
تكلفة تطوير ألعاب الأونلاين قد ترتفع لو تم قبول مقترحات مبادرة “أوقفوا قتل الألعاب”
في ساحة المعركة الرقمية، انطلقت مبادرة “أوقفوا قتل الألعاب” مثل بطلٍ لا يخشى التحدي، تقودها أصوات اللاعبين المطالبين بأن تظل ألعابهم حيّة، حتى بعد أن يقرر المطوّرون سحب القابس. وهدف هذه المبادرة سن قانون في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يمنع الشركات من تصميم ألعاب تُحرم من الحياة بمجرد انتهاء الدعم.
حيث يريد أصحاب المبادرة جمع توقيعات كافية لتقديم قانون جديد إلى البرلمان البريطاني والمفوضية الأوروبية لمنع الناشرين والمطورين من إنتاج ألعابٍ يُمكن إيقافها عن العمل وجعلها غير قابلة للعب.
يُشير موقع “أوقفوا قتل الألعاب” إلى أن “عددًا متزايدًا من ألعاب الفيديو تُباع كسلعٍ فعلية، دون تاريخ انتهاء صلاحية مُحدد، بل مُصممة لتكون غير قابلة للعب تمامًا بمجرد توقف دعم الناشر. هذه الممارسة تُمثّل شكلًا من أشكال التقادم المُخطط له، وهي لا تُضرّ بالمستهلكين فحسب، بل تجعل الحفاظ عليها مستحيلًا عمليًا”. بدأت حملة “أوقفوا قتل الألعاب” على يد اليوتيوبر روس سكوت، الذي اعتبر إغلاق يوبيسوفت لسلسلة “ذا كرو” بمثابة شرارةٍ لإشعال الحركة. هناك أيضًا دعوى قضائية جارية بشأن إغلاق “ذا كرو”، ولكن هذه الدعوى مُنفصلة عن العريضة التي أطلقها سكوت.
بعيد ذلك أعلنت يوبيسوفت أنها ستتيح نسخًا غير متصلة بالإنترنت من لعبتي The Crew 2 وThe Crew Motorfest للاعبين. ولكنها لم تذكر صراحةً إن كان قرارها هذا نتيجةً لضغط حملة “أوقفوا قتل الألعاب” أو لا.
لكنّ الناشرين الكبار لم يبقوا صامتين. فجاء ردهم من خلال هيئة Video Games Europe، التي تضم عمالقة مثل Ubisoft وMicrosoft وEA، مدافعين عن صناعاتهم بأن تلك المقترحات “ستجعل تطوير الألعاب عبر الإنترنت مكلفًا بشكلٍ خانق”.
The site says we have cleared 1 million signatures! I hate being like this, but there’s a chance a significant number of them aren’t real. That means we have to keep signing in overdrive mode to make up for them! I’ll have a video on this later today.https://t.co/EpnNTDR85U
— Accursed Farms (@accursedfarms) July 3, 2025
جاء في بيان منظمة ألعاب الفيديو الأوروبية:
نحن نقدر شغف مجتمعنا، ومع ذلك، فإن قرار إيقاف الخدمات الإلكترونية قرار متعدد الجوانب، ولا يُتخذ باستخفاف، ويجب أن يكون خيارًا للشركات عندما تصبح تجربة الإنترنت غير مجدية تجاريًا”.
نتفهم أن هذا قد يكون مُخيباً للآمال للاعبين، ولكن عند حدوثه، يضمن القطاع إعلامهم بالتغييرات المُحتملة بشكلٍ عادل، وذلك امتثالاً لقوانين حماية المستهلك المحلية. لا تُعدّ الخوادم الخاصة دائماً خياراً بديلاً مُجدياً للاعبين، إذ إن الحماية التي نضعها لتأمين بيانات اللاعبين، وإزالة المحتوى غير القانوني، ومكافحة محتوى المُجتمع غير الآمن، لن تكون موجودة، وستُحمّل أصحاب الحقوق المسؤولية. إضافةً إلى ذلك، صُممت العديد من الألعاب من البداية لتكون مُخصصة للإنترنت فقط؛ وبالتالي، ستُقيّد هذه المُقترحات خيارات المُطورين بجعل إنتاج ألعاب الفيديو هذه مُكلفاً للغاية. نرحب بفرصة مُناقشة موقفنا مع واضعي السياسات ومُنظّمي مبادرة المواطنين الأوروبيين في الأشهر المُقبلة.
بدوره نشر سكوت رداً على بيان “ألعاب الفيديو في أوروبا”، مُشيراً على الفور إلى أن حملة “أوقفوا قتل الألعاب” لا تسعى إلى منع الناشرين من إيقاف ألعابهم الإلكترونية. يقول سكوت:
“نحن لا نسعى بأي حال من الأحوال إلى عرقلة حقكم في إيقاف الخدمات الإلكترونية”. نقول إنه بإمكانك إيقاف ألعابك متى شئت، ولكن عليك القيام بذلك بمسؤولية، بطريقة لا تُلغي الحقوق التي بعتها للعملاء.
وهذا ملخص لأبرز نقاط السجال:
- المطورون يرون أن إطفاء سيرفرات الألعاب ضرورة تجارية وليست خيانة للاعبين.
- المبادرة تؤكد: “يمكنكم إيقاف الدعم، لكن لا تسرقوا الحق الذي بعتموه للاعب”.
- Ubisoft بدأت بطرح نسخ أوفلاين لبعض ألعابها.
- أكثر من مليون توقيع… صوت اللاعبين يُحدث ضجيجًا يصعب تجاهله.
رغم أن مستقبل القانون المقترح لا يزال ضبابيًا، إلا أن نار النقاش اشتعلت. والرسالة واضحة: اللاعبون يريدون ألعابًا لا تُصمّم لتختفي، بل لتُخلَّد.