
اشتراكات ألعاب الفيديو تحطم الرقم القياسي الشهري: “الناس يبحثون عن القيمة”
أصدرت شركة بيانات مستهلكي ألعاب الفيديو “سيركانا” تقريرًا جديدًا يُظهر ارتفاعًا قياسيًا في إنفاق الاشتراكات داخل الولايات المتحدة، حيث بلغ 0.6 مليار دولار شهريًا. هذه الطفرة تعكس تحولًا متواصلًا في سلوك اللاعبين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ باتت خدمات مثل Xbox Game Pass أكثر جذبًا من شراء الألعاب المستقلة.
مات بيسكاتيلا، محلل الصناعة والمدير التنفيذي في سيركانا، أرجع هذا الاتجاه إلى ارتفاع الأسعار الاقتصادية عمومًا، مما يدفع اللاعبين نحو خيارات يرونها أكثر قيمة مقابل المال. المثير هنا أن بيسكاتيلا نفسه كان قد عبّر قبل شهر واحد فقط عن شكوكه حول كون الاشتراكات مستقبل الألعاب، واصفًا نموها بأنه كان راكدًا باستثناء دفعة 12% من إدخال Call of Duty إلى Game Pass.
“ظل الإنفاق الأمريكي على اشتراكات ألعاب الفيديو ثابتًا تقريبًا لسنوات بعد نمو 2020-2021، ولم يرتفع إلا بنسبة 12% في الربع الرابع بفضل انتقال [Call of Duty] إلى Game Pass”. “الاشتراكات بالتأكيد ليست مستقبل الألعاب (مع أنها يمكن أن تظل جزءًا منها)”.
هذه التغييرات تحمل آثارًا متشابكة: فبينما تُمكّن اللاعبين من تغيير اتجاه الإنفاق بسرعة، كما حدث في احتجاجات مايو ضد رفع الأسعار وغلق Tango Gameworks، إلا أنها أيضًا تُعزز من تحكّم الناشرين الكبار بمصير الألعاب. لعبة Anthem على سبيل المثال ستُصبح غير قابلة للعب بعد إغلاق خوادمها في 2026، في مشهد يعيد طرح الأسئلة القديمة: من يملك اللعبة فعليًا؟ وهل يستطيع اللاعب الحفاظ على تجربته للأبد؟
في ظل هذه الديناميكية، تواجه الاستوديوهات تحديًا وجوديًا: كيف يمكن لمطوّر مستقل أو حتى AAA أن يُبرر سنوات من التطوير في عالم يُطالب بقيمة فورية واشتراك شهري؟ هل ستختفي تلك التجارب العميقة والمبتكرة التي ميّزت العقد الماضي لصالح ألعاب الخدمة المستمرة؟