بالنسبة لجهاز محمول يمكن وضعه في الجيب الخلفي، لم يكن من المتوقع أن يتمكن جهاز PSP من تشغيل هذا النوع من تجارب العالم المفتوح، لكنه فعل ذلك بالفعل. لم تكن هذه الألعاب مجرد نسخ صغيرة أو عروض تقنية مخففة، بل كانت عوالم مفتوحة كاملة حقيقية تمكنت من حشر مدن شاسعة وطرق سريعة وأطلال تاريخية في قرص UMD صغير. وبالطبع كان هناك بعض التنازلات: مثل تقليص مدى الرؤية، وتكرار الشخصيات غير القابلة للعب بشكل مفرط حتى بدت كدمى منسوخة، وأوقات تحميل استمرت أحيانًا وكأنها فواصل إعلانية.

ومع ذلك، عندما وصلت هذه الألعاب إلى ذروتها، شعر اللاعب وكأنه يعيش سحرًا خالصًا، كما لو أن جهاز PlayStation 2 يختبئ داخل سترته. سواء كانت شوارع تعج بالجريمة، أو ساحات قتال تعود إلى عصور غابرة، أو مدن مغمورة بأضواء النيون، فإن هذه الألعاب على PSP تمكنت من تحقيق إنجاز مذهل. لقد منحت اللاعبين الحرية، والاختيار، والفوضى، وكل ذلك على شاشة بدقة 480×272.

Spider-Man 3

مع القوة العظمى تأتي انخفاضات معدل الإطارات

لعبة Spider-Man 3 على جهاز PSP لن تفوز بأي جوائز من حيث الصقل أو الإتقان، فهي مليئة بالأخطاء التقنية، وأداؤها بطيء، ومن الواضح أنها تكافح لمواكبة طموحها الكبير. ومع ذلك، فإن مجرد محاولتها لإعادة إنشاء نسخة شبه مفتوحة من مانهاتن، مكتملة بحركة التأرجح بواسطة خيوط العنكبوت، ونظام القتال، والمهام الجانبية، هو أمر يستحق الإشادة بحد ذاته. صحيح أنها لا تتبع نفس تصميم الخريطة الموجود في نسخ الأجهزة المنزلية، وليست بنفس الحجم أو التفاصيل الدقيقة، لكنها لا تزال تمنح اللاعبين مساحة حرة للتجول والاستكشاف.

تأرجح العنكبوت هنا لا يعتمد على فيزياء الحركة كما في النسخ الأخرى، بل هو أكثر تلقائية، وهو ما يساعد في الحفاظ على بعض الاستقرار أثناء اللعب. القتال يعتمد على تنفيذ الضربات المتتالية واستخدام الأدوات، بينما يضيف التحول إلى البدلة السوداء عنصرًا بصريًا جذابًا ومميزًا إلى منظومة اللعب التي تُعد بسيطة في مجملها. هناك أيضًا عناصر قابلة للتجميع وتحديات سباق وتدريبات قتال موزعة على أسطح المباني، تمنع الشعور بالفراغ أو التكرار.

ورغم أن التجربة في مجملها تعتبر وعرة ومليئة بالتنازلات، فإنها لا تزال تُمكِّن اللاعب من الطيران بخيوط العنكبوت فوق ناطحات السحاب باستخدام جهاز PSP المحمول، وهذا وحده كان كافيًا لدى بعض اللاعبين ليمنحهم إحساسًا بالدهشة والرضا. اللعبة قد لا ترقى لمعايير السلسلة على الأجهزة القوية، لكنها تحمل روح Spider-Man وتحاول قدر الإمكان أن تُقدمها في تجربة مدمجة ومتواضعة تقنيًا ولكنها ملهمة من حيث الطموح.

Gun: Showdown

الغرب المتوحش لم يكن بحاجة إلى شبكة واي فاي

نسخة PSP من لعبة Gun لم تكن مجرد نسخة مصغرة أو مقلدة، بل أضافت محتوى حصريًا يتضمن مهامًا جانبية جديدة، وأنماط لعب جماعي، وبعض الأسلحة الإضافية التي جعلت التجربة أكثر اكتمالًا وتنوعًا. تدور أحداث اللعبة في نسخة خيالية من حدود الغرب الأمريكي، وتتيح للاعبين التنقل بحرية بين بلدات ترابية ووديان ومخابئ وهم يطاردون الخارجين عن القانون، أو يخوضون مبارزات فردية، أو ينقذون المدنيين في مواقف مختلفة.

ورغم أن الخريطة ليست ضخمة مقارنةً بالألعاب الأخرى، إلا أنها مصممة بذكاء. وعند امتطاء الحصان، يشعر اللاعب بأن العالم كبير بما يكفي لتبرير هيكلية العالم المفتوح، دون أن يُثقل على قدرات جهاز PSP المحدودة. تقدم اللعبة مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل معارك الحانات، وتعدين الذهب، واغتيالات التسلل، وتحديات الرماية الدقيقة، وكل هذا مع ترك الحرية للاعبين في اختيار كيفية قضاء يومهم في الغرب القديم.

ورغم أن الأداء الصوتي في بعض الأحيان يبدو وكأنه سُجّل داخل علبة معدنية، إلا أن Gun: Showdown تحمل ذلك الإحساس الخام المليء بالبارود والتحدي، مما يجعلها واحدة من الجواهر المنسية على منصة PSP. فهي تجمع بين الأجواء الكلاسيكية للغرب المتوحش والتصميم العملي الذي يستغل قدرات الجهاز بشكل فعّال، لتقدم تجربة لعب مفتوحة وسلسة ومليئة بالحركة والحرية، وهو ما لم يكن مألوفًا كثيرًا على أجهزة الألعاب المحمولة آنذاك.

Midnight Club 3: DUB Edition

عزم دوران، نوافذ مظللة، وشاشات تحميل تستمر عشر دقائق

لم يكن من المفترض أن يتمكن أي جهاز محمول من تشغيل Midnight Club 3: DUB Edition بنفس الكفاءة التي قدمها جهاز PSP. صحيح أن اللعبة تعاني من شاشات تحميل طويلة وأحيانًا بعض التباطؤ في معدل الإطارات، لكنها بمجرد أن تلامس الإطارات الإسفلت، تنطلق حرفيًا في سباق لا يتوقف. تقدم اللعبة ثلاث مدن مفتوحة هي San Diego وAtlanta وDetroit، وكل واحدة منها مليئة بالاختصارات والأزقة وحركة مرور حرة ستقف دومًا في طريقك عندما تحاول تنفيذ انجراف مثالي.

التخصيص في هذه اللعبة عميق بشكل غير متوقع بالنسبة للعبة سباقات محمولة. يمكن للاعبين تعديل هيكل السيارة، والجنوط، والجناحات الخلفية، وحتى ألوان الطلاء بأدق التفاصيل. كما أن المرآب يمتلئ بسرعة بسيارات جديدة تُفتح بعد كل فوز، مما يمنح اللاعبين إحساسًا دائمًا بالتقدم. السرعة في اللعبة لا ترحم، واستخدام النيترو يجعل الشوارع تتحول إلى خطوط ضبابية في مشهد يتناسب تمامًا مع الشاشة الصغيرة.

ما يجعل Midnight Club 3: DUB Edition تبرز بين ألعاب السباقات المحمولة هو الطريقة التي تنفذ بها حلقة اللعب السريعة بشكل رائع. يمكنك الدخول فورًا، خوض سباق ضد منافس، تعديل سيارتك، ثم التجول في المدينة ليلًا فقط لتستمتع بالموسيقى التصويرية في الخلفية. تجربة القيادة هنا ليست فقط عن السباقات بل أيضًا عن الأجواء والإحساس الحر بالتنقل في مدينة تنبض بالحياة. اللعبة تنجح في تقديم إحساس السباق المفتوح الذي يصعب العثور عليه على جهاز بحجم راحة اليد، ومع كل تلك التعديلات البصرية والسمعية، فهي تقدم تجربة كاملة لا تشعر بأنها “نسخة مقلصة”، بل مغامرة كاملة يمكن حملها في الجيب.