علامات وأعراض عليك ألا تتجاهلها مطلقاً

علامات وأعراض عليك ألا تتجاهلها مطلقاً

معظم الأعراض المزعجة أو الآلام أو الأوجاع التي تعترينا قد لا تعني في الحقيقة وجود مشكلة صحية خطيرة، أو أنها تُشكّل حالة تهدد سلامة الحياة أو سلامة أحد أعضاء الجسم. ولكن هناك بعض العلامات والأعراض التي يعني ظهورها أن ثمة حالة حرجة يمر بها الجسم أو يُعاني منها أحد أعضائه المهمة. وهو ما يفرض ضرورة مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن لاستشارته حولها.

علامات وأعراض حرجة

وإليك العلامات والأعراض التالية:

1. ضيق التنفس

ضيق النفَس من الأعراض الشائعة التي كثيراً ما نعاني منها من آنٍ لآخر، إذ يمكن أن ينتج في الغالب عن ممارسة التمارين الشاقة، أو التعرّض لدرجات الحرارة الشديدة الارتفاع أو الانخفاض، أو السمنة، أو الوجود في مناطق جغرافية مرتفعة. ولكن قد يكون ضيق النفَس أيضاً علامة على وجود مشكلة صحية حرجة، خاصة إذا بدأت المعاناة فجأة من ضيق النفس، أو بدرجة شديدة، أو لاحظ الشخص تكراره وتطوره خلال فترة زمنية وجيزة. وحينها عليه مراجعة الطبيب لاستشارته وطلب الرعاية الطبية الطارئة.

إن المعاناة المفاجئة من ضيق النفس قد تنتج عن عدة أسباب، بعضها يُهدد سلامة الحياة. ومن ذلك حصول جلطة دموية في الرئة (الانصمام الرئوي) أو ضمن أعراض الذبحة الصدرية أو نوبة الجلطة القلبية أو نوبة شديدة من الربو، أو فقر دم حديث نتيجة نزيف دموي داخلي. كما أن تكراره وتطوره خلال فترة زمنية وجيزة قد يعكس انتكاس حالة داء الانسداد الرئوي المزمن، أو التهاب القصبات الهوائية، أو التهاب الرئة، أو أمراض صمامات أو شرايين القلب. وفي بعض الأحيان ربما يكون ضيق النفَس أيضاً مصاحباً لنوبة هلع، وهي عبارة عن نوبة مفاجئة من القلق الشديد الذي يسبب ردود أفعال جسدية شديدة بينما لا يوجد خطر حقيقي أو سبب واضح له.

2. نقص الوزن غير المبرر

كثيرون ممنْ لديهم سمنة أو زيادة في الوزن، يحاولون خفض تلك الزيادة. ويمكن أن يكون حينها فقدان الوزن مبرراً. ولكن قد يحصل نقص في وزن الجسم دون محاولة من الشخص لإنقاصه، وخلال فترة وجيزة من الزمن، مما قد يكون دلالة وعلامةً على مشكلة صحية.

إن الانخفاض غير المبرر في الوزن قد يكون ناتجاً عن عدد من الحالات التي تتطلب معالجة دون إهمال. ومن بين تلك الحالات: زيادة نشاط الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية)، حيث يُصاحبه زيادة التعرّق والشعور بعدم الراحة طوال الوقت وآلام غير مبررة في العضلات وتسارع نبض القلب.

كما أن وجود مرض السكري، دون أن يعلم المرء ذلك، قد يرافقه نقص في الوزن. وكذلك الأمر في حالات مرض بالكبد أو السرطان أو الاضطرابات التي تؤثر على امتصاص أمعاء الجسم للعناصر المغذية (اضطرابات سوء الامتصاص). وأيضاً قد يكون نتيجة الاكتئاب الشديد. ولذا، إذا فقد المرء أكثر من 5 في المائة من وزن جسمه خلال آخر 6 أشهر أو 12 شهراً، فعليه أن يتحدث مع طبيبه.

3. حمى ارتفاع الحرارة

ارتفاع درجة حرارة الجسم والمعاناة من الحُمى هي بالأساس خطوة علاجية يقوم بها الجسم في مكافحة العدوى الميكروبية التي تعتريه. ولذا قد يعني ظهور واستمرار الحمى الإصابة بأحد أشكال العدوى الميكروبية. ولكن إذا ظهرت على المرء حُمى وأعراض أخرى مرافقة، مثل صعوبة التنفس والسعال والإرهاق، فعليه الاتصال بطبيبه لطلب المشورة الطبية. وخاصة إذا كانت درجة الحرارة 39.4 درجة مئوية أو أعلى، أو إذا استمرت الإصابة بالحُمى لأكثر من ثلاثة أيام.

كما قد تكون الحُمى أيضاً من بين أعراض الكثير من الأمراض المُعدية الأخرى التي قد لا يتنبه لها المرء، مثل التهابات الجهاز البولي أو مرض السُّل. وكذلك قد تكون الحمّى نتيجة اضطرابات مرضية لا علاقة لها بالعدوى الميكروبية، كأنواع عدة من أمراض اضطرابات المناعة الذاتية والتهابات المفاصل وزيادة نشاط الغدة الدرقية، وحتى بعض أنواع الأورام. وهذه تتطلب سرعة مراجعة الطبيب. وبالمقابل، يمكن أن تتسبب بعض الأدوية بالحُمى.

4. اضطرابات وتيرة التغوّط

لدى غالبية الناس، لا توجد وتيرة طبيعية مشتركة في التغوط، بل تتباين أنماطه تبايناً كبيراً. ولكن حصول اضطرابات وتيرة التغوط بدرجة لم يعهدها المرء في نفسه، وخلال فترة زمنية وجيزة، أو حصول تغيرات غير معتادة أو غير واضحة السبب في ظروف عملية التغوط، فإن الأمر يتطلب مراجعة الطبيب.

وقد تشير التغيرات في عادات التغوط إلى الإصابة بعدوى بكتيرية أو عدوى فيروسية أو طفيلية. ولكن من الأسباب الأخرى المحتملة للإصابة بهذه الحالة مرض القولون التقرحي وسرطان القولون. وخاصة إذا رافق ذلك أحد العلامات أو الأعراض التالية:

– براز مصحوب بدم أو أسود أو قطراني اللون

– إسهال أو إمساك متواصلان

– ألم مستمر في البطن

ضعف الأطراف وألم الصدر

5. ضعف في الذراعين والساقين

إذا شعر المرء بخدر أو ضعف مفاجئ (أو متطور خلال فترة وجيزة جداً) في ساقه أو ذراعه أو وجهه، فقد يكون ذلك علامة على إصابته بسكتة دماغية. ويزداد الأمر أهميةً إذا كان في جانب واحد من الجسم أو إذا حدث فجأةً.

وما يعزز احتمالات الإصابة بسكتة دماغية شعور الشخص بدوار، أو عدم توازن، أو صعوبة في المشي، أو معاناته من صداع شديد مفاجئ، أو ضعف في الإبصار، أو صعوبة في الكلام أو الفهم.

حينئذ، عليه ألا ينتظر حتى تتوقف الأعراض. بل يتعين عليه سرعة طلب المساعدة الطبية الطارئة فوراً، فكل لحظة لها أهميتها. ذلك أنه إذا تلقي دواءً لتفتيت الجلطة الدموية في غضون 4-5 ساعات من بدء الأعراض، ستقل احتمالية إصابته بمشاكل طويلة الأمد.

وإذا كان الشخص يُعاني من مشكلات في القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو الرجفان الأذيني، فعليه الانتباه جيداً لظهور هذه الأعراض لديه. لأنه إذا كان يعاني من هذه الحالات، فإنه أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية.

6. ألم الصدر

جميعنا شعر بألم في الصدر بشكل أو بآخر، سواءً كان نبضاً خفيفاً أو طعنة حادة. ولأنه قد يكون علامة على مشكلة خطيرة، فمن المهم طلب المساعدة الطبية فوراً. إذْ قد يكون ألم الصدر أو ضغطه علامة على نوبة قلبية أو مرض قلبي، خاصةً إذا حدث أثناء ممارسة النشاط البدني.

ويصف الأشخاص الذين عانوا من آلام مرتبطة بالقلب ألم الصدر بأنه شعور حارق أو ممتلئ أو ضيق في الصدر أو ثقل على الصدر. وأحياناً يكون إحساساً حارقاً في أحد الذراعين أو كليهما، وقد يمتد إلى الرقبة والفك والكتفين. وقد يستمر هذا الانزعاج لأكثر من بضع دقائق، ويزداد سوءاً أثناء ممارسة النشاط البدني، ثم يختفي ثم يعود.

وفي كثير من الأحيان، لا علاقة لألم الصدر بالقلب. حيث قد يكون بسبب حرقة المعدة أو مشكلات هضمية أخرى.

والمهم ألا يحاول الشخص إهماله أو الانتظار حتى يزول. بل عليه استشارة الطبيب فوراً إذا شعر بألم جديد أو غير مبرر في صدره.

7. ألم الجزء الخلفي من الساق

قد يكون هذا علامة على وجود جلطة دموية في الساق. وتُسمى هذه الحالة تخثر الأوردة العميقة. وتحدث عند إصابته بحالة تؤثر على كيفية تخثر الدم. كما قد يُصاب بها إذا كان جالساً أو طريح الفراش لفترة طويلة. كما أن الحمل، واستخدام حبوب منع الحمل، والتدخين، وزيادة الوزن قد تزيد من احتمالية حدوثها.

