✓ أنخيليكا لوبيز تأسر جمهور موازين بدفء التراث الكومبي وأنغام البوب

✓ أنخيليكا لوبيز تأسر جمهور موازين بدفء التراث الكومبي وأنغام البوب

تحت سماء صافية، وأمام جمهور غفير جاء ليحتفي بالدورة العشرين لمهرجان “موازين- إيقاعات العالم”، افتتحت المغنية الكولومبية أنخيليكا لوبيز حفلها على منصة شالة، بمزيج آسر جمع بين الكومبيا الكاريبية ونفحات البوب، في أمسية رائعة.

مرتدية فستانا أبيض واسعا مرصعا بخيوط ذهبية، رقصت المغنية القادمة من قرطاجنة برشاقة أمام جمهور متحمس. وترافقت خطواتها الإيقاعية مع أصوات الكونغا العميقة وعزف موسيقيين يرتدون قبعات تقليدية، مما أضفى دفئا خاصا على منصة شالة.

بأغنيتها الأولى “مادري مونتي”، أطلقت أنخيليكا لوبيز شرارة الكومبيا بطاقة لا تقاوم. وتجاوب الجمهور مع إيقاع الطبول الأخاذ بتصفيق متناغم.

وفي لحظة احتفاء بالروائع العالمية، فاجأت أنخيليكا لوبيز الجمهور بأداء نسختها الإسبانية من أغنية “Sway” الشهيرة، التي أعادها إلى الواجهة المغني مايكل بوبلي. وقد دفع الإيقاع الهادئ الدافئ الجمهور إلى تمايل راقص، مستسلما لصوتها الحنون وخشخشة الماراكاس بين أيادي عازفها.

ومن أبرز لحظات الحفل، كان ظهور آلة “الغايتا”، وقد سبقتها لوبيز بشرح عفوي عن أصولها المرتبطة بالتراث السكاني الأصلي، قبل أن تدعو الجمهور إلى التصفيق بإيقاع منتظم، ليغدو فضاء شالة التاريخي كأنه طبلة عملاقة تنبض بالحياة.

وحين علت أولى نغمات أغنية “بيسامي موتشو” من ساكسفون الضيف الخاص، خفت الإيقاع لتسود أجواء ناعمة ودافئة. بعدها، انطلقت أغنية “كولومبيا” كأنشودة احتفالية، وحلق صوت أنخيليكا لوبيز فوق أطلال شالة القديمة، قبل أن تختم سهرتها بشكر حار للجمهور على مشاركته هذه الليلة الكولومبية الساحرة.

يذكر أن أنخيليكا لوبيز تنحدر من مدينة قرطاجنة وتقيم في لندن، وتجمع منذ بداياتها بين الكومبيا والموسيقى التقليدية لساحل الكاريبي مع أنغام البوب والروك. ونالت في 2018 جائزة لوكاس تقديرا لالتزامها بإبراز الآلات الموسيقية التراثية في ألبومها “مادريمونتي”.

وكفنانة مخضرمة، قدمت أنخيليكا لوبيز عروضا في مناسبات مرموقة مثل مهرجان WOMAD وقاعة رويال ألبرت هول. ويواصل ألبومها القصير لعام 2022، بعنوان “هذه هي الحياة”، رحلة على درب المزج بين الجذور الكولومبية والتعبيرات الموسيقية الحديثة، وهو التوقيع الفني الذي تجلى بوضوح في سهرتها داخل فضاء شالة التاريخي.

وتقام الدورة العشرون لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم” في الفترة من 20 إلى 28 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق، ويجمع أبرز النجوم العرب والعالميين، ما يجعل الرباط وسلا ملتقى لتبادلات فنية استثنائية.

كما يعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا فنيا لا محيد عنه بالنسبة لعشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أزيد من مليوني متفرج في كل واحدة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.



Shortened URL