
ثلاثون عاماً مضت منذ بدأت حكاية المنتخب السعودي مع نظيره المكسيكي، حكاية تتكرر فصولها في كل مواجهة، حيث تتبدل الأجيال وتتغير الخطط، لكن النتيجة غالباً ما تبقى على حالها: خسارة جديدة تضاف إلى سجل طويل من المحاولات.
في كل مرة كان فيها الأمل معقوداً على فوز يكسر هذا الجمود، كانت النتيجة تخيّب الآمال، فتارةً تكون الهزيمة ثقيلة، وتارةً محبطة في توقيتها، وتارةً أخرى تحمل في طياتها ألماً مركباً حين تأتي بعد انتصار تاريخي.
المنتخب السعودي الأول التقى المكسيك في ست مناسبات دولية رسمية، خسر في خمس منها وتعادل مرة واحدة فقط. كانت البداية من بطولتي كأس القارات في نسختي 1995 و1997، حيث تلقى الأخضر هزيمتين، إحداهما قاسية بخماسية نظيفة أخرجته من حسابات البطولة مبكراً. ثم جاءت المواجهة الثالثة في نسخة 1999، وكانت أقسى من سابقاتها، فهزيمة جديدة بخمسة أهداف أيضاً أطاحت بحلم صدارة المجموعة، وأجبرت المنتخب على مواجهة البرازيل في نصف النهائي، ليكتفي بالمركز الرابع.
لكن المواجهة التي ما زالت حاضرة في ذاكرة عشاق الأخضر جاءت في كأس العالم 2022، حين دخل المنتخب السعودي المباراة بروح عالية بعد انتصاره على الأرجنتين، إلا أن الواقع أعاده إلى الأرض بخسارة أمام المكسيك أنهت مشواره المونديالي. المفارقة أن المكسيك أيضاً ودعت البطولة رغم فوزها، لكن وقع الخسارة كان أثقل على السعوديين الذين كانوا قد هزموا بطل العالم، ثم خرجوا من المونديال.
في المباريات الودية، لم يختلف الحال كثيراً، فخسر الأخضر واحدة وتعادل في الأخرى، في وقتٍ ظلت فيه العقدة تمتد إلى فئات أخرى. منتخب الشباب خسر مواجهته أمام المكسيك في كأس العالم 1993، رغم تحقيقه تعادلاً لافتاً مع البرازيل، وخرج من البطولة. وفي نسخة 1999 تكرر السيناريو ذاته، تعادل في المباراة الأخيرة، ووداع مبكر جديد.
حتى على مستوى الأندية، لم تسلم الفرق السعودية من هذا السجل، إذ خسر الهلال أمام مونتيري المكسيكي بركلات الترجيح في مونديال الأندية 2019، وضاعت منه فرصة اعتلاء منصة التتويج بالمركز الثالث.
ثلاثة عقود من المباريات، من الخسائر والآمال المؤجلة، والمكسيك كانت دائماً الجانب المنتصر. واليوم، بينما يلوح عام 2025 في الأفق، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يكون الموعد المنتظر لفك العقدة؟