
أوقفت الأجهزة الأمنية في مصر «اليوتيوبر» سيد غنيم الذي يصف نفسه بـ«المذيع الفرفوش» على خلفية اتهامه بنشر مقاطع غير لائقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الشاب الذي يقدم محتوى عبر حساباته المختلفة عبر الوجود في مناسبات وفعاليات يقوم خلالها بالتسجيل مع فتيات يظهرن بملابس مكشوفة، بينما تحمل أسئلته عادة إيحاءات جنسية.
وباشرت النيابة المصرية التحقيق مع غنيم في «مقاطع الفيديو المنشورة عبر حساباته، التي حقق بعضها ملايين المشاهدات في الأسابيع الأخيرة، علماً بأن بعض الفيديوهات صورت بطريقة تبرز أجساد الفتيات اللاتي يصور معهن بصورة غير لائقة».
ولدى غنيم عبر صفحته على «فيسبوك» أكثر من 2.1 مليون متابع، فيما يتابع قناته على «يوتيوب» أكثر من 49 ألف متابع، بجانب أكثر من 500 ألف متابع على تطبيق «تيك توك»، وهو المنصة التي كان ينشر عليها عدداً من الفيديوهات الأكثر جرأة، على خلاف باقي المنصات التي يوجد من خلالها.
واعتاد «المذيع الفرفوش» التصوير مع فتيات وسيدات يرتدين ملابس مكشوفة على السجادة الحمراء، أو على هامش أي فعالية فنية، وطرح العديد من الأسئلة التي ليس لها علاقة بالمكان الموجود فيه، مع إبراز الإجابات المثيرة من ضيفاته اللاتي اتسمن في الغالب بعدم وجود صفة لهن مع حديثه عن كونهن فنانات، أو لديهن أعمال كعارضات أزياء، بجانب طرح أسئلة عن مواصفات الرجال الراغبين في الارتباط بهم.
وسبق أن قُدمت ضد غنيم بلاغات من المحامي المصري أيمن محفوظ، الذي حرر بلاغين نهاية العام الماضي إلى كل من «مباحث الآداب» و«الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات» بوزارة الداخلية، وهي البلاغات التي تضمنت اتهامات مباشرة لليوتيوبر بـ«نشر الفاحشة والفجور على الإنترنت»، عبر مقاطع الفيديو التي يقوم بإنتاجها والترويج لها.
وقال محفوظ لـ«الشرق الأوسط» إن البلاغات التي قدمها رصدت مخالفات قانونية واضحة في أكثر من مقطع فيديو نشره المتهم، تضمنت إيحاءات صريحة ومشاهد وُصفت بأنها «خادشة للحياء»، موضحاً أن «العقوبة المقررة قانوناً في مثل هذه القضايا قد تصل إلى السجن خمس سنوات، وغرامة تصل إلى 300 ألف جنيه».
وأشار محفوظ إلى أن «الوقائع المنسوبة إلى غنيم ليست مرتبطة بمقطع واحد، بل تتعلق بسلسلة من الفيديوهات التي نشرها، والتي زادت بشكل لافت في الآونة الأخيرة»، مشيراً إلى «أنه قدم ببلاغاته فيديوهات حملت تجاوزت عدة».
ويصف الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن هذا النوع من المحتوى بأنه «سلبي وخطير» في المشهد الرقمي، مشيراً إلى أنه «يعكس غياب المعايير الأخلاقية الحاكمة لما يُنشر على المنصات المختلفة».
وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من صناع هذا المحتوى يعتبرونه فرصة لتحقيق مكاسب مالية ضخمة، تفوق أضعاف ما يحققه أي محتوى جاد أو هادف»، لافتاً إلى أن «مثل هذه المقاطع لا تخالف بالضرورة المعايير التقنية أو الإجرائية لمواقع التواصل، لكنها تتعارض مع القيم المجتمعية والأخلاقية، ما يستوجب وضع ضوابط صارمة من قبل الجهات المعنية للحد من انتشارها».
عودة إلى المحامي المصري الذي يشير إلى أن القبض على غنيم لم يكن مفاجئاً، في ظل اعتماد الأجهزة الأمنية بشكل أساسي على جمع المعلومات والتحري الجيد قبل اتخاذ خطوة التوقيف، متوقعاً أن يحمل أمر الإحالة للمحاكمة الذي سيصدر من النيابة بالاتهامات عقب الانتهاء من التحقيق، سيتضمن إثبات المخالفات التي ارتكبها من خلال الفيديوهات المنشورة.