نموذج ذكاء اصطناعي يشخص بدقة 170 نوعاً من السرطان

نموذج ذكاء اصطناعي يشخص بدقة 170 نوعاً من السرطان

طوّر فريق بحثي ألماني نموذجاً متقدماً للذكاء الاصطناعي قادراً على تشخيص أكثر من 170 نوعاً مختلفاً من السرطان بدقة تفوق 97 في المائة.

وأوضح الباحثون من جامعة «برلين»، أن النموذج يعتمد على تحليل البصمة الوراثية للورم، وهي مجموعة من التعديلات الجينية التي تختلف بين أنواع الأورام، وتحدد خصائصها الفريدة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Nature Cancer».

تكمن أهمية تشخيص السرطان بناءً على تحليل البصمة الوراثية للورم في دقته العالية، وقدرته على تصنيف أنواع متعددة من المرض بسرعة تفوق الطرق التقليدية، وفقاً للفريق. ويسمح هذا التشخيص الجزيئي بتحديد الخصائص الفريدة لكل ورم، مما يمكّن الأطباء من اختيار العلاج الأنسب والموجَّه بدقة لكل حالة، خصوصاً في حالات الأورام النادرة، أو تلك التي يصعب أخذ عينات نسيجية منها.

وتُعد هذه التقنية طفرة في مجال تشخيص السرطان، إذ تمكّن من تحديد نوع الورم بدقة عالية؛ ما يسرّع في بدء العلاج المناسب، ويُحسّن فرص الشفاء، وجودة حياة المرضى. ووفقاً للباحثين، فإن النموذج الجديد للذكاء الاصطناعي يُسمى (crossNN)، وتم تدريبه باستخدام بيانات وراثية مستخلصة من أكثر من 8 آلاف ورم، واختُبر لاحقاً على أكثر من 5 آلاف حالة.

ويعتمد النموذج على تحليل عينات من الأنسجة أو سوائل الجسم لتحديد البصمة الجزيئية الخاصة بالتشخيص، بما في ذلك ما يُعرف بـ«الخزعة السائلة» التي تُستخدم في حالات أورام الدماغ. وتتيح هذه التقنية تشخيص الأورام دون الحاجة إلى عمليات جراحية مرهقة، مما يقلل المخاطر على المرضى، خصوصاً في الحالات المعقدة.

وحقق النموذج معدلات نجاح مذهلة في التمييز بين أنواع الأورام المختلفة، بما في ذلك الأورام النادرة التي يصعب تشخيصها باستخدام الأساليب التقليدية. وتمكن من تقديم تشخيص دقيق لأورام الدماغ بنسبة 99.1 في المائة، وهي نسبة تفوق دقة الحلول الحالية المعتمدة، بحسب الفريق.

كما نجح النموذج في التمييز بين أكثر من 170 نوعاً من الأورام في مختلف أعضاء الجسم، بدقة بلغت 97.8 في المائة، مما يجعله أداة واعدة في تشخيص سرطانات متعددة، بما فيها الأورام النادرة. وأشار الفريق إلى أن أهمية هذا الإنجاز تكمن في تمكين الأطباء من الحصول على تشخيص دقيق وسريع، مما يساعدهم على اختيار العلاجات الأنسب لكل مريض، بما في ذلك العلاجات الكيميائية والموجهة، وهو ما يزيد فرص الشفاء ويُقلل من المضاعفات.

وأضاف الباحثون أن النموذج لا يقتصر فقط على تقديم تشخيص دقيق، بل يتميز أيضاً بقابليته للتفسير، أي أن الأطباء يمكنهم فهم الأسس التي استند إليها في اتخاذ القرار، وهو ما يُعد ضرورياً لاعتماده بالممارسات الطبية اليومية. ويُخطط الباحثون لإجراء تجارب سريرية موسعة بعدة مراكز طبية ألمانية لاختبار فاعلية النموذج في الرعاية الصحية اليومية، بل وحتى أثناء إجراء العمليات الجراحية.