
منع السوسيولوجي أحمد ويحمان من حضور افتتاح منتدى دولي بسبب “الكوفية الفلسطينية” وهيئة علمية ترفض مشاركة إسرائيليين
الرباط ـ “رأي اليوم” ـ نبيل بكاني:
أفاد الباحث المغربي في علم الاجتماع أحمد ويحمان، أنه مُنع من دخول مسرح محمد الخامس بالرباط لحضور حفل افتتاح المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، رغم صفته الأكاديمية وتاريخه البحثي في هذا المجال، بما في ذلك مناقشة أطروحة دكتوراه ونشر أبحاث ميدانية.
وحسب بيان أصدره، أشار ويحمان إلى أن عناصر الأمن المكلفة بتأمين المكان أوقفته عند المدخل، وأبلغته بأن المنع جاء “بناء على تعليمات الجهة المنظمة”، في إشارة إلى إحدى الجامعات المغربية المشاركة في تنظيم المنتدى، داعين إياه إلى التواصل معها لتوضيح الأمر.
وأضاف أن المنع رافقه تركيز أمني على الكوفية الفلسطينية التي كان يرتديها، فيما كان أشخاص بزي مدني يصورون الواقعة أمام مدير المسرح، وفق روايته.
ويأتي هذا الحادث، حسب ويحمان، تزامناً مع وقفة احتجاجية نظمها نشطاء مناهضون للتطبيع، استنكاراً لمشاركة شخصيات إسرائيلية وصفها بـ”القتلة الصهاينة” ضمن أعمال المنتدى.
في السياق ذاته، عبّرت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا عن رفضها الصريح لأي مشاركة منتمية للكيان الإسرائيلي ضمن فعاليات المنتدى، الذي تستضيفه الرباط من 6 إلى 11 يوليو، برعاية الجمعية الدولية للسوسيولوجيا.
وأكدت الهيئة، في بيان لها، أن ما وصفته بـ”الجرائم الهمجية” التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين، تفرض عليها موقفًا مبدئيًا بعدم الترحيب بأي تمثيل لكيان الاحتلال، ولو كان ضمن إطار علمي أو أكاديمي، مراعاةً لمشاعر المغاربة واحترامًا للالتزامات الوطنية، حسب تعبيرها. وشددت على أنها أوصلت هذا الموقف بوضوح إلى الباحثين الإسرائيليين وإلى الجمعية الدولية المنظمة.
كما أدانت الهيئة التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الجرائم وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، معتبرة أن احترام المواثيق الدولية يجب أن يكون مرجعية أخلاقية لاختيار المشاركين في الأنشطة العلمية.
في المقابل، انتقد الباحث السوسيولوجي جمال فزة الدعوات إلى مقاطعة المنتدى بسبب مشاركة إسرائيليين أو يهود، واعتبرها انعكاسًا لما وصفه بـ”الجهل بطبيعة علم الاجتماع”، محذرًا من “تسييس الفضاء الأكاديمي”.
وفي تدوينة له، شدد فزة على أهمية الحياد الأكسيولوجي الذي دعا إليه ماكس فيبر، معتبرا أن علم الاجتماع نتاج مساهمات علماء يهود ومسيحيين، من دوركايم إلى زيمل وليفي ستروس، مضيفًا بلهجة ساخرة: “من يرى في هذه الأسماء خطرًا، فعليه أن يودّع علم الاجتماع من أصله”.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: