محلل: ضرب واشنطن لإيران محدود التأثير ونتنياهو فشل بتحقيق أهدافه

محلل: ضرب واشنطن لإيران محدود التأثير ونتنياهو فشل بتحقيق أهدافه

محلل: ضرب واشنطن لإيران محدود التأثير ونتنياهو فشل بتحقيق أهدافه

إسطنبول/ ياقوت دندشي/ الأناضول
قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، إن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت إيران النووية فجر الأحد ستكون “محدودة التأثير”، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل في تحقيق أهدافه بـ”انتصار سريع”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع أونتيكوف، بينما دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب، تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” استهدف 3 مواقع نووية الأبرز في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
** “لن تغير شيئا”
وأضاف أونتيكوف: “لا يمكن تسمية الضربات الأمريكية بأنها تدخل واسع النطاق، بل هي منفردة رغم استهداف واشنطن بعض الأماكن النووية في إيران”.
واعتبر أن “هذه الضربات لن تغير شيئا من وجهة النظر السياسية، وهنا أقصد الآفاق السياسة لنتنياهو، فهي تبدو غامضة وسيئة جدا، خاصة إذا توقفت الأمور عند هذه المرحلة من دون تدخل أمريكي إضافي”.
وقارب المحلل بين هذه الضربات، والضربات الأمريكية عام 2020 (خلال رئاسة ترامب الأولى)، والتي اغتالت واشنطن من خلالها قائد فيلق القدس السابق، التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بقصف على مطار بغداد الدولي بالعاصمة العراقية.
وخلص أونتيكوف إلى أن “ضربات عام 2020 وضربات اليوم متشابهة للغاية، بسبب أن التحدي الكبير بالنسبة لإيران هو أنها مجبرة على الرد على هذه الضربات،”.
المحلل شكك بأن يكون الرد الإيراني “واسعا وحاسما، بسبب أن طهران مرتاحة بالتطورات الحالية، باعتبار أن السيناريو الحالي قد يؤدي إلى هزيمة سياسية لنتنياهو، وزعزعة الأوضاع السياسية في الداخل الإسرائيلي”.
واستدرك قائلا: “نعم سيكون هناك رد إيراني لكنه محدود، لأن الهدف الرئيسي لإيران هو عدم تشجيع الولايات المتحدة على مزيد من التدخل، لاسيما أن الضربات الأمريكية فجر الأحد لن تؤدي إلى تغيير موازين القوى بين إسرائيل وإيران”.
وتابع: “سنرى كيف ستتعامل إيران مع هذه الضربات، ولكن أشك في أن إيران مهتمة بمزيد من التصعيد وتشجيع الولايات المتحدة على شن المزيد من الضربات، وأعتقد أنها ستركز على تبادل الصواريخ بينها وبين إسرائيل، ليس أكثر”.
وفي وقت سابق الأحد، قال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إن “الطائرات الأمريكية أسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني بسلام”.
ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
**مضيق هرمز
أونتيكوف قلل كذلك من احتمال “تلغيم إيران مضيق هرمز أو إغلاقه، لأنه سيناريو استثنائي يمكن تنفيذه فقط في حال وجود خطر على إيران كدولة”.
وأضاف في هذا الصدد: “هذا السيناريو وارد نعم، لكن ليس هذه المرة، لأن طهران غير مهتمة بتشجيع الولايات المتحدة على شن المزيد من الضربات”.
وتابع: “من وجهة النظر السياسية، فإن الضربات الأمريكية لم تغير المشهد أبدا، والآفاق بالنسبة لنتنياهو لا تزال غامضة وسيئة جدا”.
ويقع مضيق هرمز بين إيران من الشمال والإمارات وسلطنة عمان من الجنوب، ويربط بين الخليج العربي شمالا وخليج عمان وبحر العرب جنوبا، ويعبر منه نحو 40 بالمئة من النفط المنقول بحرا في العالم، و20 بالمئة من الغاز المسال و22 بالمئة من السلع الأساسية.
وقبل أسبوع، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن القيادي بالحرس الثوري اللواء إسماعيل كوثري إن “إغلاق هرمز قيد الدراسة، وطهران ستتخذ القرار الأفضل”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين، قولهم، إنه إذا انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حربها ضد إيران، فإن الأخيرة “ستفخخ المضيق وتزرع ألغاما فيه”.
** إيران صامدة
وبشأن التطورات المتعلقة بالاعتداءات الإسرائيلية على إيران، قال المحلل: “من وجهة النظر العسكرية، يوجد نوع من التوازن، بسب تبادل الضربات بالمسيرات وبالصواريخ وغيرها، ولكن من الواضح أن عدم وجود حدود مشتركة بين إسرائيل وإيران يفرض بعض القيود على كلا الطرفين”.
وأوضح أن “نتنياهو كان يعوّل على فكرة انتصار سريع، ويسعى إلى تفكيك النظام السياسي الإيراني، باغتيال القادة البارزين في إيران، وتشجيع الانقلاب الداخلي”.
وأضاف أن “نتنياهو لم ينجح في ذلك، ونحن نرى أن السلطات الإيرانية ما تزال صامدة ولم يتفكك النظام السياسي بغض النظر عن الخسائر الكبيرة والمهمة في القيادة”.
وبشأن أسباب الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، قال المحلل السياسي، إن “الإبادة بغزة وصلت إلى مأزق، ونتنياهو كان يصطدم بضغوط قوية جدا من الداخل الإسرائيلي، ولم يجد مخرجا سوى بدء الحرب على إيران”.
وتابع: “كان على نتنياهو أن يتخلص من المشاكل السياسية في الداخل الإسرائيلي بدلا من فتحه جبهة أخرى مع إيران”.
ورجح إينتيكوف أن “يصطدم نتنياهو بمزيد من الضغوط في الداخل الإسرائيلي، بسبب ضغوط القوى اليسارية التي تطالبه بوقف الإبادة في غزة”.
وأشار إلى “احتمال أن تنضم القوى اليمينية إلى حملات التنديد، بما في ذلك القوى السياسية المتطرفة المتحالفة حاليا مع نتنياهو، لاعتقادها أن نتنياهو لم يحقق أهدافه في غزة، ولن يحقق شيئا من حربه على إيران”.
وتابع: “ربما سنرى نوعا من الحل الدبلوماسي، بسبب أن تركيا اقترحت وساطتها، وروسيا كذلك، وبعض الدول الأخرى كذلك تبذل جهودا للوساطة بين إسرائيل وإيران أو بين إيران والولايات المتحدة”.
كما اعتبر أن “المشكلة الرئيسية هي التدخل الأمريكي، ورأينا قبل هذه الخطوة جهودا دولية لإيقاف هذه الحرب”.
وفي هذا الصدد، أشار المحلل إلى موقف روسيا التي “انتقدت وبشدة التصرفات الإسرائيلية في حربها على إيران”.
ولفت إلى “الجهود الدبلوماسية للعالم العربي والعالم الإسلامي ضد الحرب الإسرائيلية على إيران، لذلك لولا التدخل الأمريكي لتوقفت الحرب رويدا رويدا”.
وعن دعوات سابقة للمعارضة الإسرائيلية إلى “ضرب إيران بمقتل”، قال أونتيكوف: “لا أرى أي مشكلة مع هذه التصريحات، لأن الحرب ما زالت مستمرة، وهذا لا يكفي لتغيرات جذرية في موقف المعارضة الإسرائيلية، لذلك نحن فقط بحاجة إلى مزيد من الوقت لرؤية التغيرات، خاصة في موقف المعارضة وحتى القوى المتحالفة مع نتنياهو”.
وختم المحلل السياسي الروسي حديثه بالقول، إن نتنياهو يمر بمأزق بسبب اشتداد الجبهة الداخلية ضده، نظرا لعدم تحقيق أهدافه العسكرية في غزة (إنهاء حماس وإطلاق سراح المحتجزين) وإيران حتى هذه اللحظة”.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: