✓ مجتمع الكويريثير عاصفة داخل المنتدى العالمي للسوسيولوجيا بالرباط

✓ مجتمع الكويريثير عاصفة داخل المنتدى العالمي للسوسيولوجيا بالرباط

في خطوة وصفت بـ”المفاجئة” و”المستفزة”، أعلنت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA) عن تنظيم اجتماع تأسيسي لشبكة تحمل اسم “مجتمع الكوير” (Queer ISA Network – QISA)، وذلك على هامش المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا المرتقب تنظيمه بالعاصمة الرباط خلال الأيام القليلة المقبلة.

الخطوة أثارت موجة استياء عارمة في الأوساط الأكاديمية المغربية والعربية، نظرا لعدم إدراج هذا الاجتماع في البرنامج الرسمي المعلن سلفا.

وحسب ما جاء في بلاغ الجمعية الدولية، فإن اللقاء المرتقب سيعقد مساء الإثنين 7 يوليوز الجاري، دون الكشف عن مكان انعقاده، على أن يتبعه “عشاء غير رسمي”، ما اعتبره عدد من المتابعين “محاولة لتمرير أجندة أيديولوجية تمس الهوية المجتمعية المغربية خارج القنوات الرسمية”.

وأكدت مصادر مطلعة أن الاجتماع لم يكن ضمن الجدول الرسمي للمنتدى، الذي نشر قبل أسابيع، وهو ما طرح تساؤلات حول نوايا منظميه وخلفيات توقيت الإعلان عنه، خصوصا في ظل استمرار الجدل حول مشاركة باحثين إسرائيليين في نفس المنتدى، وما رافق ذلك من احتجاجات واسعة.

ووفق ذات المصادر، فإن الغموض حول مكان انعقاد اللقاء قد يكون بمثابة جس نبض لردود الفعل، في مشهد يذكر بما حدث سابقا في قضية المشاركة الإسرائيلية، التي قابلها رفض واسع من جانب أكاديميين مغاربة وعرب، وأطلقت على إثرها حملة دولية لمقاطعة المنتدى.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الضغوط كانت من بين الأسباب التي دفعت الجمعية الدولية لتعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية للسوسيولوجيا، دون تقديم توضيحات كافية بشأن مصير مشاركة باحثين إسرائيليين بشكل فردي، مما أبقى حالة التوتر قائمة، وعزز من دعوات المقاطعة التي تقودها حملة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل (PACBI) وعدد من الهيئات الأكاديمية الدولية.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن هذا الاجتماع المتعلق بـ”مجتمع الكوير” قد يفهم كمحاولة للضغط على المغرب أو حتى كنوع من “الرد العقابي” على مواقفه الرافضة للتطبيع الأكاديمي، في استغلال لكون المملكة أول بلد عربي وإفريقي يحتضن هذا المنتدى العالمي.

ويشار إلى أن المغرب لا يعترف قانونيا أو دستوريا بما يعرف بـ”مجتمع الكوير”، كما أن هذا النوع من الأنشطة يتعارض مع الهوية الثقافية والدينية للمجتمع المغربي، وهو ما عبرت عنه أصوات أكاديمية عديدة، معتبرة أن تنظيم مثل هذه المبادرات يشكل “تجاوزا خطيرا” للقوانين والسيادة الوطنية، ويستدعي تدخلا رسميا لمنع انعقادها فوق التراب الوطني.

ويذكر أن مصطلح “الكوير” يستخدم في الأدبيات الغربية للإشارة إلى مجموعات لا تنضوي تحت التصنيفات الجنسية التقليدية، مثل المثليين والمثليات والمتحولين وغير الثنائيين، وغيرهم ممن يرفضون التصنيفات البيولوجية والاجتماعية للجنس والنوع.

ورغم رواجه في المجتمعات الغربية، إلا أن المصطلح يلقى رفضا واسعا في المجتمعات الإسلامية والعربية، حيث يعد موضوعا شائكا ذا حساسية دينية وتشريعية بالغة.



Shortened URL

Voir la vidéo