القُدرة على كتابة مصير للخامنئي مُشابه لـ”صدام حسين” وأين روسيا والصين من رغبة ترامب “إخلاء طهران فورًا”؟.. كم ستستمر الحرب؟ وهذه خسائر إسرائيل بالأرقام!.. وماذا عن مخاوف تركيا من أن تكون بعد إيران؟

هل تملك إسرائيل القُدرة على كتابة مصير للخامنئي مُشابه لـ”صدام حسين” وأين روسيا والصين من رغبة ترامب “إخلاء طهران فورًا”؟.. كم ستستمر الحرب؟ وهذه خسائر إسرائيل بالأرقام!.. وماذا عن مخاوف تركيا من أن تكون بعد إيران؟

هل تملك إسرائيل القُدرة على كتابة مصير للخامنئي مُشابه لـ”صدام حسين” وأين روسيا والصين من رغبة ترامب “إخلاء طهران فورًا”؟.. كم ستستمر الحرب؟ وهذه خسائر إسرائيل بالأرقام!.. وماذا عن مخاوف تركيا من أن تكون بعد إيران؟

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

“لا أحد يعرف ماذا يُريد ترامب؟”.. هذه عبارة تتكرّر على لسان مُراسلي القنوات الغربية، والعربية، حينما يجري طرح تساؤلات حول نيّته دُخول الحرب مع إسرائيل ضدّ إيران، أو لن يدخلها، لكنّ تصريحات الرئيس الأمريكي “غير الصّبور” و”المزاجي” تبدو ذاهبة على الأقل في الساعات الأخيرة نحو رغبة في تدمير البرنامج النووي الإيراني، وأكثر نحو إسقاط الجمهورية الإسلامية، ولكن الرغبة شيء، والتنفيذ شيء آخر تمامًا.

الإعلامي الأميركي بيل أورايلي، قال إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أن القيادة الإيرانية ستُوافق في نهاية المطاف على السماح بتفتيش منشآتها النووية، بدلًا من التعرّض لهجوم عسكري أميركي محتمل.

وأوضح أورايلي أنه تبادل رسائل نصية مع ترامب مؤخرا، وأن الرئيس الأميركي السابق “لا يرغب باستخدام القوة الجوية حاليًّا” بسبب تعقيدات مُحتملة مع الصين وروسيا.

لافتة هي العبارة التي نقلها الإعلامي أورايلي بخُصوص وجود تعقيدات مُحتملة مع الصين، وروسيا، حيث من غير المعلوم كيف ستتصرّف كل من موسكو وبكين حال تهديد النظام الإيراني بالسّقوط، مع العلم أن طهران تدرك تمامًا، أن تلك الحرب وجودية.

موسكو قد لا يُعوّل عليها البعض، فقد سبق لها وأن تركت نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بعد أن سلّمها مفاتيح النفوذ في الشرق الأوسط.

أمّا الصين، فاتّهمت الثلاثاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”صبّ الزيت على النار” في النزاع المُتصاعد بين إسرائيل وإيران، بعدما دعا سكّان العاصمة الإيرانية إلى “إخلاء طهران فورًا”.

ترامب من جهته قال عن إمكانيّة مُساعدة روسيا وكوريا الشمالية لإيران في مُواجهاتها مع إسرائيل: “لا دلائل على مُساعدة روسيا أو كوريا الشمالية لإيران”.

“إسرائيل” من جهتها بدأت بالعدوان على إيران، ثم ذهب وزير حربها يسرائيل كاتس إلى توجيه تهديد مباشر للمرشد السيد علي خامنئي، وحذّره من مصير مُشابه لمصير الرئيس العراقي صدام حسين، وذلك في حال استمرار استهداف “المدنيين الإسرائيليين”.

وخلال تقييم أمني عقده صباح الثلاثاء مع كبار قادة الجيش الإسرائيلي، قال كاتس في بيان صادر عن مكتبه: “أُحذّر الديكتاتور الإيراني من الاستمرار في ارتكاب جرائم حرب وإطلاق الصّواريخ باتجاه المدنيين في إسرائيل”.

