
إسرائيل تستعد للرد بعد موافقة حماس على مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وترتيبات لاجتماع مجلس الوزراء الليلة.. وتقرر إرسال وفد إلى الدوحة بشأن صفقة التبادل
القدس ـ (أ ف ب) – تستعد إسرائيل للرد في أعقاب إعلان حركة حماس استعدادها للتفاوض على تنفيذ وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المُحتجزين في غزة، حيث أسفرت غارات الجيش الإسرائيلي عن استشهاد 35 فلسطينيا السبت، وفقا للدفاع المدني في القطاع.
وقال مسؤول حكومي إسرائيلي لوكالة فرانس برس إنّه “لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن في هذه المرحلة”.
غير أنّ وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأنّه من المقرّر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني السبت بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع اليهودية، لاتخاذ قرار بشأن ردّه.
وأفادت مصادر إسرائيلية، السبت، أنّ الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، اتخذت قرارا بإرسال وفد إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مفاوضات ضمن جهود الوساطة الجارية مع حركة حماس، بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت قناة (12) الخاصة عن مصدر إسرائيلي مسؤول لم تسمه قوله، إن نتنياهو “قرر إرسال وفد تفاوض إلى الدوحة لنقاش التعديلات التي طلبتها حماس على مقترح وقف إطلاق النار”.
بدورها نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الخاصة عن مسؤول إسرائيلي آخر لم تسمه قوله إن الوفد سيجري “محادثات تقارب” مع الوسطاء بشأن الصفقة”.
من جهتها، نقلت “هيئة البث” العبرية الرسمية، عن مصادر مطلعة لم تسمها، قولها، إن الوسطاء “متفائلون بإمكانية سد الفجوات بين الطرفين، مع التعديلات التي طلبها تنظيم حماس على المقترح”.
والجمعة، أعلنت حركة حماس أنها “جاهزة بكل جدية للدخول فورا” في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض الإثنين، إنّه “قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة” الأسبوع المقبل.
وسئل ترامب في الطائرة الرئاسية إن كان متفائلا بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس فأجاب “كثيرا”، مشيرا رغم ذلك إلى أن “الأمر يتغير بين يوم وآخر”.
وتعليقا على إبداء الحركة استعدادها للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال ترامب “هذا جيد، لم يتم إبلاغي بالأمر، علينا إنجاز ذلك، علينا أن نفعل شيئا بشأن غزة”.
وبحسب مصدرَين فلسطينيين مطّلعين على النقاشات، فإنّ المقترح الأميركي “يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين”.
ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم نفذته الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وأشار المصدران إلى أنّ حماس تطالب بتحسين آلية انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وبضمانات تكفل عدم استئناف القتال خلال المفاوضات، وباستئناف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها إدارة توزيع المساعدات الإنسانية.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي ناقش عبر الهاتف مع الموفد الأميركي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف “تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع، والتحضير لعقد اجتماعات غير مباشرة بين الطرفين المعنيين للتوصل لاتفاق”.
وقبل تجمع أسبوعي في تل أبيب، دعا منتدى عائلات الرهائن المسؤولين الإسرائيليين للتوصل الى “اتفاق شامل” يتيح الإفراج عنهم جميعا. وأضاف “حان الوقت لإنجاز المهمة”.
– إصابة عاملَي إغاثة أميركيَين –
على الأرض، قام الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بتوسيع نطاق عملياته العسكرية في قطاع غزة الذي يشهد وضعا إنسانيا مأسويا بعد حوالى 21 شهرا على بدء الحرب.
والسبت، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل عن استشهاد 35 شخصا منذ ساعات الصباح الأولى.
وقال محمد خفاجى وهو أحد سكان غزة لوكالة فرانس برس إنّ عمّه وعددا من أقربائه قُتلوا في ضربة ليلية على خان يونس في جنوب القطاع، مضيفا أنّ “الانفجار كان مرعبا، احترق العديد من الخيام، وأُصيبت النساء والأطفال بالرعب”.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنّه ليس في وارد التعليق على ضربات محدّدة في غياب إحداثيات جغرافية دقيقة.
من جانبها، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل السبت إصابة اثنين من موظفيها الأميركيين في “هجوم” على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية في جنوب القطاع.
وأوضحت أنّ “الهجوم الذي نفذه بحسب المعلومات الأولية مهاجمان ألقيا قنابل يدوية على الأميركيَّين، وقع في نهاية عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مواد غذائية بأمان”.
وأشارت المؤسسة إلى أنّه “لم يُصب أي من عمال الإغاثة المحلّيين والمدنيين بأذى … والأميركيان الجريحان يتلقيان العلاج الطبي وحالتهما مستقرّة”، مؤكدة أنّ حياتهما “ليست في خطر”.
ونظرا للقيود التي تفرضها إسرائيل على التغطية الإعلامية في غزة، يتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من الأعداد والتفاصيل الواردة من الدفاع المدني وغيرها من السلطات المحلية.
وأسفر هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1219 إسرائيليا، وفقا لحصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.
واستشهد 57338 فلسطينيا على الأقل، معظمهم من المدنيين، في الحملة العنيفة التي تشنها إسرائيل في غزة ردا على الهجوم، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: