
استهداف المستشفيات والمنشآت الطبية والقوانين الدولية
ابراهيم المدهون
لا شك أن استهداف المستشفيات والمنشآت الطبية يعد جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القوانين الدولية والمواثيق الحقوقية. القانون الدولي الإنساني يحظر بشكل قاطع ضرب المرافق الطبية حتى لو كانت هناك مزاعم بوجود أهداف عسكرية بالقرب منها، ويلزم الأطراف المتحاربة باتخاذ أقصى درجات الحيطة لحماية المدنيين.
إسرائيل ارتكبت في غزة ما لا يمكن وصفه إلا بأنه جرائم إبادة جماعية. قصفت مستشفى الشفاء ومستشفى المعمدان، وقبلهما وبعدهما عشرات المستشفيات والمرافق الصحية، وتم تدميرها بشكل متعمد وبدم بارد. الاحتلال لم يترك مرفقًا طبيًا إلا وناله القصف والخراب، في مشهد وحشي يعكس الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان.
ثم جاءت المفارقة الصادمة: عندما قامت إيران باستهداف موقع عسكري قرب مستشفى سوروكا في بئر السبع داخل فلسطين المحتلة، خرجت إسرائيل تستنكر وتدين وتملأ الدنيا ضجيجًا، رغم أن الضربة لم تستهدف المستشفى ذاته بل موقعًا عسكريًا مجاورًا. إيران أكدت ذلك بشكل واضح وشفاف، وقالت إن المستشفى لم يكن هدفًا، وهذه رواية أصدقها وأراها أكثر اتساقًا مع الوقائع.
لكن المثير للدهشة أن إسرائيل، التي تندد باستهداف موقع عسكري قرب مستشفى إسرائيلي، هي نفسها من يقصف المستشفيات بشكل مباشر في غزة، ويبرر ذلك علنًا ويصر على تكراره.
هنا تتجلى الفضيحة الأخلاقية والسياسية لهذا الكيان: ازدواجية معايير، وكذب فاضح، ومحاولات تضليل للرأي العام العالمي، في محاولة بائسة لتبرير جرائمهم الوحشية في غزة.
الاحتلال الإسرائيلي اليوم يذوق من الكأس التي أذاقها لشعبنا الفلسطيني طيلة عقود. وما يتعرض له اليوم ليس إلا بداية لعدالة قادمة لن تتوقف عند حدود غزة. سيتحمل الاحتلال وزر هذه الجرائم أمام الفلسطينيين، وأمام الأمة العربية والإسلامية، وأمام أحرار العالم أجمع.
هذا الكيان لن يستمر. هذه الجرائم وهذه الوحشية هي بداية نهايته الحتمية. وكما زالت النازية بعد أن ارتكبت فظائعها، ستزول إسرائيل لأنها فاقت النازية في جرائمها وبشاعتها.
كاتب فلسطيني
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: