
عَدَّت دراسة برازيلية الجمع بين ممارسة التمارين البدنية وتناول مكملات «أوميغا-3» طريقة علاجية فعّالة يُمكنها أن تُخفف بشكل كبير من التهابات جذور الأسنان المزمنة.
وأوضح الباحثون من جامعة ولاية ساو باولو أن التدخلات النمطية البسيطة قد تلعب دوراً فعّالاً في الحد من التهابات الفم، لا سيما التهابات جذور الأسنان المزمنة، وهو ما يفتح الباب أمام علاجات تكميلية محتملة. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Scientific Reports».
وتنشأ التهابات جذور الأسنان نتيجة تسوس الأسنان غير المُعالج؛ حيث تتمكن البكتيريا من اختراق قناة الجذر والوصول إلى نهايته؛ ما يُسبب التهاباً في العظم المحيط بالسن.
وغالباً ما تبدأ هذه الحالة بشكل صامت دون أعراض واضحة، ما يجعل المريض غير مدرك لوجودها. ومع مرور الوقت، قد تؤدي إلى تآكل العظم الداعم للسن، مما يُسبب تحرك السن أو فقدانه. وفي بعض الحالات، قد تتطور إلى حالة حادة مصحوبة بألم شديد، وتورم، وتكوّن صديد.
وتكمن خطورة هذه الالتهابات أيضاً في ارتباطها بتأثيرات جهازية، إذ يمكن أن تؤثر في أمراض مثل السكري، وأمراض القلب والكلى، أو تتأثر بها.
وخلال الدراسة، أجرى الباحثون تجربة معملية على فئران مصابة بالتهابات مزمنة في جذور الأسنان، قُسمت إلى 3 مجموعات، الأولى لم تتلقَّ أي علاج، والثانية خضعت لتمارين سباحة يومية لمدة 30 يوماً، أما الثالثة فمارست تمارين السباحة وتناولت مكملات «أوميغا-3».
وأظهرت النتائج أن مجموعة التمارين فقط شهدت تحسناً في تنظيم الاستجابة المناعية وتقليل الالتهابات المزمنة في الجذور، في حين حققت المجموعة التي جمعت بين التمارين و«أوميغا-3» نتائج أفضل بكثير، تمثلت في انخفاض واضح في مؤشرات الالتهاب، وتراجع عدد الخلايا الآكلة للعظام، وزيادة نشاط الخلايا الليفية المسؤولة عن ترميم الأنسجة.
وكشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد للأسنان أن المجموعة الثالثة فقدت جزءاً أقل من عظم الفك الداعم للأسنان، مقارنة بالمجموعات الأخرى، ما يُشير إلى فاعلية العلاج المزدوج في الحفاظ على صحة الفم.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تُمثل دليلاً إضافياً على الدور الإيجابي لممارسة النشاط البدني، وتناول «أوميغا-3» في دعم الجهاز المناعي والصحة العامة. كما تُعزز أهمية اتباع نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني والتغذية السليمة، ليس فقط لتحسين اللياقة العامة، بل أيضاً للوقاية من أمراض الفم المزمنة التي قد تُهمَل رغم تأثيرها الواسع على الصحة.
وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُعد خطوة أولى تمهيدية نحو إجراء تجارب سريرية على البشر، للتحقق من فاعلية هذا العلاج المزدوج في حالات التهابات جذور الأسنان، ما قد يسهم مستقبلاً في تطوير بروتوكولات علاجية تكميلية تجمع بين الطب التقليدي وتعديلات نمط الحياة.