
ارتفع الين الياباني خلال تعاملات اليوم الإثنين، في إشارة واضحة إلى توتر الأسواق، بعدما فقد الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا أغلبيته في مجلس الشيوخ، ما زاد من حالة عدم اليقين السياسي في رابع أكبر اقتصاد في العالم، وذلك بالتزامن مع اقتراب الموعد النهائي لمفاوضات الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصعد الين إلى 148.44 مقابل الدولار، مدعوما بإغلاق الأسواق اليابانية للعطلة وتحول العملة إلى ملاذ آمن.
كما ارتفع أمام اليورو إلى 172.64 وأمام الجنيه الإسترليني إلى 199.03، فيما تباينت العقود الآجلة لمؤشر نيكي بشكل طفيف، في ظل تقديرات بأن الأسواق قد استوعبت نتائج الانتخابات مسبقا.
وفشل حزب إيشيبا في الفوز بالأغلبية المطلوبة، ما يزيد من هشاشته بعد أن خسر السيطرة على مجلس النواب سابقا.
وبرغم تعهده بالبقاء في منصبه لإتمام مفاوضات التعرفة مع الولايات المتحدة، يرى محللون أن الاستقرار السياسي بات على المحك، خاصة مع تزايد الحديث داخل الحزب والمعارضة عن بديل محتمل.
ويرى خبراء أن الديناميكيات السياسية الجديدة قد تجبر الحكومة على اتخاذ خطوات توسعية ماليا، مثل خفض ضريبة الاستهلاك، ما قد يفاقم المخاوف بشأن العجز المالي.
لكن في المقابل، يشير بعض المحللين إلى أن اليابان كدائن صاف عالميا تملك أدوات لامتصاص أي صدمة في العوائد على المدى المتوسط.
وجاءت الانتخابات في توقيت حرج، إذ تحاول طوكيو التوصل إلى اتفاق تجاري مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل موعد نهائي في أول أغسطس لتفادي رسوم جمركية محتملة.
ومع تعهد واشنطن بفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول أغسطس، تصبح اليابان في سباق مع الزمن لتجنب المزيد من الضغوط الاقتصادية.
وبينما يرى البعض أن بقاء إيشيبا يضمن استمرارية المفاوضات، يعتبر آخرون أنه يغلق باب التغيير اللازم لتحقيق انفراجة.