يطرح هذا التهديد الإسرائيلي، تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة وجريئة على شن “غزو برّي” للأراضي الإيرانية، حيث العامل الجُغرافي قد لا يُساعدها في هذا، كما أن العراق تعرّض لغزو أمريكي شامل، انتهى بالإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، وهل ثمّة دور لعملائها في محاولة خلق بلبلة وفتنة، يُراد بها اقتتال أو حرب أهلية، الأمر الذي تتنبّه له الاستخبارات الإيرانية وتحاول جاهدة التحرّي والقبض على هؤلاء العملاء، على اختلاف أدوارهم.

سبق وأن هدّد كاتس هذا نفسه، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بذات المصير على خلفية انتقادات وجّهها أردوغان لإسرائيل وعدوانها على غزة، وهو لا يزال إلى اليوم على رأس الحُكم في تركيا.

يُحاول الإسرائيليون من خلفهم الإعلام العربي الإيحاء بأن إيران ضعيفة، ومسألة إسقاط نظامها مسألة هامشية، تعود للرغبة الإسرائيلية، من عدمها، ولكن الرئيس الأمريكي لا يزال يضع هامش للتفاوض مع الإيرانيين، حيث قال إنه قد يرسل نائبه جيه دي فانس، أو مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتفاوض مع الإيرانيين، لافتا إلى أنه يسعى لـ”نهاية حقيقية للصراع في إيران”، ما يطرح تساؤل لماذا يُفاوض ترامب، إذا كانت مسألة إطاحة نظام المُرشد بهذه السّهولة، وبدون تكلفة على الاقتصاد الأمريكي، والإسرائيلي.

اقتصاديًّا، تُشير التقديرات إلى أن هذه المواجهات قد تستمر، في أحد أكثر السيناريوهات قسوة، نحو شهر كامل، تتخلله 4 جولات قتالية متبادلة بين الجانبين.

ووفقًا لمعهد “أهارون” التابع لجامعة رايخمان في هرتسليا، وبالاستناد إلى مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين أمنيين كبار سابقين، فإن التكلفة الأمنية المباشرة لهذا السيناريو قد تصل إلى نحو 40 مليار شيكل (11.1 مليار دولار).

هذا إلى جانب التوقّف الحالي، حيث توقّف للأنشطة التجارية والخدماتية، خاصة لدى الشركات الصغيرة، كما حدث نهاية الأسبوع في قطاع المطاعم، إضافة إلى إلغاء فعاليات عامّة وخاصّة، وذلك كله في ظل عجز قائم في ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية يبلغ 20 مليار شيكل (5.5 مليارات دولار)، ناجم عن استمرار العدوان على قطاع غزة.

ولافت أن الأوساط الإيرانية لا تبدي تخوّفًا من اغتيال المرشد الإيراني الخامنئي، وتضعه في سياق -إن حصل لا قدّر الله- في سياق رغبة المرشد في إنهاء حياته شهيدًا، وهو يخوض حربه ضد “إسرائيل”، مع العمل على بذل كل ما يُمكن لحمايته، ويتصدّر هذا الحديث الواجهة، مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي سيُنهي الصّراع مع إيران، وهي تصريحات لا يغيب عنها الاستعراض.

وفيما تقف إيران لوحدها في مُواجهة إسرائيل، وحُلفائها من دول في المحور (اليمن)، لا تُرفع الآمال في موقف داعم من دول عربية إسلامية (إقليمية)، وإن كانت باكستان عبّرت عن دعمها، ولكن جاء لافتًا ما عبّر عنه حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، حيث دعا إلى “وقف إسرائيل بالقوّة”، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إنّ الرّسالة من الضّربات لا تستهدف طهران فقط، بل تُشير أيضًا إلى تركيا، ومُعتبرًا أن “زمن الأقوال قد ولّى”، وهذا ما يطرح تساؤل هل ولّى زمن الأقوال التركي فعلًا، وتذهب إلى تشكيل تحالف إسلامي، يشملها، وباكستان، إلى جانب المُعتدى عليها إيران لـ”وقف إسرائيل بالقوّة”؟

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: