
شريان الحياة للعالم الصناعي الغربي والممر الذي ترصده استراتيجيات الدول الكبرى وتعتبره الخط الأحمر .. هل يكون مضيق “هرمز” بوابة الحرب العالمية الثالثة؟ ماذا قال خبراء الطاقة النووية عن الضربة الأمريكية؟
القاهرة- ” اليوم”:
مع تردد أنباء عن قرار إيراني وشيك بإغلاق مضيق هرمز، بات العالم على شفا حرب عالمية ثالثة.
فالمضيق هو شريان الحياة للعالم الصناعي الغربي، ومنفذ النفط للعالم الخارجي، والممر الذي ترصده استراتيجيات الدول الكبرى، معتبرة إياه الخط الأحمر.
فماذا عما تسرب عن موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، وإحالته للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للمصادقة عليه؟
وكيف كانت الردود الأولى.
” إن بي سي ” نقلت عن نائب الرئيس الأمريكي قوله: تعطيل إيران لحركة الملاحة في مضيق “هرمز” سيكون انتحارًا بالنسبة لها.
السؤال الذي يطرح نفسه: فيم تتمثل أهمية مضيق هرمز؟
تقول الموسوعات إنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، يقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر. تطل عليه من الشمال إيران (محافظة بندر عباس) ومن الجنوب سلطنة عمان (محافظة مسندم) التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.
في فترة رئاسته الأولى قرر الرئيس دونالد ترامب بقطع العلاقات الاقتصادية مع ايران وأكد أنه في حال لم تخضع أي دولة لهذا القرار، فسيقطع دونالد ترامب العلاقات الأمريكية مع هذه الدول وهدد الرئيس الإيراني حسن روحاني في حال تنفيذ هذا القرار بإغلاق مضيق هرمز لما يحمل من أهمية كبيرة في نقل النفط بين دول الخليج العربي.
وعن توابع الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية، قال الإعلامي أحمد موسى المقرب من النظام إنه تحدث مع العالم الكبير الدكتور يسرى أبو شادى كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق وقال له الخلاصة حول الضربات الأمريكية ، مشيرا إلى أن إيران نجحت فى نقل ٥٠٠ كيلو جرام من اليورانيوم عالى التخصيب بنسبة ٦٠٪ من موقع نطنز ليلة ١٢-١٣ يونيو وهى الكمية التى يمكنها تصنيع ١٠ قنابل نووية تزن الواحدة ١.٥ طن ، وتمت عملية النقل بعد ساعات من اتخاذ الوكالة الدولية برئاسة رافائيل جروسى قرارا بإدانة إيران وتحويل ملفها لمجلس الأمن الدولى ، ويعد موقع نطنز النووى هو الأكثر خطورة ، أما موقع فوردو تم شحن نحو ١٦ شاحنة بكميات من اليورانيوم المخصب خلال يومى ١٩ و٢٠ يونيو أى قبل ساعات من الهجوم الأمريكى ، وإيران لديها مواقع لا أحد يعرفها ، وقد تفاجأ العالم بقدرتها على تصنيع القنبلة النووية، فهى تمتلك المواد والتقنيات والعلماء .
وقال أبو شادي إن الضربات الأمريكية لم تدمر المواقع النووية كما تحدث الرئيس الأمريكى ولم تصل الى عمق ٨٠ مترا بل دمرت الاجزاء العلوية والمداخل الخاصة بالمفاعلات ، واعتبر أبو شادى أن الضربات الأمريكية مجرد شو إعلامى.
من جهته وصف الكاتب أحمد السيد النجار اللحظة الراهنة بأنها لحظة الاختبار المصيري الأكثر خطورة لإيران والدول العربية الكبرى.
ويضيف أنه ليس أمام إيران وحلفائها في اليمن إما الانكسار والتفاوض على أرضية الشروط الأمريكية، وإما الرد على القواعد الأمريكية في الخليج والعراق وسورية بما قد يشعل المنطقة بأسرها، أو تجاهل العدوان الأمريكي الذي قد يتوقف عند هذا الهجوم الاستعراضي، والاكتفاء بمقارعة كيان قتلة الأطفال والنساء، والعمل جديا وسريا وفوريا لبناء رادع نووي.
وبحسب النجار فإنها لحظة يتجلى فيها إجرام الغرب الذي يحكمه هوس الهيمنة والاستحواذ ونفس منطق العصر الاستدماري الحقير، وتنجلي فيها حقيقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كظهير للغرب وخادمة لأهدافه بكذبها وبتقديمها المبررات لإجرامه. ويختتم مؤكدا أنها لحظة مصيرية تستدعي رفع مطلب إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية التي تشكل تهديدا وجوديا للدول والشعوب، داعيا لرفع الصوت بضرورة انضمام كيان قتلة النساء والأطفال لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، أو انسحاب الدول العربية الكبرى منها إذا لم يحدث ذلك، لافتا إلى أن سماح روسيا والصين بتعرض إيران للهزيمة، ستعني هزيمة مشروعما لبناء نظام دولي قائم على تعدد الأقطاب لسنوات طويلة قادمة.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: