
هل تُعد من هواة جمع النقاط؟
إذا كنت تنتظر منذ أبريل إعلان “الخطوط الجوية البريطانية” و”أمريكان إكسبريس” عن كيفية كسب المسافرين الدائمين لما يُعرف بـ”نقاط الفئة” (Tier Points) من خلال الإنفاق عبر بطاقات الائتمان، فغالباً أنت كذلك.
حتى أولئك الذين لا يشاركون في رياضة “تحقيق أكبر استفادة من برامج ولاء شركات الطيران” قد يتذكرون الضجة التي أثارها إعلان شركة الطيران البريطانية عن تغييرات شاملة في برنامجها للمسافرين الدائمين.
وبعد تطبيق القواعد الجديدة في أبريل، أصبح الحصول على تصنيفات “ذهبي” أو “فضي” أو “برونزي” وما يصاحبها من امتيازات مثل الدخول إلى صالات الانتظار، واختيار المقاعد، والأولوية في تسجيل الدخول، أكثر صعوبة.
لكن بنهاية الأسبوع الماضي، اكتشف حاملو بطاقة “بريتيش إيرويز أمريكان إكسبريس بريميوم بلس” كيف يمكنهم كسب ما يصل إلى 2,500 نقطة فئة إضافية.. إلا أن الأمر لم يخلُ من العوائق.
للحصول على الحد الأقصى من النقاط، يجب إنفاق ما لا يقل عن 25 ألف جنيه إسترليني عبر البطاقة خلال الأشهر السبعة المقبلة، أي بمعدل يتجاوز 3,500 جنيه شهرياً، وهو أعلى من متوسط الأجر الإجمالي في المملكة المتحدة، حسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
التعديلات التي طالت هذا البرنامج وغيره من برامج الولاء تعكس تراجعاً أوسع في الفوائد المقدمة للمستهلكين البريطانيين، مما يدفع البعض للتساؤل: هل لا يزال هناك جدوى من الهوس بجمع النقاط؟
منذ أن فرضت المملكة المتحدة سقفاً على رسوم معالجة المدفوعات في عام 2015، تراجعت مكافآت بطاقات الائتمان تدريجياً بسبب تقلّص العوائد المالية لمصدري البطاقات.
وبما أن القاعدة الذهبية لعشاق النقاط هي سداد كامل الرصيد شهرياً لتفادي الفوائد، أصبحت الهوامش الربحية ضيقة، وبالتالي تقلّصت المزايا.
أعلنت سلسلة متاجر “جون لويس” مؤخراً عن تقليص قيمة النقاط المكتسبة من إنفاق بطاقتها الشهيرة “بارتنرشيب كارد” خارج متاجرها، وهو ما أثار استياء الطبقة المتوسطة.
لكن رغم ذلك، لا يبدو أن أكثر جامعي النقاط التزاماً في المملكة المتحدة قد تراجعوا، بل ضاعفوا جهودهم للحصول على المكافآت.
يقول توم، أحد المشاركين في حفل الصيف الذي نظّمه موقع السفر “هيد فور بوينتس” في لندن: “إذا أردت الحصول على المزايا، عليك أن تبذل الجهد”.
هذا الحدث جمع موظفين من مدينة لندن وأزواجاً متقاعدين تبادلوا الحيل والنصائح، وعبّروا عن استيائهم من تغييرات شركات الطيران ومصدري البطاقات، وتفاخروا بتفاصيل مغامراتهم لجمع المزيد من النقاط.
روى أحدهم كيف أقنع شريكه بخوض خمس رحلات “ترانزيت” في يوم عيد الميلاد بين لندن ودبلن وبروكسل وصولاً إلى الولايات المتحدة، فقط للحصول على ما يكفي من النقاط للارتقاء إلى الفئة الفضية من “بريتيش إيرويز”.
وردّ الشريك ضاحكاً: “عيد ميلاد ممتع”.
غالبية الحاضرين يسافرون لمسافات طويلة للعمل، ويستخدمون المكافآت في العطلات.
كثيرون اصطحبوا شركاءهم، حيث قالت إحدى المشاركات: “هو المهتم بالنقاط، أما أنا فأستفيد فقط”.
وتبيّن أن إحالة الشريك للحصول على بطاقة ائتمان تمنح الطرفين نقاطاً إضافية، بالإضافة إلى نقاط الإنفاق الخاصة بكل منهما.
قال أحدهم: “دربت زوجتي على الدفع دائماً بالبطاقة”، فيما أجبر آخر زوجته على إعادة مشتريات بقيمة 200 جنيه من “جون لويس” ثم شرائها مجدداً عبر موقع تابع لبطاقة ائتمان من أجل كسب نقاط الطيران.
الحديث لم يقتصر على كيفية جمع النقاط، بل شمل أيضاً التحديات في إنفاقها. فحاملو قسائم الرحلات المجانية بصيغة 2-4-1 يشتكون من اضطرارهم للحجز المبكر جداً للاستفادة منها.
ومن حجزوا عطلات عبر “بريتيش إيرويز” أو أنفقوا مبالغ كبيرة عبر بطاقتهم منذ أبريل، عبروا عن غضبهم لأن النقاط لن تُحتسب بأثر رجعي، رغم أن الشركة منحت الجميع 500 نقطة إضافية.
بالتالي، من ينفق 25 ألف جنيه فقط للحصول على الفئة البرونزية قد يظل بحاجة إلى رحلة إضافية للحصول على ميزة اختيار المقعد والأولوية في الصعود إلى الطائرة، ما يعني أنه لا يزال مهدداً بإرسال حقيبة اليد إلى مقصورة الشحن في الرحلات المزدحمة.
فهل يستحق الأمر كل هذا العناء؟
فئة “مطاردة التصنيفات” من هواة النقاط ترى أنه يستحق.
أحدهم، والذي لم يسبق له السفر إلا بدرجة رجال الأعمال، أثنى على التغييرات الجديدة معتبراً أنها ستخفف الزحام داخل صالة الدرجة الأولى.
فالازدحام داخل صالات المطارات شكوى شائعة، لكن هناك حلّ عبر “قائمة انتظار رقمية” مخصصة لبعض حاملي بطاقات “أمريكان إكسبريس”.
يقول روب بورجيس، المصرفي السابق ومؤسس موقع “هيد فور بوينتس”: “الخلاصة هي أن أي شخص يسدد فاتورته بالكامل شهرياً ولا يحصل على أي مقابل، يجب عليه أن يسعى للحصول على مكافآت”.
ينصح على الأقل باستخدام بطاقات الكاش باك، التي توفر عائداً أفضل من معظم برامج المتاجر (ما يعادل 70 جنيهاً سنوياً مقابل إنفاق شهري قدره 1,000 جنيه).
وحتى مع الرسوم السنوية المرتفعة، فإن بعض البطاقات تقدم مزايا تتجاوز قيمتها الرسوم، مثل تأمين السفر وعروض المطاعم.
رغم التغييرات المتكررة في القواعد والشروط، فإنها توفر دائماً مادة دسمة لهواة النقاط للنقاش.