وفي حال الإصابة بجلطة، قد يشعر المريض بألم أو حساسية. وقد تتورم المنطقة. وقد يشعر كذلك بدفء في الجلد، أو قد يبدو الجلد أحمر اللون. وعليه دون تأخير، طلب المساعدة الطبية إذا لاحظ تورماً أو حرارة أو احمراراً. وقد تكون حالة تخثر الأوردة العميقة خطيرة، لأنه يمكن أن تنفصل جلطات الدم في الساق، وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئة، وتعيق تدفق الدم إليها. ويُطلق الأطباء على هذه الحالة اسم الانسداد الرئوي، وقد تكون مميتة.

حصوات الكلى وعوائم العين

8. دم في البول

هناك عدة أسباب قد تدفعك لرؤية الدم عند التبول. إذا كنت تعاني من حصوات الكلى، فقد يجعل الدم لون البول وردياً أو محمراً. وهذه البلورات الصغيرة الصلبة، التي تتشكل في البول، قد تسبب ألماً شديداً في الجانب أو الظهر.

وقد يطلب الطبيب إجراء فحص بالأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية لفحصها. وبعض حصوات الكلى تزول من تلقاء نفسها، لكن الانتظار قد يكون مؤلماً. وقد يحتاج المريض إلى إجراء تفتيت الحصوات الكبيرة.

وإذا رأى المرء دماً في بوله، أو كان بحاجة إلى التبول بشكل متكرر، أو شعر بحرقة عند التبول، فقد يكون مصاباً بعدوى في المسالك البولية في المثانة أو الكلى. وعليه حينئذ طلب المساعدة فوراً، لأنه يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى تلف الكلى ومشاكل أكثر خطورة.

كما قد يكون الدم في البول أحياناً علامة على أمراض أخرى، بما في ذلك سرطان المثانة أو الكلى.

كل حالة حرجة يمر بها الجسم أو أحد أعضائه تتطلب استشارة الطبيب

9. صفير الصدر

أزيز الصدر هو صوتُ صفير عالٍ قوي يَصدر خلال التنفس. وقد يصدر الأزيز خلال إخراج الهواء، أي الزفير، أو خلال إدخال الهواء، أي الشهيق. وربما يحدث أو لا يحدث خلال مواجهة صعوبة في التنفس. وقد يكون سبب الأزيز في أي مكان من الحلق إلى الرئتين. وأي حالة تسبب تهيجاً أو التهاباً، ما يشمل عادةً التورم والاحمرار والسخونة وأحياناً الألم، في المجرى الهوائي يمكن أن تؤدي إلى الأزيز.

أكثر الأسباب شيوعاً للأزيز الذي يصدر مراراً وتكراراً الربوُ وداء الانسداد الرئوي المزمن. وذلك لأن الربو وداء الانسداد الرئوي المزمن يسببان تضيقات وتقلصات، تسمى أيضاً تشنجات قصبية، في المجاري الهوائية الصغيرة داخل الرئتين. ويمكن أن تسبب حالات العدوى التنفسية أو التفاعلات التحسُّسية أو الحساسية أو المُهيِّجات حدوث أزيز قصير الأمد.

وعلى المُصاب مراجعة الطبيب إذا لم يكن يعرف سبب الأزيز، أو إذا كان يتكرر، أو إذا كان يصدر بالتزامن مع الأعراض الآتية:

– صعوبة التنفس.

– سرعة التنفس.

– تغيُّر لون الجلد إلى الأزرق أو الرمادي.

– بدأ يصدُر مباشرةً بعد التعرض للسعة نحلة، أو تناول دواء، أو تناول طعام يسبب الحساسية.

– يصدر بعد الاختناق بجسم صغير أو طعام مُبتلَع.

10. ومضات الضوء وعوائم العين

قد تكون البقع الساطعة أو ومضات الضوء في بعض الأحيان من مؤشرات الشقيقة (الصداع النصفي). وفي حالات أخرى، يحتمل أن تكون ومضات الضوء المفاجئة من مؤشرات الإصابة بحالة خطيرة تخرج فيها طبقة رقيقة من أنسجة الجزء الخلفي من العين من موضعها (انفصال الشبكية). ويمكن أن تساعد الرعاية الطبية الفورية في منع فقدان البصر الدائم.

وعوائم العين هي بقع تظهر في مجال الرؤية. وقد تظهر لك على شكل بقع أو خيوط أو أنسجة عنكبوت سوداء أو رمادية. وقد تشعر بتحركها مع حركة عينك. ويبدو أن العوائم تنطلق بعيداً عندما تحاول النظر إليها مباشرة.

وعلى المُصاب التواصل مع أحد أطباء العيون على الفور إذا لاحظت أياً مما يلي:

– وجود عوائم للعين أكثر من المعتاد.

– ظهور مفاجئ لعوائم جديدة.

– تعرُّض العين نفسها المصابة بالعوائم لومضات ضوء.

– ملاحظة ما يشبه الستار الرمادي أو ظهور منطقة ضبابية تحجب جزءاً من الإبصار.

– حدوث إعتام يؤثر على جانب أو جوانب من الإبصار (فقدان الرؤية المحيطية).

* استشارية في الباطنية.