دخل واشٍ، ومشاغب شاب، ورجُل ريفي حانةً واحدة… تبدو مألوفة، أليس كذلك؟ فحكاية الثلاثي الفوضوي في جي تي ايه 5 باتت مشهورة بقدر مسرحية هاملت، ومثل أي قصة عظيمة، تصدمك GTA 5 بقصتها فهي مُفاجِئة، ومليئة بالفوضى. خاصةً وأنها تمنحك حرية رسم طريقك الخاص بأساليب مبتكرة. ومع ذلك، حتى أسطوانتك المفضّلة ستفقد بريقها إن استمعت إلى نفس المقطوعة مرارًا وتكرارًا.

ولتجنب الشعور بالملل، إليك قائمة ببعض الأنشطة التي تضيف نكهة جديدة إلى تجربتك، وتُبقي جولتك الثانية مليئة بالمتعة والتجديد. لستَ مُجبرًا على القيام بها دفعةً واحدة، ولا على اتباعها حرفيًا، لكنها تمثّل نقطة انطلاق رائعة لرحلة جديدة هادئة عبر شوارع “لوس سانتوس”.

عش كمواطن ملتزم القانون

من الأمور القليلة التي تجمع بين أبطال جي تي ايه 5 هو امتلاكهم سجلًّا إجراميًّا يكفي لنسج رواية كاملة. اللعب في هذا العالم يجعل مشاكلك القانونية تتضاعف، لكن ما تفعله بين المهمات… فهو على مسؤوليتك الشخصية.

منذ بداياتي المتواضعة في سان أندرياس، ومع كل مرة أعيد فيها تجربة لعبة GTA، أحاول أن أخوضها وكأنني مواطنٌ ملتزم بالقانون، قدر الإمكان ضمن حدود اللعبة. كما قال الشاعر المحارب آيس كيوب: “اليوم لم أحتج لاستخدام بندقيتي. لا بد أن أقول: لقد كان يومًا رائعًا.”

وأكثر ما يسعدني في هذه التجربة هو القيادة. سرعان ما تكتشف أن معظم سكان لوس سانتوس أغبياء… يدخلون في مشاجرات بسبب حوادثٍ كانوا هم مسببيها! أما الشعور بالحرية عند إسقاط أحدهم أرضًا تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”، فهو لا يوصف حتى لو كانت الشرطة داخل اللعبة غير متفهمة تمامًا لهذا النوع من التبرير.

جسد دور الشرير

التزامك بالطريق القويم له فوائده بلا شك، لكن لم لا تجرب في التختيم الثاني أن تكون شخصاً شريراً ومشاغباً، ذاك الذي يشبه “دينيس المزعج”. نحن هنا نتحدث عن حالة هيجانٍ كامل، مستوحاة من أسطورة هوليوود مايكل دوغلاس في فيلم Falling Down.

اللعب بعقليةٍ الشرير ليس أمرًا نادرًا في تجربة Grand Theft Auto، لكنه يصبح أكثر إثارة حين يعتبر كل شخص هدفًا مشروعًا. وإذا كنت تلعب من أجل إنهاء القصة، فإن تحويل كل من يصادفك إلى ضحية يجعل التنقل بين المهمات مرهقًا… لا سيما أنك ستصل باستمرار إلى مستوى Wanted ذي الأربع نجوم وما فوق مع شرطة “لوس سانتوس”.

لكن محاولة الهروب من أقصى درجات المطاردة تُعد متعة لا تُقدّر بثمن، خصوصًا حين تبدأ الذخيرة بالنفاد. حينها يمكنك الاسترخاء، وإعادة التزود بالوقود، والانطلاق من جديد نحو دورة أخرى من الجنون والفوضى.

جنة الغشاشين

مهما كان نهجك الأخلاقي في لعبة Grand Theft Auto، فإن ما يمكنك القيام به يظل محدودًا بالأدوات التي تملكها بين يديك. تطوير ترسانتك يتطلب وقتًا، ومالًا، وقليلًا من الحظ. لكن ماذا لو لم تكن بحاجة إلى عمل شريف—أو حتى عملٍ خارج القانون لتجهيز نفسك؟

الغش في GTA يُعد تقليدًا عريقًا، خاصةً لدى الوافدين الجدد الذين أنهوا للتو تجربة لعب اعتادوا فيها على امتلاك سيارات مذهلة، وأسلحة من كل صنف، ومبالغ طائلة حصلوا عليها من حياة الجريمة.

كل ما تحتاجه هو مجموعة أكواد غش لتحصل على أفضل المعدات في اللعبة. نحن نتحدث عن بنادق هجومية، ونقود، ومروحيات قتالية، وقنابل يدوية، ومركبات مدرعة… كل شيء. تجهيز نفسك بسرعة يجعل المهام الصعبة تبدو وكأنها نزهة، ويسمح لك بخوض اللعبة بوتيرة أكثر راحة واستمتاعًا.

التعديلات قادرة على قلب اللعبة رأساً على عقب

في مرحلة ما من حياة اللاعب، يصل معظم محبي GTA 5 إلى نقطة يصبح فيها عالم اللعبة ناقصًا ما لم يحتوي على مركبتهم المفضلة، أو قميصهم المميّز، أو سلاحهم الأقوى. والجميل في عالم التعديلات أو Mods داخل GTA 5 هو أنك تستطيع إضافة أي شيء تقريبًا تحلم به، حتى لو بدا الأمر غير منطقي على الإطلاق. فمثلًا، ابتكر أحدهم نموذجًا مذهلًا لقاذفة الصواريخ الروسية “TOS-1A” ذات التأثير الحراري. كما يمكنك حتى استبدال الشخصيات الرئيسية بناروتو، أو سبايدرمان، أو “شريك” إن شئت! كل شيء قابل للتخصيص، بحسب ذوقك وخيالك.

وإن كنت تطمح إلى تحول شامل في طريقة اللعب، فننصحك بالاستفادة من تعديل “LSPDFR” على الحاسب، حيث تنقلب الأدوار تمامًا لتصبح ضابط شرطة. تجربة أقرب إلى لعبة Battlefield Hardline لكن داخل عالم مفتوح نابض بالحياة والمهمات.

ومن التعديلات المميزة أيضاً تعديل الزومبي، حيث يحول هذا التعديل GTA 5 إلى لعبة محاكاة صغيرة للبقاء على قيد الحياة، حيث يتوجب على اللاعبين البقاء على قيد الحياة في لوس سانتوس الموبوءة من خلال بناء الملاجئ، والمحافظة على حالتهم الصحية والسيطرة على الجوع، وتجنيد زملائهم الناجين المتناثرين في جميع أنحاء المدينة التي سيطر عليها آكلي لحوم البشر.

يقدم هذا التعديل مغامرة مختلفة ومثيرة في الوقت نفسه، ويمكن أن يكون مرعبًا في أوقات كثيرة، بل ويوفر لمحة عن ما يمكن أن يحدث إذا قررت روكستار العمل على إضافات مستقبلية تركز على الزومبي.

يتبع…