«التربية»: تغييرات جذرية بالمناهج لتخريج متعلم بمعايير عالمية

«التربية»: تغييرات جذرية بالمناهج لتخريج متعلم بمعايير عالمية

خضعت المناهج الدراسية الجديدة التي ستطبق في سبتمبر المقبل لتغييرات جذرية بنسبة تصل في بعضها إلى 85 بالمئة، بهدف إعداد طالب يتمتع بمهارات أساسية، هي: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة والمنافسة العالمية.

بينما انتهت التواجيه الفنية للمواد الدراسية من تأليف وإعداد المناهج الدراسية الجديدة، والتي ستطبق – وفق خطة وزارة التربية – في سبتمبر المقبل، أكدت مصادر تربوية لـ «الجريدة» أن المناهج التي تم تأليفها من قبل الموجهين خضعت لتغييرات جذرية بنسبة تصل في بعضها إلى 85 بالمئة، موضّحة أن المناهج الجديدة ستركز على إعداد طالب يتمتع بمهارات القرن الحادي والعشرين، ومتمكن من 4 مهارات أساسية، هي الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة والمنافسة العالمية.

وقالت المصادر إن التواجيه اعتمدت في تأليف المناهج الجديدة على الإطار الوطني لمعايير المناهج، والذي أعده قطاع المناهج والبحوث التربوية، وتم وضعه من قبل مختصين في القطاع، ليكون البوصلة الرئيسية في إعداد وصناعة المناهج، لافتة إلى أنها تعتمد على فلسفة التكامل بين المواد الدراسية، حيث يتم تناول بعض المهارات والمفاهيم من خلال عدة دروس في أكثر من مادة.

مناهج «الإنكليزية»

واستنادا الى بعض المناهج التي أمكن التوصل الى تعديلاتها، أكدت المصادر أن مناهج اللغة الإنكليزية اعتمدت على النظام الأوروبي CEFR، إضافة إلى اعتمادها على فلسفة الخبرات والتجارب السابقة للوزارة.

وأضافت أن مناهج «الإنكليزية» ركزت على الهدف الأساسي، وهو تنمية متعلمين يتقنون اللغة الإنكليزية ويتمتعون بوعي عالمي وتفكير نقدي وفهم ثقافي، مع تطوير الطلاقة والدقة في المهارات الأساسية الأربع، وهي الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، وذلك من خلال أنشطة جاذبة ومناسبة لأعمار المتعلمين.

وذكرت أن المناهج ستركز كذلك على تشجيع التواصل الهادف المبنى على مواقف الحياة الواقعية والتفاعلات اليومية لجعل تعلم اللغة الإنكليزية ذا معنى متصل بحياة الطالب، مع ضمان اكتسابه تدريجيا للقواعد والمفردات من خلال التعلم السياقي والوحدات الموضوعية، بدلا من الحفظ الآلي، مع الاهتمام بتعزيز التعبير الذاتي والتعاون والثقة بالنفس، عبر تمارين حوار وتمثيل أدوار والتعلم القائم على المشاريع والتفاعل مع الزملاء.

وأشارت إلى أن مناهج «الإنكليزية» الجديدة ستتضمن تنمية مهارات التفكير النقدي وحب الاستطلاع من خلال الأسئلة المفتوحة وتمارين التنبؤ وتحليل النصوص، بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطالب، إضافة إلى غرس قيم أساسية، مثل الاحترام والمسؤولية والتعاطف والانفتاح على التنوع من خلال محتوى ثقافي يستجيب لبيئة الطالب وروتين الصف اليومي.

وشددت المصادر على أن المناهج الجديدة تركز بشكل عام على تعزيز الهوية الوطنية والاعتزاز بها، وإعداد المتعلمين للمشاركة الفاعلة كمواطنين عالميين يفهمون ويقدرون وجهات النظر المحلية والعالمية، لافتة إلى أن المناهج ستدعم التعلم مدى الحياة عبر تنمية الاستقلالية في التعلم والوعي الرقمي والدافعية لاستخدام اللغة الإنكليزية خارج حدود الصف الدراسي، مستدركة أن هذه التفاصيل تتماشى مع رؤية الكويت 2035 ومع الإطار الأوروبي المرجعي المشترك للغات (CEFR) لضمان تطوير الطلبة من حيث الكفاءة اللغوية والمهارات الحياتية اللازمة للقرن الحادي والعشرين.

وذكرت أن عدد كتب مادة الإنكليزية للمرحلة الابتدائية بلغ 11 كتابا مع 5 كتب أدلة للمعلمين، فيما تضمّنت كتب المرحلة المتوسطة 4 كتب للطالب تحت عنوان «English Pearls Of Kuwait» و4 كتب للتدريبات «Workbook» و4 كتب أدلة للمعلمين، وذلك وفق المعايير العلمية والتربوية والإطار العام الوطني للمناهج الدراسية، حيث تضمن الإطار المرجعي العام 3 إطارات، هي الغايات والأسس والمحتوى.

ولفتت المصادر إلى أن مناهج «الإنكليزية» التي تم وضعها تهدف بشكل أساسي لإعداد مخرجات من المتعلمين قادرين على اجتياز الاختبارات الدولية مثل الـ «IELTS» والـ «TOEFL»، مشيرة إلى أنها تتكامل مع مواد أخرى مثل الرياضيات والعلوم والاجتماعيات، حيث ستكون مناهج مدمجة ومتكاملة.

الاجتماعيات والقيم

وفيما يخص مناهج الاجتماعيات، أكدت المصادر أن المناهج الجديدة بنيت وفق الإطار الوطني للمناهج، وتمت فيها مراعاة جوانب تعزيز القيم الوطنية، وتعريف الطالب بهويته الوطنية وفق تسلسل زمني يراعي المراحل العمرية للمتعلمين، حيث تركز كتب «وطني 1»، و«وطني 2»، و«وطني 3» على إعطاء الطالب بعض الأمور البسيطة عن الكويت، في حين يتم التوسط بمفاهيم تاريخ الكويت في صفوف المرحلة المتوسطة، لافتة إلى أن المناهج الجديدة تراعي كذلك مصفوفة المدى والتتابع التي وضعها قطاع المناهج.

وأشارت إلى أنه تمت الاستعانة ببعض الشخصيات الكويتية في بعض الدروس لإعطاء المناهج روحاً وطنية أكثر، موضحة أنه تمت الاستعانة بالباحث وخبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان في عمل «فيديوهات» قصيرة لشرح الطقس والمناخ الكويتي عبر «باركود» مدمج مع الدرس، ليطّلع عليه الطلبة، ويكون عاملا مساعدا في الشرح، إضافة إلى عناصر تاريخية أخرى تمت إضافتها في عدد من الدروس.

الاختبارات العالمية

أما على مستوى مناهج العلوم، فأكدت المصادر أن المناهج الجديدة بُنيت بطريقة علمية تراعي التطورات الحديثة في بنائها، لافتة إلى أن المحتوى العلمي يتماشى مع رؤية الكويت 2035، ويركز على تعزيز التعلُّم الذاتي والاطلاع والمعرفة العالمية، مع الاهتمام بالعلوم الحديثة ومواكبة التطورات العلمية الجديدة، مع تعزيز فكرة التكامل مع المواد الدراسية الأخرى في بعض المفاهيم المناسبة.

وذكرت أن التوجيه أدخل بعض المهارات والمفاهيم الخاصة بأسئلة الاختبارات العالمية، مثل «تيمز»، و«بيلرز»، و«ميزة»، حيث سيتم من خلال المناهج الجديدة تدريب الطلاب على أسئلة هذه الاختبارات، بما يرفع كفاءة جميع الطلبة أثناء الدراسة، وبالتالي إمكانية تحقيق مراكز أفضل في هذه الاختبارات عندما تجرى في السنوات المقبلة.

كراسة الخط

وفيما يخص مناهج اللغة العربية، أكدت المصادر أن التوجيه الفني لـ «العربية» انتهى من إعداد المناهج الجديدة، حيث تم تغيير آلية تدريس طلبة الصف الأول الابتدائي، التي كانت تعتمد على «الجزء إلى الكل» لمدة فصل دراسي كامل، أما في المناهج الجديدة فتم اعتماد النظام الكلي، حيث سيدرس الطلاب الحروف لمدة 3 أسابيع فقط، ومن ثم يتم الانتقال إلى النظام الكلي، حيث يأخذ دروسا وجُملا يستخرج منها الأحرف والتعرّف عليها.

وأشارت إلى أن المناهج الجديدة ستتضمن عودة «مع حمد قلم» في الدروس، إضافة إلى تقليل دروس الأنشطة والنصوص من 50 و60 درسا في الكتاب إلى 12 فقط، وذلك لاعتماد نظام التكرار، حيث يتم تكرار الدرس على الطالب أكثر من مرة لضمان فهمه وتمكّنه منه بشكل أفضل، لافتة إلى أنه تم اعتماد كراسة الخط للمرحلة الابتدائية، والتي ستعمل على تعزيز قوة الطالب على الكتاب من خلال النسخ والتكرار في كتابة الكلمات والجمل، مع مراعاة كل مرحلة عمرية وخصائصها.

وذكرت أن مناهج «العربية» ستركز كذلك على تعزيز القيم الوطنية وتعزيز الهوية الكويتية من خلال الأناشيد والنصوص الشعرية، حيث تمت الاستعانة بنصوص لشعراء كويتيين أمثال فهد العسكر ويعقوب السبيعي، ومجموعة أخرى من الشعراء الكويتيين الذين كانت لهم بصمة واضحة في الشعر، إضافة إلى شعراء من عصور عربية وإسلامية سابقة.

طباعة الكتب

إلى ذلك، أكدت المصادر أن جميع التواجيه الفنية سلمت أعمالها، وهي الآن في عهدة قطاع المناهج والبحوث التربوية، حيث تم البدء في المراجعة والتصميم، لافتة إلى أنه يتوقع البدء في الطباعة خلال أسبوعين من الآن، حيث تهدف الوزارة إلى البدء بطباعة الكتب الجديدة وتوزيعها قبل بدء دوام الطلبة في منتصف سبتمبر المقبل.