الكأس الذهبية: الأخضر لإنهاء العقدة المكسيكية

الكأس الذهبية: الأخضر لإنهاء العقدة المكسيكية

سيكون المنتخب السعودي على موعد مع اختبار كروي معقد، عندما يلاقي نظيره المكسيكي، فجر الأحد، على ملعب «ستيت فارم» في مدينة غلينديل بولاية أريزونا، ضمن الدور ربع النهائي من بطولة الكأس الذهبية 2025.

ويواصل الأخضر رحلته التاريخية في أول مشاركة بالبطولة، بعد أن حلّ ثانياً في المجموعة الرابعة بأربع نقاط. ورغم الغيابات المؤثرة التي عانى منها بسبب مشاركة عدد من لاعبيه في كأس العالم للأندية، فإن «الأخضر» تمكن من فرض نفسه كرقم صعب في المجموعة؛ إذ حقق فوزاً افتتاحياً على هايتي بهدف دون مقابل، قبل أن يتكبّد خسارة أمام الولايات المتحدة بنفس النتيجة، ويختتم دور المجموعات بتعادل 1 – 1 مع ترينيداد وتوباغو في مباراة مثّلت مفتاح التأهل إلى ربع النهائي.

ويدخل المنتخب المكسيكي اللقاء تحت عنوان «لا ديسيما» أي اللقب العاشر؛ إذ يسعى لتعزيز رقمه القياسي بعد أن تصدّر المجموعة الأولى بسجل جيد (فوزان وتعادل)، حيث افتتح مشواره بفوز مثير على جمهورية الدومينيكان بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم حقق انتصاراً مقنعاً على سورينام بهدفين دون رد، قبل أن يختتم الدور الأول بتعادل سلبي مع كوستاريكا، في مباراة أظهرت قدراته الدفاعية ونضجه التكتيكي.

وبينما تبرز أسماء لامعة في صفوف المكسيك مثل سيزار مونتيس، هداف الفريق بثلاثة أهداف، وراؤول خيمينيز صاحب الهدف الوحيد من اللعب المفتوح، فإن المنتخب السعودي يعوّل على حيوية الثنائي صالح الشهري وفراس البريكان، صاحبَيْ هدفي الأخضر في البطولة حتى الآن.

من الناحية الفنية، ستكون المباراة اختباراً حقيقياً لقدرات المدرب الفرنسي رينارد الذي قاد الأخضر في كأس العالم الماضية، ولخبرات المكسيكي خافيير أغيري الذي يعرف جيداً كيف يُحضّر لاعبيه لمواعيد الحسم.

وبالنظر إلى الظروف المناخية الصعبة، والجماهيرية الكبيرة المتوقعة للمباراة، فإن كل لمسة وكل قرار تحكيمي قد يغيّر مصير اللقاء.

وفي نهاية المطاف، سواء كتب الانتصار للمكسيك في طريقها إلى «العاشرة»، أو فجّر الأخضر مفاجأة مدوية تؤكد أحقيته في الوجود، فإن هذه المباراة ستكون بلا شك واحدة من أبرز محطات الكأس الذهبية، ومفترق طريق جديداً في مسار التحولات الكبرى التي تشهدها كرة القدم العالمية.

تاريخياً، التقى المنتخب السعودي مع المكسيك في ست مناسبات دولية رسمية، خسر في خمس منها وتعادل مرة واحدة فقط.

وكانت البداية من بطولتي كأس القارات في نسختي 1995 و1997، حيث تلقى الأخضر هزيمتين، إحداهما قاسية بخماسية نظيفة أخرجته من حسابات البطولة مبكراً. ثم جاءت المواجهة الثالثة في نسخة 1999، وكانت أقسى من سابقاتها، حيث خسر بخمسة أهداف أيضاً أطاحت بحلم صدارة المجموعة، وأجبرت الأخضر على مواجهة البرازيل في نصف النهائي، ليكتفي بالمركز الرابع.

لكن المواجهة التي ما زالت حاضرة في ذاكرة عشاق الأخضر جاءت في كأس العالم 2022، حين دخل المنتخب السعودي المباراة بروح عالية بعد انتصاره على الأرجنتين، إلا أن الواقع أعاده إلى الأرض بخسارة أمام المكسيك أنهت مشواره المونديالي. والمفارقة أن المكسيك أيضاً ودعت البطولة رغم فوزها.

ولم يختلف الحال في المباريات الودية، حيث خسر الأخضر واحدة وتعادل في الأخرى.