البورصة تتطلع إلى هدوء التوترات الإقليمية لاستعادة مسار التعافى

البورصة تتطلع إلى هدوء التوترات الإقليمية لاستعادة مسار التعافى

تترقب البورصة المصرية انفراجة على صعيد التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، فى محاولة لاستعادة استقرارها وتعويض الخسائر الحادة التى تكبدتها خلال الأسبوع الماضى، على وقع الاشتباكات العسكرية بين إيران وإسرائيل، والتى أدت إلى موجة بيع عنيفة وتراجع جماعى للمؤشرات.

وخسر المؤشر الرئيسى «EGX30» نحو 2000 نقطة، وهبط بنسبة 6.96% ليغلق عند مستوى 30248 نقطة، كما تراجع مؤشر «EGX70 EWI» بنسبة 7.77% إلى 8858 نقطة.

وهبط «EGX30 Capped» بنسبة 7.49% ليسجل 37524 نقطة، فى حين فقد مؤشر «EGX100» الأوسع نطاقاً 7.58% من قيمته ليصل إلى 12079 نقطة.

«عمار»: الرؤية الاستثمارية غير واضحة مع تصاعد الأزمة السياسية بالمنطقة

قال وائل عمار، مدير الاستثمار بشركة «زالدى للاستثمار»، إن أداء السوق تأثر بشدة نتيجة التصعيد السياسى فى المنطقة، ما دفع المؤشر الرئيسى إلى فقدان ألفى نقطة، بضغط بيعى واسع من المستثمرين الأفراد.

وأوضح «عمار» أن السوق كان يتداول عند مستويات مرتفعة نسبياً قبل اندلاع الأزمة، ما ضاعف من حدة التراجع، خاصة مع تصاعد المخاوف بشأن تدخلات دولية فى الصراع، مؤكداً أن طبيعة الأزمة سياسية وليست اقتصادية، ما يجعل الرؤية الاستثمارية غير واضحة فى الوقت الراهن.

وأشار إلى أن قطاع مواد البناء، وتحديداً الأسمنت، قد يكون الأكثر تماسكاً نسبياً، ونصح المستثمرين بعدم اللجوء للتداول الهامشى أو البيع العشوائى، مع الاحتفاظ بجزء من السيولة للفرص المستقبلية، فى حال استقرت الأوضاع السياسية.

تداولات مرتفعة رغم التراجعات

بلغت قيم التداولات خلال الأسبوع نحو 406.6 مليار جنيه من خلال تداول 5.298 مليار سهم عبر 533 ألف عملية بيع وشراء، مقارنة بـ311.8 مليار جنيه فى الأسبوع السابق، مع تنفيذ 364 ألف عملية. وانخفض رأس المال السوقى للأسهم المقيدة بنسبة 6.38% إلى 2.149 تريليون جنيه.

وقال باسم أبوغنيمة، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «عربية أون لاين»، إن السوق بدأ تعاملات الأسبوع بحالة من الذعر البيعى، دفعت المؤشر الرئيسى لكسر مستوى 30 ألف نقطة فى أولى الجلسات، قبل أن تبدأ المؤسسات فى التدخل المنهجى لدعم السوق.

وأوضح أن المؤسسات لا تسعى حالياً لدفع الأسعار للأعلى بشكل سريع، وإنما تركز على إعادة ترتيب المحافظ عند مستويات منخفضة، لافتاً إلى أن جلسة مراجعة مؤشر «فوتسى» شهدت تنفيذات كبيرة بقيمة 2 مليار جنيه، وهو ما يعكس وجود توجه استثمارى منظم.

السوق كان بصدد حركة تصحيح طبيعية

وأشار «أبوغنيمة» إلى أن السوق يمر بحالة من الترقب بين الخوف من تصعيد جديد، والأمل فى ارتداد فنى خلال الأسبوع المقبل، حال مرت عطلة نهاية الأسبوع دون تطورات إضافية.

وأضاف أن البقاء أعلى مستوى 30 ألف نقطة يعزز من فرص الاستقرار، بينما يمثل كسره نقطة سلبية قد تدفع المؤشر لمستويات 29500 و29000 وحتى 28500 نقطة.

وأكد أن السوق كان بصدد حركة تصحيح طبيعية حتى قبل الأزمة، لكن التوترات زادت من حدتها، متوقعاً أن يكون السوق فى نهاية اتجاه عرضى استمر أكثر من 18 شهراً، تمهيداً لبداية مسار صاعد جديد حال هدوء الأوضاع السياسية.

ونصح بإعادة هيكلة المحافظ، والتركيز على الأسهم ذات الأساسيات القوية، مع إمكانية المضاربة المحدودة على الأسهم الصغيرة، وتدوير الأرباح لاحقاً نحو مكونات مؤشر «EGX70».

هيمنة للمستثمر المحلى 

سجلت تعاملات المصريين 83.6% من إجمالى التداولات على الأسهم المقيدة خلال الأسبوع، بينما بلغت حصة الأجانب 12.3% والعرب 4.1% بعد استبعاد الصفقات.

وحقق الأجانب صافى بيع بقيمة 557.7 مليون جنيه، والعرب 41.9 مليون جنيه.

وعلى مدار العام، مثلت تعاملات المصريين 88.5% من إجمالى قيمة التداول للأسهم المقيدة، مقارنة بـ5.7% للأجانب و5.8% للعرب، ما يعكس استمرار الاتجاه البيعى من المستثمرين غير المحليين، فى ظل التوترات السياسية المستمرة.