
في الوقت الذي يشهد فيه العالم حاليًا ثورة تقنية في تبني حلول الذكاء الاصطناعي، برزت شركة “DXwand” المصرية الناشئة قبل ذلك بعدة سنوات، كأحد اللاعبين البارزين في تقديم تقنيات ذكية تدعم المؤسسات في رحلتها نحو التحول الرقمي.
ومنذ انطلاقها عام 2018، استطاعت الشركة أن ترسم لنفسها مسارًا مميزًا في سوق الذكاء الاصطناعي بالمنطقة، معتمدة على رؤية واضحة تهدف إلى تقديم حلول متقدمة وسهلة الاستخدام تخدم قطاعات متعددة مثل التعليم، التجارة، التأمين، والموارد البشرية.
وتُولي DXwand اهتمامًا خاصًا بتطوير منصات مدعومة بنماذج لغوية ذكية قادرة على فهم احتياجات المستخدمين وتقديم استجابات دقيقة وفعالة، ما يعزز من كفاءة المؤسسات ويُحدث تحولًا في تجربة العملاء.
وبفضل فريق عمل متخصص، وشراكات استراتيجية مع مؤسسات استثمارية بارزة مثل Algebra Ventures وShorooq Partners، جمعت الشركة تمويلات تجاوزت 6.3 مليون دولار، مما مكّنها من توسيع حضورها في أسواق رئيسية مثل مصر، السعودية، والإمارات، والاستعداد لدخول السوق الأميركي.
قال أحمد محمود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة DXwand لحلول الـ Ai إن شركته انطلقت في عام 2018 برؤية طموحة.
أضاف في حواره لـ”البورصة”، أن الشركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، ونماذج اللغات الكبيرة والصغيرة، والمحادثات متعددة القنوات المدعومة بالـAi ، والتي تعمل على تطوير حلول لقطاعات متعددة، وتسريع عمليات إعداد المناقصات وتقييم العروض بدقة، والموارد البشرية.
40 عميل رئيسي ومئات الشركات
وتساعد حلول “DXwand” في فحص السير الذاتية ودعم الموظفين، والتعليم، كما تعمل في قطاعات مثل التأمين، الخدمات المالية، والاتصالات، لتقديم تجارب ذكية وشخصية تفهم احتياجات كل مستخدم.
تابع: “جمعتني أنا وصديقي الشريك المؤسس المهندس محمود جمعة فكرة الشركة انطلاقًا من إدراكنا تسارع التحول الرقمي في المنطقة، والحاجة لحلول مبتكرة تواكب متطلبات السوق وتطلعات العملاء المتزايدة في مجال خدمة العملاء التقليدية”.
أضاف :”بدأنا العمل على تطوير منصة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة الطبيعية والتفاعل الذكي مع العملاء، وكانت النتيجة إطلاق منصتنا الأولى ORXTRA.”
أكد محمود أنه منذ ذلك الحين، تمكّنوا من دعم أكثر من 40 شركة في تحسين تجارب عملائها، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحقيق نمو ملموس في أعمالهم.
ولفت إلى أنهم في DXwand يؤمنون بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو محرك رئيسي لتحوّل الأعمال، ويعملون باستمرار على تطوير تقنيات لتقديم حلول متقدمة تُحدث فرقًا حقيقيًا لدى عملاء الشركة.
وحول منصة ORXTRA و Prism وكيف تساعد المؤسسات والشركات الناشئة، أوضح محمود أن منصة ORXTRA من DXwand تهدف إلى تمكين المؤسسات من تشغيل عملياتها بذكاء وتحسين الكفاءة عبر وكلاء ذكيين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي.
وتعالج المنصة الفاقد في الإنتاجية “الذي قد يصل إلى 30% سنويًا” بتبسيط الإجراءات واقتراح القرارات واستخلاص الرؤى من البيانات.
توفر ORXTRA نوعين من الحلول: وكلاء ذكاء اصطناعي جاهزون لحالات استخدام محددة مثل المشتريات والموارد البشرية وخدمة العملاء، ومنصة لبناء وكلاء مخصصين تتيح للمؤسسات تصميم حلول تلائم احتياجاتها.
وتابع :” لخدمة المؤسسات العاملة في بيئات عالية التنظيم، طوّرنا إصدار ORXTRA Prism، وهو نموذج لغوي صغير يقلل متطلبات البنية التحتية بنسبة تصل إلى 80%، مما يتيح تشغيل المنصة داخليا”.
كما تم إطلاق نماذج لغوية صغيرة توفر دقة عالية وتعمل بكفاءة على أجهزة بسيطة، لتجعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة ومرونة، خصوصًا للشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة.
باختصار، ORXTRA هي منصة ذكية ومرنة، مصممة لتسريع التحول الرقمي وتحقيق نتائج ملموسة بسرعة وكفاءة.
وحول ما إذا كان هناك نية لإضافة خدمات جديدة أشار محمود، إلى أنهم في DXwand يواصلون توسيع نطاق خدماتهم لتلبية احتياجات السوق المتغيرة، وآخر ما أطلقناه هو منصة Merlinx، وهي خدمة جديدة موجّهة خصيصًا للشركات الصغيرة والمتوسطة.
و Merlinx ليست مجرد روبوت محادثة تقليدي، بل هي وكيل مبيعات وخدمة عملاء ذكي يعمل بشكل مستقل تمامًا، ويتصرف كما لو كان عضوًا حقيقيًا في فريق العمل.
يتعلّم تلقائيًا عن منتجات الشركة، يتواصل مع العملاء على مدار الساعة عبر مختلف المنصات مثل الموقع الإلكتروني، واتساب، فيسبوك وإنستجرام، ويقوم بالبيع، والبيع المتقاطع، ومعالجة الاعتراضات، وزيادة معدلات الاحتفاظ بالعملاء بدون أي إعداد تقني أو تدريب مسبق.
وتابع:” بدأنا بطرحه في أسواق رئيسية مثل الإمارات، السعودية، مصر، والكويت، كما بدأنا تجارب أولية للدخول إلى السوق الأمريكي”.
ولفت محمود، إلى وجود شراكات استراتيجية مع كيانات كبرى، مما يتيح لنا الوصول المباشر إلى أكثر من 10آلاف تاجر.
وعن خطتهم الاستراتيجية للسوق المصري، أوضح محمود أن السوق المحلي من الأسواق المحورية بالنسبة لشركة “DXwand”، ويجري التركبز فيه على دعم التحوّل الرقمي للقطاعات الحيوية، خاصة التعليم، التجارة والخدمات.
أحد أبرز الخطوات في هذا الاتجاه هي الاستفادة من شراكتهم مع وزارة التربية والتعليم بالكويت وتكرار ذلك في مصر لاستخدام منصة ORXTRA ، إذ توفر الشركة وكيلًا ذكيًا يتفاعل مع أولياء الأمور والطلاب ويقدّم الدعم والاستجابة الفورية، مما يسهم في تحسين تجربة المستخدم وتقليل الضغط على الفرق البشرية.
ويستهدف فريق العمل كذلك تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر حلول مثل ORXTRA وMerlinx، من خلال تقديم أدوات ذكية سهلة الاستخدام، وسريعة النتائج، دون الحاجة لبنية تحتية معقدة أو خبرات تقنية.
فرص كبيرة في عدة قطاعات
وفيما يخص الفرص التي يراها في السوق المصري ، أشار محمود إلى أنه مليء بالفرص الواعدة، خاصة في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي ورغبة المؤسسات في تبنّي حلول ذكية لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.
وتابع:” نرى فرصًا كبيرة في القطاعات الخدمية، والتعليم، والرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية، إلى جانب توسّع الشركات الناشئة التي تبحث عن أدوات فعالة للنمو دون عبء تشغيلي زائد”.
كما أن الحجم الكبير لقاعدة المستخدمين، وتزايد الاعتماد على القنوات الرقمية مثل واتساب وفيسبوك في التواصل مع العملاء، يخلق بيئة مثالية لحلول مثل Merlinx، التي تعمل كوكيل مبيعات ودعم ذكي يعمل 24 ساعة على مدار الإسبوع وبدون تعقيد تقني.
أضاف :”مصر ليست فقط سوقًا مستهلكًا للتكنولوجيا، بل بيئة خصبة للابتكار والتأثير، ونحن حريصون على أن نكون جزءًا فاعلًا في هذا التحول”.
وحول حجم استثمارات الشركة والنمو المستهدف في حجم الأعمال أوضح محمود، أن إجمالي التمويل الذي حصلت عليه “DXwand” بلغ حتى الآن 6.3 مليون دولار من مؤسسات استثمارية رائدة في المنطقة، مثل Shorooq Partners، وAlgebra Ventures، وDubai Future District Fund، وغيرها.
وهذا الدعم يعكس الثقة في مكانتهم كشركة تقنية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
تابع: “سنستخدم هذا التمويل لتسريع توسعنا الإقليمي، وتعزيز جهودنا في البحث والتطوير في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستخلاص المعرفة (Knowledge Mining)، ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs) وRAG”.
من حيث النمو، نستهدف مضاعفة حجم أعمال “DXwand” خلال العامين المقبلين، من خلال التوسع في أسواق رئيسية مثل مصر والسعودية والإمارات، وإطلاق منتجات جديدة مثل Merlinx التي تُحدث نقلة نوعية في أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة ، كما نعمل على توسيع شراكاتنا مع القطاعين الحكومي والخاص، بما يرسّخ دور DXwand كشريك رئيسي في التحول الذكي داخل المنطقة.
وبالحديث عن عدد عملائهم أوضح أن لديهم أكثر من 40 عميلًا رئيسيًا حتى الآن، كما نعمل مع مئات الشركات التي استفادت من حلولنا لتحسين تجربة العملاء، ورفع الكفاءة في مختلف مراحل النمو.
وكذلك نحرص على بناء علاقات شراكة طويلة الأمد مع عملائنا، قائمة على النتائج الملموسة والتحسين المستمر.
وفيما يخص خطط التوسعات والبلدان المستهدفة كشف محمود عن خطة توسّع طموحة على المستوى الإقليمي والدولي.
