«الكويتي للتنمية»… 6 عقود من الريادة بدعم قطاع المياه

«الكويتي للتنمية»… 6 عقود من الريادة بدعم قطاع المياه

شكّل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية علامة فارقة في مسيرة العمل التنموي الدولي، منذ تأسيسه في عام 1961، بصفته أول مؤسسة تمويل إنمائي تطلقها دولة الكويت، حيث لعب دورا محوريا في دعم مشاريع التنمية المستدامة في مختلف أرجاء العالم، من خلال تقديم القروض الميسرة والمنح، والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.

تنمية مستدامة ورؤية سباقة

وقد ساهم الصندوق الكويتي في تمويل مشاريع كبرى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وخدمة الإنسان أينما كان، ويعد قطاع المياه والصرف الصحي من أبرز القطاعات التنموية، إذ يقوم على توفير مياه صالحة للشرب والري بطريقة مستدامة.

المياه: مورد ثمين بتكلفة عالية وعائد أكبر

وعلى الرغم من وفرة المياه على كوكب الأرض، فإن المياه الصالحة للشرب تعد نادرة وتوفيرها للاستهلاك البشري يتطلب الاستثمار في بنية تحتية ضخمة وتكاليف تشغيلية عالية، وبالرغم من ذلك فإن فوائد توفير المياه النظيفة تفوق التكاليف، نظرا لمنافعها على الصحة العامة وزيادة الإنتاجية البشرية.



وقد نفذ الصندوق ما يقارب 131 مشروعا في 48 دولة، استفاد منها أكثر من 500 مليون شخص، إذ بلغت التكلفة الإجمالية للمشاريع نحو 8.878 مليارات دولار، بلغت مساهمة الصندوق الكويتي منها ما يقارب 3.562 مليارات (أي ما يعادل تقريبا 1.072 مليار دينار)، وشملت هذه المشاريع تحسين الوصول إلى مياه الشرب النظيفة ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، ودعم البنية التحتية للري لتحقيق الأمن الغذائي.

مساهمة نوعية في مشروع معالجة مياه مصرف بحر البقر – مصر

وفي إطار جهوده لدعم الأمنين المائي والغذائي، ساهم الصندوق الكويتي للتنمية في تمويل مشروع معالجة مياه مصرف بحر البقر في مصر، أحد أكبر المشاريع من نوعه في العالم، ويهدف إلى معالجة أكثر من 5 ملايين متر مكعب من المياه يوميا لاستخدامها في ري الأراضي الزراعية في سيناء، ما يعزز الاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية، ويدعم التنمية الزراعية ويحد من التلوث البيئي.

وقد ساهم الصندوق في هذا المشروع الحيوي من خلال تقديم قرض ميسّر ضمن حزمة تمويل عربية مشتركة، مما يعكس التزامه المستمر بدعم المشاريع التنموية الاستراتيجية ذات الأثر المستدام في الدول الشقيقة، وتم تدشين المشروع في 27 سبتمبر 2021، محققا إنجازا غير مسبوق في نطاقه، وفي عام 2024 نال المشروع جائزة عبداللطيف يوسف الحمد كأفضل مشروع تنموي اقتصادي واجتماعي في الوطن العربي، لتثمين أثره على البيئة والمجتمع.

شراكات إنسانية مع الهيئات الأممية

كما واصل الصندوق دوره الإنساني الفاعل عبر تقديم دعم نوعي لعدد من مشاريع توفير المياه في مناطق الأزمات حول العالم، ففي عام 2016 خصص الصندوق حوالي 3 ملايين دولار لتوفير مياه الشرب للاجئين السوريين في لبنان، تلتها مساهمة مماثلة في عام 2019 بقيمة 3 ملايين دولار لدعم النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة.

كما موّل في عام 2022 مشروعا لمعالجة مياه الصرف الصحي في اليمن بقيمة 2.5 مليون دولار، وتأتي هذه المبادرات تجسيدا لنهج الكويت الإنساني الراسخ، وسعيها الدائم إلى التخفيف من معاناة المتضررين حول العالم.

أثر الصندوق وامتداده عالمياً

وإذ يواصل الصندوق جهوده، فإنه يضع نصب عينيه تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة – «ضمان توفر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة» – من خلال تبني التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتوسيع نطاق الشراكات مع المؤسسات الدولية.