الخارجية الإيرانية: المنشآت النووية “تضررت بشدة” بسبب الضربات الأمريكية.. وترامب يؤكد أن الضربات أعادت برنامج إيران النووي “عقودا” إلى الوراء ويعلن عقد مباحثات بين البلدين “الأسبوع المقبل”

الخارجية الإيرانية: المنشآت النووية “تضررت بشدة” بسبب الضربات الأمريكية.. وترامب يؤكد أن الضربات أعادت برنامج إيران النووي “عقودا” إلى الوراء ويعلن عقد مباحثات بين البلدين “الأسبوع المقبل”

الخارجية الإيرانية: المنشآت النووية “تضررت بشدة” بسبب الضربات الأمريكية.. وترامب يؤكد أن الضربات أعادت برنامج إيران النووي “عقودا” إلى الوراء ويعلن عقد مباحثات بين البلدين “الأسبوع المقبل”

طهران ـ لاهاي ـ ا ف ب ـ الاناضول: كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الأربعاء، أن “المنشآت النووية في إيران، تضررت بشدة بسبب الضربات الأمريكية الأخيرة”.
وقال بقائي إن “مشروع قرار وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمثل إرادة الشعب الإيراني، وهو رد على الهجمات غير القانونية علينا”، مشددًا على ضرورة حماية وتأمين المنشآت النووية والعلماء الإيرانيين.
ومن جهته أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أن البرنامج النووي الإيراني تراجع “عقودا” إلى الوراء، وأن الضربات التي نفذتها بلاده ألحقت “دمارا شاملا” بالمواقع المستهدفة، في حين اعتبرت إسرائيل أنه لا يزال “من المبكر” تقييم الأضرار.
وغداة بدء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي الأربعاء إن المنشآت النووية تعرضت “لأضرار بالغة”.
واشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ايفي ديفرين إلى أن بلاده وجهت “ضربة موجعة” للبرنامج النووي الإيراني خلال الحرب التي بدأتها في 13 حزيران/يونيو واستمرت 12 يوما.
لكنه أوضح أنه “ما زال من المبكر تقييم نتائج العملية”.
ويأتي تفاوت المواقف غداة الكشف عن تقرير استخباري سرّي أميركي أثار شكوكا حول فعالية الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ليل السبت الأحد على ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران هي فوردو ونطنز وأصفهان، في خضم الحرب التي كانت تشنها إسرائيل واستهدفت خصوصا مواقع نووية وعسكرية.
وأكد الرئيس الأميركي الذي أعلن التوصل لوقف اطلاق النار، أن الضربات الأميركية ألحقت “دمارا شاملا” بالقدرات النووية للجمهورية الإسلامية، وأعادت برنامجها “عقودا” إلى الوراء.
وقال ترامب على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي “لن يصنعوا قنابل لوقت طويل”، مضيفا أن وقف إطلاق النار يستمر “بشكل جيد جدا”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أشاد مساء الثلاثاء بتحقيق “انتصار تاريخي”، مؤكدا أن الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية “أحبطت مشروع إيران النووي”، مضيفا “لن تحصل إيران أبدا على سلاح نووي”.
من جهتها، أعلنت ايران أنها “انتصرت” في الحرب، مؤكدة استعدادها للعودة الى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي، مع تمسّكها بـ”حقوقها المشروعة” بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
خلص تقرير استخباري أولي أميركي سرّي أوردته وسائل اعلام نقلا عن اشخاص مطلعين إلى أن الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لم تدمّر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصّب، خصوصا في منشأة فوردو المحفورة في جوف الجبال.
ووفق التقرير فقد أغلقت الضربات مداخل بعض من المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض، وبالتالي أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء ولم تدمّره.
– “العيش بسلام” –
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت نفت بدورها صحّة هذه المعلومات، مؤكدة أنّ التقرير الاستخباري “خاطئ تماما وكان مصنّفا سريا للغاية وعلى الرغم من ذلك تمّ تسريبه”.
لكنّ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال دان كين كان أكثر تحفّظا إذ قال إنّ “التقييمات الأولية تشير إلى أنّ المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين”.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استحالة تقييم الأضرار في هذه المرحلة، وطلبت السماح لها بدخول المواقع الإيرانية.
ويعتقد خبراء أن إيران قد تكون قد نقلت مواد نووية من المواقع المتضررة، وتؤكد طهران أنها لا تزال تمتلك مخزونا من اليورانيوم المخصب.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لم تعثر على دليل على “برنامج مُمنهج” لصنع قنبلة ذرية في البلاد.
ولطالما اشتبهت الدول الغربية وإسرائيل بأن إيران تسعى الى تصنيع قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران وتتمسك بحقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي، إلا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأسا نوويا.
الأربعاء، صوّت النواب الإيرانيون لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الأممية.
ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف قوله إن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي رفضت إصدار حتى إدانة محدودة للهجوم على منشآت إيران النووية، باعت مصداقيتها الدولية بأبخس الأثمان”.
وأضاف أن “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حين ضمان أمن المنشآت النووية”.
– رفع قيود –
وفي ظل ثبات وقف إطلاق النار، رفع الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء القيود المفروضة على السكان خلال الحرب، لكن رئيس الأركان إيال زامير حذر من أن “الحملة ضد إيران لم تنتهِ”.
وقال رئيس الأركان إن جيشه سيركز على قطاع غزة حيث يخوض حربا مع حركة حماس منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
الاربعاء، عاد الازدحام إلى شوارع تل أبيب، مع استئناف حركة الحافلات والسيارات وفتح ابواب المدارس وتوجه الموظفين إلى مكاتبهم، كما امتلات شرفات المقاهي بالمرتادين.
وقال يوشي بن، وهو مهندس يبلغ 45 عاما، لوكالة فرانس برس “أخيرا، بات بامكاننا العيش بسلام. نشعر بتحسن وقلق أقل”، معربا عن أمله أن “يصمد وقف إطلاق النار”.
– جنازة رسمية –
في إيران، أعلن الرئيس مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء “نهاية حرب الاثني عشر يوما المفروضة على البلاد”، وتعهد احترام وقف إطلاق النار شرط أن تلتزم به الدولة العبرية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن جنازة رسمية ستقام السبت في طهران لكبار القادة العسكريين والعلماء الذين قتلوا في الحرب، على أن تُقام الخميس مراسم جنازة في وسط البلاد لحسين سلامي، قائد الحرس الثوري الذي قُتل في اليوم الأول من الحرب.
وندد بقائي بالتهنئة التي وجّهها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إلى الرئيس الأميركي الذي كشف عنها الثلاثاء، ووصفها بأنها “مخزية”.
وأطلقت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مستهدفة مواقع نووية وعلماء وكبار القادة العسكريين في محاولة لتعطيل الجهود النووية الإيرانية. وردّت إيران بضربات مكثفة بالصواريخ والمسيرات.
وأكد بزشكيان الثلاثاء أن طهران مستعدة “لحل القضايا في إطار دولي ومن خلال طاولة التفاوض” مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده “لم تسع يوما لحيازة أسلحة نووية ولا تسعى لذلك”. لكنه جدد تأكيد بلاده الدفاع عن “حقوقها المشروعة” في امتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية.
أفادت السلطات الإيرانية الأربعاء بأن القيود على الإنترنت التي فرضت أثناء الحرب ستُرفع تدريجا بعد وقف النار.
وأودت الحرب ب610 أشخاص على الأقلّ وأسفرت عن إصابة أكثر من 4700 شخص في إيران، بحسب حصيلة رسمية لوزارة الصحة تشمل فقط الضحايا المدنيين. وفي إسرائيل، قضى 28 شخصا بسبب الحرب، بحسب السلطات.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: