بيت حانون تباد بلا توقف.. إسرائيل تُغرق المدينة بنيران غارات غير مسبوقة في واحدة من أعنف موجات “الأحزمة النارية” منذ بداية حرب الإبادة على القطاع

بيت حانون تباد بلا توقف.. إسرائيل تُغرق المدينة بنيران غارات غير مسبوقة في واحدة من أعنف موجات “الأحزمة النارية” منذ بداية حرب الإبادة على القطاع

بيت حانون تباد بلا توقف.. إسرائيل تُغرق المدينة بنيران غارات غير مسبوقة في واحدة من أعنف موجات “الأحزمة النارية” منذ بداية حرب الإبادة على القطاع

 
 
غزة/ جمعة يونس/ الأناضول: لم يكن مساء السبت عاديا في مدينة بيت حانون، الواقعة أقصى شمال قطاع غزة، فعشرات الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت المدينة بشكل متزامن وغير مسبوق في واحدة من أعنف موجات “الأحزمة النارية” منذ بداية حرب الإبادة على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتحول المشهد على أرض وسماء بيت حانون إلى كتل متفرقة من اللهب وأعمدة من الدخان المتصاعد في كل مكان وعندما ينقشع كل هذا لا يظهر إلا دمار شامل لا يحمل إلا لون السواد.
بيت حانون، التي أجبر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين على إخلائها قسرا تحت القصف والنار قبل شهور، بدت تحترق وحيدة وأصوات الانفجارات فيها تسمع من على بعد عدة كيلومترات في مدينة غزة ومناطق وسط وجنوب القطاع.
وأفاد مراسل الأناضول في غزة، بأن دوي الانفجارات العنيفة في بيت حانون أثار حالة من الهلع في صفوف الفلسطينيين في مدينة غزة من شدتها، رغم أنهم عايشوا منذ بداية الحرب أصوات قصف ومشاهد نيران هائلة، لكن هذه المرة الصورة مختلفة تماماً.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي نشر نشطاء نقلا عن حسابات عبرية مقطع فيديو مرعب وثق لحظة قصف الجيش الإسرائيلي لبيت حانون، حيث كان المشهد أقرب إلى مشاهد نهاية العالم: ضوء أحمر كثيف يبدد الظلام وصدى انفجارات عميقة تهز الأبنية عن بُعد.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول، إن أصوات القصف سُمعت في قلب غزة، على بعد أكثر من عشرة كيلومترات، وأصابت الأطفال بالذعر، واحتضنت الأمهات أبناءهن وهم يحدقون في الأضواء الغريبة القادمة من الشمال.
وأضاف الشهود أن رائحة الدخان الكثيف الناتج عن الغارات الإسرائيلية على بيت حانون يمكن أن تشتمها من مدينة غزة جراء شدة الغارات.
وقال عضو اللجنة الشعبية في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال القطاع (غير حكومية) أحمد رياض، في تصريح للأناضول، إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي حوّل بيت حانون إلى خراب خلال الأشهر الماضية وهذه الليلة أشعل النار بهذا الخراب عبر موجة غارات لم نشهدها من قبل”.
وأضاف رياض: “النيران تتصاعد من كل مكان في البلدة ويمكننا رؤية هذا من شمال مدينة غزة. نحن نرى نيران الغارات الإسرائيلية وليس فقط الدخان من على بعد عدة كيلومترات”.
وتابع: “كل شيء يومض في المدينة المدمرة حاليا والدخان الأسود يغطي السماء بشكل شبه كامل فوقها”.
وأشار إلى أن الفلسطينيين في شمال مدينة غزة يشعرون باهتزازات الغارات الإسرائيلية التي تستهدف بيت حانون، وهذا لم يحدث منذ بداية الحرب.
وذكر رياض، أن “مدينة بيت حانون حاليا مسحت عن الخارطة تماما، فقط ما يوجد فيها أكوام من ركام المنازل والبنى التحتية”.
ورغم أن بيت حانون تحولت فعليا حطام مدينة، إلا أن الجيش الإسرائيلي قال إن طائراته استهدفت “أكثر من 35 هدفًا لحماس” في البلدة بزعم ضرب بنى تحتية للحركة.
والجمعة، نشر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صورة جوية لبيت حانون، تفاخر حينها بأن المدينة “سُويت بالأرض”، في مشهد صادم يظهر مساحات شاسعة من الركام وبقايا أبنية مدمرة بالكامل.
ويأتي نشر كاتس، لصورة تظهر تسوية بيت حانون بالأرض في وقت تزداد فيه الانتقادات الدولية لسياسات إسرائيل في غزة، وسط اتهامات بارتكاب “إبادة جماعية” واتباع سياسة الأرض المحروقة، التي تستهدف المدنيين ومقومات الحياة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وكانت بيت حانون أولى المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي، في بداية التوغل البري على غزة في 28 أكتوبر 2023، ضمن حرب إبادة مستمرة خلف دمارا واسعا وأكثر من 195 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين.
وقال الإعلامي الإسرائيلي ألموج بوكر، عبر القناة 12 العبرية، إن “أصوات انفجارات شديدة سُمعت في بيت حانون، حتى في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة”.
فيما أفاد الكاتب الإسرائيلي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”، أن الجيش الإسرائيلي يشن هجمات “قوية” على بنية تحتية في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وفي 2 يونيو/ حزيران 2024، أعلنت لجنة طوارئ البلديات في شمال غزة بيت حانون “منطقة منكوبة” بفعل الغارات الإسرائيلية المستمرة، والدمار شبه الكامل للبنية التحتية والخدمات الحيوية، وانهيار الوضع الإنساني.
وحسب أرقام سابقة لبلدية بيت حانون، كان نحو 60 ألف شخص يقطنون المدينة، التي تبلغ مساحتها نحو 17 الف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وذلك قبل بدء حرب الإبادة الأخيرة.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة بموازاة مفاوضات غير مباشرة بقطر بين تل أبيب وحماس، في محاولة للتواصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: