
في خطوة أوروبية لزيادة مستوى التعاون مع الكويت في مختلف المجالات، تسلم وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أمس، رسالة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، كايا كالاس.
وكشف اليحيا، لـ «الجريدة»، أن الرسالة تتضمن اقتراحاً أوروبياً لعقد اتفاقيات شراكة استراتيجية ثنائية بين الكويت والاتحاد الأوروبي في عدد من المجالات، منها «الاقتصادي»، مشيراً إلى أن هذا الاقتراح سيخضع للدراسة من الجانب الكويتي.
وأضاف أنه سيتم توجيه الاقتراحات إلى الجهات ذات العلاقة في الكويت لإبداء الرأي، ومن ثم يتم اتخاذ القرار بشأنها، مؤكداً أن «مسودة الشراكات التي قدمت للكويت هي في مرحلتها الأولى، ونحن منفتحون على أي طرح للتعاون والشراكة بعد موافقة الجهات المعنية، ولن يتم بت الاقتراحات حتى ننتهي من جميع الإجراءات اللازمة من كل الجهات ذات الصلة بالموضوع».
وكان اليحيا استقبل، أمس، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الكويت آن كويستينين، حيث قامت بتسليم وزير الخارجية رسالة خطية من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس.
كما جرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة والتعاون الوثيقة التي تجمع بين الكويت والاتحاد الأوروبي، وبحث سبل تعزيز الشراكة القائمة بين الجانبين وتطويرها في مختلف المجالات.
بيان «الأوروبي»
وأشار بيان لـ«الأوروبي»، أمس، الى موافقة دول الاتحاد على بدء مفاوضات مع كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي ومنها الكويت، بهدف التوصل إلى اتفاقيات شراكة استراتيجية ثنائية.
وجاء في البيان: «وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتاريخ 18 يوليو على أن يبدأ الاتحاد المفاوضات مع كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي الست، بما في ذلك دولة الكويت، بهدف التوصل إلى اتفاقيات شراكة استراتيجية ثنائية، وتهدف هذه الاتفاقيات إلى توفير إطار طموح وعصري وشامل وفعّال للتعاون الثنائي، يتماشى مع الأولويات والأهداف المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وكل دولة من دول المجلس».
وأضاف: يأتي هذا القرار المهم ضمن جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز علاقاته مع شركائه في مجلس التعاون، كما ورد في «البيان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية مع الخليج» الصادر عام 2022. وقد تم التأكيد على هذا التوجّه خلال القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي التي عقدت في بروكسل أكتوبر 2024. وستُصاغ الاتفاقيات بشكل يتناسب مع خصوصية كل دولة من دول المجلس، وقد تشمل مجالات عديدة مثل السياسة الخارجية والأمن، والعدالة وتطبيق القانون، والتجارة والاستثمار، والطاقة والمناخ، والتحوّل الرقمي، والبيئة، والربط بين المنطقتين، والتعليم، والبحث والابتكار، والثقافة، وتعزيز التواصل بين الشعوب.
لحظة تاريخية للعلاقات
وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الكويت، وفق البيان، «نحن نعيش لحظة تاريخية في مسار العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والخليج، حيث يسعى الجانبان إلى تعميق الشراكة المتينة والموثوقة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، والارتقاء بها إلى آفاق جديدة. وفي هذا السياق، يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى بناء شراكة استراتيجية قوية وطموحة ومثمرة مع دولة الكويت لما فيه مصلحة دولنا وشعوبنا، وأنا متفائلة بأن تعزيز هذه العلاقات سيكون له أثر إيجابي أيضاً على السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، وأتطلع إلى الاجتماع الوزاري القادم بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، وكذلك منتدى الأعمال المشترك، اللذين ستستضيفهما الكويت في وقت لاحق من هذا العام».
وختم البيان: «يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى رد إيجابي من الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، بما فيها الكويت، وذلك من أجل الدخول في مفاوضات بشأن اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية، والتي ستعزز بشكل كبير العلاقات مع الشركاء في منطقة الخليج، بما في ذلك الكويت، كما تعتبر شراكات استراتيجية حقيقية، في مواجهة التحديات المشتركة بالاضافة إلى إمكانية الاستفادة من الفرص المشتركة في منطقة الشرق الأوسط والتي تنمو سريعا. ستكون اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية مكملة لأطر التعاون الأخرى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك المفاوضات الجارية بشأن اتفاقية التجارة الحرة الإقليمية».
وفي مجال آخر، تسلم وزير الخارجية، أمس، نسخة من أوراق اعتماد سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الكويت، يرجان إيليكييف، وذلك خلال اللقاء الذي تم في ديوان عام وزارة الخارجية.
وتمنى اليحيا للسفير الجديد التوفيق في مهام عمله، وللعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع البلدين الصديقين المزيد من التقدم والازدهار.