الذهب يستقر ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية رغم ضغوط بيانات الوظائف الأميركية

الذهب يستقر ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية رغم ضغوط بيانات الوظائف الأميركية

الذهب يستقر ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية رغم ضغوط بيانات الوظائف الأميركية

لندن-راي اليوم
استقر سعر الذهب اليوم الجمعة، بعد أسبوع شهد تقلبات مدفوعة بتطورات اقتصادية وسياسية أميركية، أبرزها إقرار مشروع قانون الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن خفض الضرائب والإنفاق، والذي أثار مخاوف بشأن الاستقرار المالي، ما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، في حين حدّت بيانات الوظائف القوية من وتيرة هذه المكاسب.
ووفقًا لبيانات الأسواق، استقر سعر الذهب في المعاملات الفورية عند 3328.36 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش. وبهذا الأداء، يكون المعدن الأصفر قد سجّل مكاسب أسبوعية بنسبة 1.7%.
في المقابل، تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتسجّل 3337.90 دولارًا للأونصة، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”.
ترامب يمرر حزمة إنفاق مثيرة للجدل
وكان مشروع القانون الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن خفض الضرائب وتمويل برنامجه المحلي قد اجتاز العقبة الأخيرة في الكونغرس يوم الخميس، بعدما وافق عليه مجلس النواب الأميركي بفارق ضئيل. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الحزمة إلى تقليص مزايا التأمين الصحي لملايين الأميركيين، الأمر الذي أثار قلق الأسواق بشأن الآثار طويلة المدى على المالية العامة.
بيانات الوظائف تُضعف شهية المخاطرة
رغم دعم الذهب بفعل حالة عدم اليقين السياسي، فإن بيانات الوظائف الأميركية الصادرة أمس حدّت من مكاسب المعدن. فقد أظهرت البيانات أن الشركات الأميركية أضافت 147 ألف وظيفة في يونيو، وهو رقم تجاوز التوقعات، في حين انخفض معدل البطالة بشكل مفاجئ إلى 4.1%.
هذه الأرقام عززت موقف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما يقلّص من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.
توتر تجاري وتصعيد في أوكرانيا
في سياق متصل، أعلن الرئيس ترامب عن بدء إرسال إدارته رسائل إلى عدة دول تُحدّد فيها معدلات الرسوم الجمركية على السلع، في خطوة تُعد تحولًا عن التوجه السابق القائم على التفاوض الثنائي مع الدول. ويُنظر إلى هذا التوجه بوصفه تصعيدًا محتملاً في الحرب التجارية.
أما في ملف أوكرانيا، فقد أكد ترامب أن مكالمته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تحرز أي تقدم يُذكر بشأن النزاع، فيما صرح الكرملين بأن موسكو ستواصل “معالجة الأسباب الجذرية” للأزمة، مما يبقي على حالة التوتر الجيوسياسي في المنطقة.
الذهب يستفيد من التوترات… والمعادن الأخرى تتجه للارتفاع
ويُعرف الذهب بأنه أصل ملاذ آمن، يزدهر عادةً في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية، لاسيما في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة.
أما بالنسبة لباقي المعادن النفيسة، فقد شهدت تداولات اليوم التالي:
الفضة تراجعت 0.3% إلى 36.73 دولارًا للأونصة.
البلاتين ارتفع 0.8% ليصل إلى 1378.30 دولارًا.
البلاديوم سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليبلغ 1137.94 دولارًا.
وجميع هذه المعادن تتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية، مدفوعة بالتوترات السياسية والبيانات الاقتصادية المتباينة.
يبقى الذهب محط أنظار المستثمرين وسط خليط من العوامل المتعارضة، بين دعم سياسي ناتج عن تحركات البيت الأبيض، وضغوط اقتصادية من بيانات التوظيف القوية. ومع استمرار التوترات العالمية وتوجهات ترامب الحمائية، قد يجد المعدن الأصفر مزيدًا من الدعم في الأيام المقبلة.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: