“هواوى” تتيح نماذج الذكاء الاصطناعى مفتوحة المصدر لتعزيز مكانتها عالمياً – وطني

“هواوى” تتيح نماذج الذكاء الاصطناعى مفتوحة المصدر لتعزيز مكانتها عالمياً – وطني

أعلنت شركة “هواوي” الصينية عن فتح اثنين من نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لها ضمن سلسلة “بانجو”، بالإضافة إلى إتاحة بعض تقنيات الاستدلال الخاصة بها، في خطوة اعتبرها خبراء التقنية استراتيجية لتعزيز النظام البيئي للذكاء الاصطناعي التابع لها، وتوسيع نفوذها في الأسواق الدولية رغم القيود الأمريكية.

يأتي هذا الإعلان متماشياً مع التوجه السائد بين شركات الذكاء الاصطناعي الصينية، إذ أعلنت “بايدو” في اليوم ذاته عن فتح مصدر سلسلة نماذجها اللغوية “إرني”.

ويرى خبراء تحدثوا لشبكة “سي إن بي سي” الإخبارية أن “هواوي” تسعى عبر هذه الخطوات إلى ترسيخ مكانتها كمطور مفتوح المصدر لنماذج اللغة الكبيرة، وفي الوقت نفسه تعزيز سيطرتها على سلسلة القيمة الكاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل الحظر الأمريكي على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين.

وقال بول تريولو، الشريك ونائب الرئيس الأول لشئون الصين في شركة الاستشارات “دي جي إيه – أولبرايت ستونبريدج جروب”، إن “هواوي” تحولت في السنوات الأخيرة من شركة اتصالات تقليدية إلى “عملاق تقني شامل يهيمن على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من الأجهزة إلى البرمجيات”.

وأوضحت الشركة أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية “نظام آسيند البيئي”، والتي تهدف إلى تسريع تبني الذكاء الاصطناعي عبر “آلاف الصناعات”، من خلال منتجات مبنية على سلسلة رقائق “آسيند” التي تعد المنافس الصيني الأبرز لرقائق شركة “إنفيديا” الأمريكية، المحظورة حالياً من التصدير إلى الصين.

ويتيح فتح مصدر سلسلة “بانجو” للمطورين والشركات اختبار النماذج وتكييفها حسب احتياجاتهم، وهو ما يعزز استخدام منتجات “هواوي” الأخرى وفقاً للمحلل لِيان جاي سو من شركة “أومديا”.

ويرى الخبراء أن الجمع بين نماذج “بانجو” ورقائق “هواوي” يعطي الشركة ميزة فريدة لتقديم حلول شاملة ومتكاملة في الذكاء الاصطناعي.

ورغم أن منافسين مثل “بايدو” يمتلكون نماذج أكثر تنوعاً، إلا أن “هواوي” تركز على حلول متخصصة لقطاعات مثل الحكومات والتمويل والصناعة، وفقاً لمارك أينشتاين من شركة “كاونتر بوينت ريسيرش”، الذي أشار إلى أن هدف “هواوي” الأساسي هو تعزيز مبيعات العتاد عبر برامج مفتوحة المصدر، وليس منافسة الآخرين في سوق البرمجيات العامة.

ويرى راي وانج من “كونستيليشن ريسيرش” أن هذه الاستراتيجية شبيهة بنموذج “جوجل”، التي تطور بدورها رقائق ونماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر مثل “جيما”.

واختتمت “هواوي” إعلانها بدعوة المطورين والباحثين حول العالم لاستخدام منتجاتها الجديدة وإبداء الملاحظات لتحسينها، مؤكدة أن هذه الاستراتيجية ستلقى صدى في الأسواق النامية التي تهتم أكثر بالأسعار التنافسية، تماماً كما حدث مع منتجاتها الأخرى.