تابع: “بعد إثبات نجاحنا في أسواق رئيسية مثل مصر والإمارات والسعودية، نعمل حاليًا على تعزيز وجودنا في الكويت، بالإضافة إلى تجارب أولية للدخول إلى السوق الأمريكي”.
كما نركّز في خطتنا التوسعية على الأسواق التي تتميز بنمو سريع في التحول الرقمي واعتماد حلول الذكاء الاصطناعي، مع اهتمام خاص بالشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل شريحة كبيرة من الاقتصاد في هذه الدول.
وعن التحديات التي واجهتهم، أوضح أن من أبرز التحديات التي واجهوها في “DXwand” هي التعامل مع البنية التحتية التقنية خصوصًا في المؤسسات الكبيرة أو القطاعات شديدة التنظيم، والتي تتطلب حلولًا تعمل بشكل آمن وفعّال دون الاعتماد على الحوسبة السحابية.
هذا التحدي دفعهم إلى تطوير إصدار خاص من المنصة تحت اسم ORXTRA Prism، والذي يقدّم نفس القدرات المتقدمة لوكلاء الذكاء الاصطناعي ولكن بمتطلبات عتاد Hardware أقل بنسبة تصل إلى 80%، مما أتاح لنا تلبية احتياجات العملاء الذين لا يستطيعون الاعتماد على السحابة لأسباب تنظيمية أو أمنية.
كما واجهوا في البداية تحديًا في نقل مفاهيم الذكاء الاصطناعي من النطاق النظري إلى التطبيق العملي داخل المؤسسات.
وللتغلب على ذلك، عملوا على تصميم منتجات سهلة الاستخدام، لا تتطلب خبرة تقنية، وتحقق نتائج واضحة خلال أيام وليس أشهر.
وحول ما إذا كانت هناك جولات تمويلية جديدة، أشار محمود إلى أنهم حاليًا في خضم جولة تمويلية جديدة، وسيعلنون عن أهم المستجدات فور اكتمال جميع التفاصيل.
وعن المشاركة في برنامج “شارك تانك” ومدى الاستفادة على مستوى البيزنس ، كشف محمود أن تجربة شارك تانك كانت محطة مميزة في رحلتنا؛ الظهور في برنامج بهذا الحجم والجماهيرية، الذي يُشاهده ملايين المتابعين في العالم العربي، منحنا زخمًا إعلاميًا قويًا، وساعد في زيادة الوعي بعلامة DXwand التجارية، لا سيما بين رواد الأعمال والشركات الناشئة.
والتفاعل مع مستثمرين مرموقين داخل البرنامج أتاح لهم فرصة استعراض نموذج العمل والتقنيات التي يقدمونها بشكل مباشر، وهو ما ساعد في بناء ثقة أوسع في السوق، وفتح أبواب جديدة على مستوى الشراكات والفرص الاستثمارية.
هذه الخطوة ساعدت كثيرًا في تحسين منتجهم وفهم احتياجات السوق بشكل أفضل، وكانت بمثابة بوابة للتوسّع لاحقًا.
مصر لا تزال بيئة واعدة للشركات الناشئة
وعن رؤيته لنمو نشاط الشركات الناشئة في مصر وهل تأُثرت بالتغيرات الاقتصادية التي أصابت العالم، أشار محمود إلى أنه رغم التحديات الاقتصادية العالمية، لا تزال مصر بيئة واعدة للشركات الناشئة، خاصة في مجالات التكنولوجيا.
كما أن التغيرات الأخيرة في السوق دفعت كثيرًا من الشركات لإعادة التفكير في نماذج أعمالها والتركيز على الابتكار والكفاءة.
تابع: “نرى نضجًا متزايدًا في منظومة ريادة الأعمال، ورواد أعمال أكثر وعيًا بالسوق، وهو ما يعزز من فرص التوسع إقليميًا ويجعل مصر واحدة من أهم مراكز الابتكار في المنطقة”.
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك نية للتعاون مع وزارة التربية والتعليم المصرية على غرار ما يقدمونه لوزارة التربية الكويتية، أشار محمود إلى أنهم يأملون أن تتاح لنا الفرصة قريبًا للتعاون مع وزارة التربية والتعليم في مصر، خاصة في ظل التوجه القوي نحو التحول الرقمي في القطاع التعليمي.
وتابع:” لدينا حلول وتقنيات أثبتت فعاليتها في أسواق أخرى، حيث كانت انطلاقتنا في هذا المجال من خلال تعاوننا مع وزارة التربية في الكويت، والذي ساهمنا من خلاله في تطوير وإطلاق وكيل الذكاء الاصطناعي ‘شات مع حمد’ باستخدام منصة “ORXTRA.
وأوضح أن هذه التجربة أثبتت قدرتهم على تقديم دعم تعليمي ذكي وشامل يعمل على مدار الساعة، مبني بالكامل على المنهج الوطني الكويتي، ويخدم الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور باللغتين العربية والإنجليزية.
وأكد أنهم يتطلعون إلى تقديم قيمة مضافة للنظام التعليمي المصري من خلال شراكات مستقبلية مع القطاع الحكومي.