باليراك يقبل التحدي ويقود مرحلة إصلاح «التحكيم الإسباني»

باليراك يقبل التحدي ويقود مرحلة إصلاح «التحكيم الإسباني»

أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن تعيين فرانسيسكو سوتو باليراك رئيسًا جديدًا للجنة الحكام خلفًا للويس ميدينا كانتاليخو، ليقود مرحلة إصلاح شاملة في المنظومة التحكيمية ابتداءً من الموسم المقبل. سوتو، محامٍ بارز وشريك في مكتب “غاريغيس” الشهير وسبق له العمل في التحكيم القاعدي، شدد خلال تقديمه الرسمي على ضرورة إعادة بناء العلاقة بين الحكام والوسط الكروي على أسس الثقة والتطوير والوضوح.

وقال سوتو في كلمته: أترك خلفي مسارًا مهنيًا ناجحًا في القانون، لكن شغفي بكرة القدم والتحكيم جعلني لا أتردد في قبول هذا التحدي. لدينا طاقم تحكيمي على أعلى مستوى عالمي، ويجب أن نبدأ من الصفر ونمنح هذه المنظومة ما تستحقه من احترام وتقدير”.

وتتضمن خطة سوتو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عمليات تقييم وتعيين الحكام، بهدف تعزيز الموضوعية والحد من الجدل، إضافة إلى إشراك مدربين ولاعبين سابقين في وضع المعايير الخاصة باستخدام تقنية الفيديو (VAR)، مع التأكيد أن هذه التقنية يجب أن تبقى في أيدي الحكام المحترفين لضمان اتساق القرارات وتوحيد المعايير.

ورفض سوتو الخوض في قضايا جدلية مثل قضية نيغريرا، قائلاً: “لا أعرفه ولم ألتقِ به من قبل. لا فائدة من البقاء في الماضي، نحن بصدد فتح صفحة جديدة بفريق جديد كليًا لا علاقة له بما سبق”. كما شدد على ضرورة الابتعاد عن التصعيد، في إشارة إلى التوتر الحاصل مع ريال مدريد ومقاطع الفيديو التي ينشرها النادي أسبوعيًا ضد قرارات الحكام، والتي تحقق فيها حاليًا المحكمة الرياضية.

وعن علاقة التحكيم بالأندية، قال سوتو: لسنا هنا لإرضاء الأندية، بل لإرساء تحكيم موضوعي ومنفتح. أتفهم الانتقادات وسنستمع للجميع، لكن لا بد من تبني نهج حديث ومتطور”. وأكد أنه سيلتقي بالحكام قريبًا في أستورياس لمطالبتهم بالثقة والدعم، مضيفًا: “أنا هنا لأدافع عنهم، وأقف إلى جانبهم في وجه أي حملة غير منصفة”.

وأعلن الرئيس الجديد عن نيته نشر تقييمات الحكام في نهاية كل موسم، وجعل آلية الترقيات والهبوط أكثر وضوحًا. كما أعرب عن رفضه إلغاء نظام التعيين الإقليمي للحكام، معتبرًا أنه يجب التريث قبل اتخاذ قرارات جذرية في هذا الصدد.

التحديات التي تواجه سوتو عديدة، أبرزها تهدئة الأجواء المشحونة مع بعض الأندية الكبرى، وعلى رأسها ريال مدريد، إضافة إلى تحويل لجنة الحكام إلى هيئة أكثر استقلالية وشفافية. كما يواجه طلبًا متزايدًا من الأندية لتوحيد معايير استخدام تقنية الفيديو، خصوصًا في الحالات الرمادية والمثيرة للجدل.

من جانبه، عبّر رئيس الاتحاد الإسباني رافائيل لوزان عن ثقته الكاملة بسوتو، وقال: “لقد اتخذ قرارًا صعبًا بترك حياته المهنية المستقرة، لكنه مؤمن بمشروعه. نحتاج إلى أشخاص مثله في هذه المرحلة”.

يُنتظر أن تكون الفترة المقبلة حاسمة في إعادة هيكلة التحكيم الإسباني، وسط آمال كبيرة بأن يعيد سوتو الاعتبار للحكام الإسبان محليًا وأوروبيًا، ويقود مرحلة تطور حقيقية تعيد الثقة في المنظومة بأكملها.