خفايا وخبايا: ترامب سيمنع نتنياهو شخصيًا من استئناف القتال بعد وقف إطلاق نارٍ يستمّر 60 يومًا.. الاحتلال يربط إنهاء الحرب بتهجير الفلسطينيين.. إسرائيل ستُدمِّر كلّ مبنى حتى لا يجد الفلسطينيون مكانًا يذهبون إليه

خفايا وخبايا: ترامب سيمنع نتنياهو شخصيًا من استئناف القتال بعد وقف إطلاق نارٍ يستمّر 60 يومًا.. الاحتلال يربط إنهاء الحرب بتهجير الفلسطينيين.. إسرائيل ستُدمِّر كلّ مبنى حتى لا يجد الفلسطينيون مكانًا يذهبون إليه

خفايا وخبايا: ترامب سيمنع نتنياهو شخصيًا من استئناف القتال بعد وقف إطلاق نارٍ يستمّر 60 يومًا.. الاحتلال يربط إنهاء الحرب بتهجير الفلسطينيين.. إسرائيل ستُدمِّر كلّ مبنى حتى لا يجد الفلسطينيون مكانًا يذهبون إليه

 
 

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

أكّدت إدارة ترامب للوسطاء أنّها لا تنوي السماح لإسرائيل باستئناف القتال ضدّ حماس في غزة بعد وقف إطلاق نار يستمر لمدة 60 يومًا، حتى لو لم يتم تضمين ذلك صراحة في نصّ الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه في واشنطن وقطر، حسبما أفاد دبلوماسيّ عربيّ ومصدر ثانٍ مطلعٍ على الموضوع لموقع (تايمز أوف إسرائيل).

وتُعّد مسألة ما إذا كانت إسرائيل ستتمكن من استئناف حملتها العسكريّة عند انتهاء وقف إطلاق النار المقترح لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 قتلى، واحدة من النقاط الرئيسيّة العالقة في المحادثات التي فشلت في تحقيق اختراقٍ، حتى مع استمرار القادة في الإعراب عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق.

ووفقًا للدبلوماسيّ العربيّ، فإنّ تقديم إسرائيل خريطة معدلة لانسحابها العسكريّ من غزة خلال الهدنة قد قرَّب الطرفين من التوصل إلى اتفاق. وقال مصدرٌ فلسطينيٌّ مطلعٌ على المفاوضات إنّ الوفد الإسرائيليّ “يستمع أكثر ممّا يتفاوض، ممّا يعكس سياسة نتنياهو المستمرة في عرقلة وتخريب أيّ اتفاقٍ محتملٍ”.

وعلى الرغم من معارضة واشنطن استئناف إسرائيل للحرب، فإنّها لا تريد استبعاد هذا الاحتمال من نصّ اقتراح وقف إطلاق النار، حسبما قال الدبلوماسيّ العربيّ والمصدر الثاني. ويُنظر إلى إبقاء باب العودة إلى الحرب مفتوحًا على أنّه وسيلة ضغطٍ أساسيّةٍ ضدّ حماس خلال المحادثات المستقبلية حول شروط وقف إطلاق النار الدائم.

بالإضافة إلى ذلك، قال المصدر المطلع على المفاوضات إنّ الضمان الصريح لوقف إطلاق النار الدائم في نصّ الاقتراح سيؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو، مشيرًا إلى أنّ الوسطاء يحاولون تجنّب مثل هذا السيناريو من أجل إبقاء نتنياهو بالحكم.

وينص الاقتراح الذي صاغه الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون ودعمته تل أبيب على أنْ تعقد إسرائيل وحماس محادثات حول شروط وقف إطلاق النار الدائم خلال الهدنة المؤقتة، وأْنْ تظل الهدنة سارية بعد مرور شهرين شريطة أنْ تواصل الأطراف التفاوض بحسن نية حول وقف إطلاق النار الدائم.

وسعت حماس في ردّها على اقتراح وقف إطلاق النار في الرابع من الشهر الجاري إلى حذف عبارة بحسن نية، معتبرة إيّاها فرصةً لإسرائيل لاستئناف الحرب بعد انتهاء الهدنة التي مدتها 60 يومًا، كما فعلت عند انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار السابق في مارس.

وفي حين تعارض واشنطن حذف هذه العبارة، نقل المبعوث الأمريكيّ إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر وسطاء تأكيدًا شفويًا بأنّ ترامب سيضمن شخصيًا بقاء الهدنة سارية المفعول حتى يتم التوصل إلى اتفاقات، وربط نتنياهو إنهاء الحرب بتنفيذ خطة ترامب المثيرة للجدل للاستيلاء على غزة وتشجيع الهجرة الجماعية للفلسطينيين.

يُشار إلى أنّ نتنياهو وقادة آخرين تبّنوا فكرة (الهجرة الطوعيّة)، بالنظر إلى أنّ رئيس الوزراء قد قال لنوابٍ إنّ إسرائيل تعمل على تدمير كلّ مبنى في القطاع حتى لا يجد الفلسطينيون مكانًا يذهبون إليه بعد الحرب سوى خارج القطاع.

ويقول المصدران إنّ مدى انسحاب الاحتلال من غزة خلال الهدنة والآلية التي ستدخل بها المساعدات إلى القطاع لا تزالان من نقاط الخلاف.

وتابعا إنّ إسرائيل قدمت مجموعةً جديدةً من الخرائط إلى الوسطاء في الدوحة توضح تفاصيل الانسحاب الجزئيّ لقوات الاحتلال خلال هدنة الـ 60 يومًا قيد المناقشة، وذلك في أعقاب ضغوط واشنطن للحدّ من الوجود العسكريّ الإسرائيليّ بالقطاع.

وقد رفضت حماس الانسحاب الجزئيّ السابق المقترح من غزة، وأصبحت هذه المسألة نقطة الخلاف الرئيسيّة في المفاوضات، حسبما ذكر المصدران.

وتصر إسرائيل على البقاء في محور (موراغ) في جنوب غزّة، وهو حزام من الأرض يفصل بين مدينتي رفح وخان يونس، وتقول إنّها تخطط لإنشاء (مدينةٍ إنسانيّةٍ) بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا جنوب رفح، حيث سيتّم تجميع جميع سكان القطاع ومنعهم من المغادرة بعد فحصهم.

ولم يذكر المصدران ما إذا كانت إسرائيل قد تخلت الآن عن مطلبها بالبقاء في محور موراغ، لكن الدبلوماسيّ العربيّ قال إنّ الخرائط الإسرائيلية المحدثة قربت الجانبين من التوصل إلى اتفاق، مُضيفًا أنّ الضغط الأمريكيّ على إسرائيل لتخفيف موقفها بشأن هذه المسألة جاء خلال اجتماعٍ عقده ويتكوف مع وفدٍ قطريٍّ بواشنطن، والذي انضمّ إليه وزير الشؤون الإستراتيجيّة رون ديرمر.

وأضاف المصدر أنّ الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير المرتبطة بإسرائيل أو حماس ستكون وحدها المسؤولة عن توزيع المساعدات في المناطق التي لم يعد الجيش الإسرائيليّ موجودًا فيها.

وقال البيت الأبيض إنّ ويتكوف سيتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع من أجل الدفع بالمفاوضات في الدوحة، لكن مصدرين مطلعين على الأمر قالا لـ (تايمز أوف إسرائيل) إنّ مبعوث ترامب أجل موعد مغادرته المقرر، مشيرين إلى أنّ المحادثات لم تصل بعد إلى مرحلة ناضجة بما يكفي لوصوله لإبرام الاتفاق.

وقال دبلوماسيان عربيان من الدول الوسيطة إنّ مصر وقطر لم تبديا نفس التفاؤل الذي أبدته واشنطن بشأن فرص التوصل إلى اتفاق. وقد صرح كل من ترامب وويتكوف أنّ اتفاقًا قد يتم التوصل إليه هذا الأسبوع.

وفيما يتعلق بالمحادثات في الدوحة، قال المسؤول إنّ “جميع الأطراف معنية بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. نحن نبذل جهودًا ونحاول التوصل لاتفاقٍ”.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: