
أن تكون لنا حياة
بشارة مرهج
صبيحة 13 حزيران الجاري، وفي ظل المفاوضات الأميركية الإيرانية شنت إسرائيل – الكيان العنصري الذي زرعه الاستعمار البريطاني في بلادنا – هجوما جوياً كبيراً على إيران استهدف منشآتها الصناعية والحيوية، وألحق اضراراً بالغة بالاقتصاد الإيراني كما بالبنية العسكرية والأمنية.
وأي نظرة موضوعية تجاه هذا الحدث الخطير والمستمر الذي يهدد الامن والسلام في العالم تجدر الإشارة الى ان تل أبيب بهجومها وجهت إهانة الى الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب لأن العملية الصهيونية تمت بينما كان مندوبو ترامب يتفاوضون مع الطرف الإيراني على جملة أمور تطالب تل أبيب بتعديلها أو إزالتها مثل البرنامج النووي الإيراني والامكانيات الصاروخية المختلفة التي باتت تنتجها ايران ممارسة حقوقها السيادية مثلها مثل دول عديدة في العالم تصنع وتصدر مثل هذه الصواريخ دون الالتفات على رأس من تقع.
واقع الحال ان الهجوم الصهيوني الغادر في ظل مفاوضات رسمية ينتقص أيضاً من صدقية واشنطن، إلا اذا كانت هذه المفاوضات مجرد خدعة أميركية لتخدير ايران، وهذا أمر لا يليق بوسيط أو بطرف ثالث صرّح في المحافل الدولية وأمام أجهزة الإعلام العالمية أنه منغمس في مفاوضات مع ايران مباشرة حول البرنامج النووي وقضايا متعددة بمساعدة دولة عربية تبذل كل جهودها الديبلوماسية لتأمين الأجواء الكفيلة بالوصول الى حل سياسي يحمي المنطقة من مخاطر كبيرة، من بينها إمكانية انتشار الغبار النووي في حال انفلات الأمور وقيام الطغمة الصهيونية بمغامرات تجلب الدمار والخراب الى منطقة تتوق الى السلام والاستقرار والحرية.
لكن الامر الصادم الذي نتج عن اغتيال تل أبيب للمفاوضات وما يحمله ذلك من استهتار واستهانة بالطرف الأميركي لم يجعل ترامب يحرك ساكناً تجاه تل أبيب ، بل أنه “تفهم ” موقفها وأنكر على ايران حقها في حماية نفسها مطالباً إياها بالاستسلام الكامل ، مؤكداً جهله لتاريخ ايران وتراثها وقدرات شعبها ورفضها الركوع والخضوع لإرادة حاكم يظن العالم لعبة بين يديه ، بينما الانقسام ينتشر في بيته والعالم بأسره جراء سياساته المتهورة القائمة على التدخل في شؤون الغير – دولاً وقارات – وفرض الاتاوات والعقوبات عليها عله ينقذ اقتصاده المريض من خسارة محققة في حلبة السباق مع اقتصاد الصين الناهض.
إن الإدارة الأميركية بتخليها عن الأسس القانونية والمبادئ الأخلاقية التي تنظم العلاقات الدولية بحدها الأدنى، وبتخليها عن مبدأ الديمقراطية والتنافس الحر، واصرارها على سياسة الاملاء والاخضاع، انما تضع منطقتنا والعالم بأسره تحت أخطار تطال الجميع وتطال بصورة خاصة كل القيم والفضائل التي زرعها الباري في خلقه كي تكون لنا حياة وتكون لنا حياة أفضل.
كاتب لبناني
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: