
وسط أجواء من الود والاعتزاز، أقامت السفيرة الإندونيسية لدى الكويت، لينا ماريانا، مأدبة غداء في مقر إقامتها بمنطقة مشرف، تكريماً لأربع دبلوماسيات بارزات يغادرن البلاد بعد سنوات من العمل الدبلوماسي المميز، وشمل التكريم كلاً من السفيرة البريطانية بيليندا لويس، والسفيرة الكندية عليا مواني، والسفيرة الأميركية كارين ساساهارا، ورئيسة مكتب حلف الناتو في مركز التعاون الإقليمي نورا-إليز بيك.
وقالت السفيرة ماريانا، في كلمتها خلال الحفل، «إنه أكثر من مجرد وداع، إنه احتفاء بالعلاقات الإنسانية والمهنية التي بنيت على أساس الاحترام والتضامن وروح الأخوة»، ووصفت مغادرة زميلاتها الأربع بأنها «لحظة مرّة»، مشيدة بما وصفته بـ«قوة أربع سيدات تركن بصمة لا تُنسى في المشهد الدبلوماسي بالكويت».
من جانبها، أعربت السفيرة البريطانية، التي أنهت مهامها بعد فترة ركزت فيها على ملفات التعليم والأمن والتبادل الثقافي، عن امتنانها للدعم الذي وجدته من زميلاتها الدبلوماسيات، قائلة: «تعلمت الكثير منكن، وسآخذ معي شعور التضامن والقوة التي جمعتنا»، وأشارت إلى التحديات التي تواجه النساء في مواقع القيادة، مضيفة: «هناك أيام صعبة، لحظات تتساءلين فيها من يمكنك اللجوء إليه، لكن وجود من يستمع إليك دون حكم هو كنز لا يُقدّر بثمن».
أما السفيرة الكندية فعبرت عن امتنانها للسنوات الثلاث ونصف السنة التي قضتها في الكويت، وقالت: «هذه المجموعة ليست مجرد شبكة عمل، بل أخوّة حقيقية. كوني أماً وسفيرة لأول مرة، فإن كلمات بسيطة من زميلة مثل: لا بأس ألا تحضري كل الفعاليات، تعني الكثير».
من جهتها، سلطت نورا-إليز بيك، التي ترأست بعثة «الناتو» في الكويت، الضوء على تجربتها كامرأة في مجال الأمن، حيث قالت: «يسألونني كثيراً: كيف تقومين بعملك كامرأة في مجال الأمن؟ وردي دائماً هو: كيف يقوم به الرجال؟ هذا النوع من الأسئلة لا يُطرح عليهم أصلاً»، وأكدت أن الدعم الذي وجدته من زميلاتها في الكويت كان استثنائياً.
وتابعت: «لم أختبر تضامناً مهنياً بين النساء بهذا الشكل في أي مكان آخر، وآمل أن نتمكن من نقله إلى أماكن أخرى»، وختمت: «لقد كان عملي في الكويت بمنزلة درس استفدت منه للمرور بمراحل مختلفة، كما أنني قضيت سنوات عدة في هذا المجال في العديد من المجتمعات والدول المختلفة، ولكني لم أحصل على هذا النوع من الدعم الذي لقيته بالكويت».
ورغم غياب السفيرة الأميركية بسبب انشغالها بترتيبات المغادرة لكن زميلاتها حرصن على الإشادة بدورها القيادي وروحها الدافئة خلال فترة عملها في البلاد.
وفي ختام كلمتها، وجهت السفيرة الإندونيسية رسالة مؤثرة إلى الدبلوماسيات المغادرات: «رغم أن مهمتكن في الكويت أوشكت على النهاية فإن الأثر الذي تركتنه سيبقى حاضراً في الذاكرة الدبلوماسية للكويت».