
عون يدعو أوروبا لدعم استعادة السيادة وتنظيم مؤتمر لإعادة بناء لبنان
بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول
دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون، الخميس، الاتحاد الأوروبي إلى دعم لبنان في استعادة كامل أراضيه في ظل الاحتلال الإسرائيلي لمناطق عدة جنوبا، والعمل على تنظيم مؤتمر أوروبي-عربي لإعادة بناء البلاد وإنعاش اقتصادها.
جاء ذلك خلال لقائه وفدا من الاتحاد الأوروبي برئاسة سفيرة الاتحاد لدى لبنان ساندرا دي ويل، وبمشاركة سفراء الدول الأعضاء، في القصر الجمهوري شرق بيروت، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة.
وطالب عون، بدعم لبنان عبر الاستعادة الكاملة لأراضيه وبسط سيادة الدولة عليها، إلى جانب إطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش اللبناني بكل الوسائل.
وحذر من أن غياب الجيش عن المشهد الأمني قد يؤدي إلى تدهور على المنطقة.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عما لا يقل عن 237 شهيدا و546 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد للاتفاق، يواصل الجيش الإسرائيلي احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى يحتلها منذ عقود.
كما دعا الرئيس إلى رفع أي عقوبات أوروبية مفروضة على بلاده، والعمل على عقد مؤتمر دولي مشترك لإعادة إعمار لبنان وتحريك عجلة الاقتصاد، بما يواكب مسار بسط السيادة الكاملة أمنيا وعسكريا.
وأكد عون أن لبنان أحرز تقدما في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد مدد حتى 31 يوليو/تموز 2024، الإطار القانوني للعقوبات التي أقرها في يوليو 2021، والتي تستهدف مسؤولين وهيئات متهمة بعرقلة تشكيل الحكومة، وتقويض خطط الإصلاح، والمشاركة في الفساد المالي أو تهريب الأموال.
وفي ملف النازحين السوريين، قال عون إن لبنان تحمل عبئا كبيرا على مدى أكثر من عشر سنوات، مشيرا إلى أن استقرار الأوضاع في سوريا يستدعي البدء بتسهيل العودة الآمنة والكريمة والمنسقة للنازحين، لأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل بقائهم.
وأضاف أن الدعم الدولي للنازحين يجب أن يتحول ليقدم داخل الأراضي السورية.
وعن الوضع الأمني على الحدود اللبنانية-السورية، أشار عون، إلى وجود تعاون جيد جدا في هذا الملف.
وفيما يتعلق بالسلاح الفلسطيني داخل المخيمات، أكد أن لبنان لا يزال بانتظار نتائج المبادرة التي تقدم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تقضي بتفعيل اللجنة المشتركة المعنية بجمع السلاح من المخيمات وتسليمه إلى الجيش اللبناني، لا سيما في مناطق الجنوب، تنفيذا للقرار الدولي 1701 الذي يمنع وجود السلاح جنوب نهر الليطاني، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية.
من جهتها، أعربت السفيرة الأوروبية ساندرا دي ويل، عن تفاعل الاتحاد الأوروبي مع الأهداف التي طرحها الرئيس عون، مؤكدة التزام الاتحاد بالحضور الفاعل في لبنان ودعمه.
كما شدد عدد من السفراء الأوروبيين على توافق رؤيتهم مع ما طرحه عون فيما يتعلق بملف النازحين السوريين، مؤكدين أنهم بدأوا بالفعل باتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه، وفق البيان اللبناني.
وأوضحوا أن الاتحاد الأوروبي خصص نحو 100 مليون يورو لدعم النازحين العائدين، تم تأمين قرابة 88 مليون يورو منها، إلى جانب برامج لدعم السوريين داخل بلدهم لتعزيز اقتصادهم وضمان استقرارهم في أرضهم.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو 1.5 مليون شخص، بينهم 758 ألفا مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حتى نهاية 2024، فيما تشير تقديرات الحكومة اللبنانية إلى أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك بكثير.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: