
توقع عاملون في القطاع الملاحي، زيادات جديدة في أسعار نوالين الشحن العالمية، في ظل تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
ويمثل مضيق هرمز، نحو خُمس الإمدادات النفطية العالمية، الأمر الذي قد يتسبب في أزمة طاقة عالمية حال إغلاقه.
قال محمد العرجاوي، ممثل غرفة الملاحة بجمارك الإسكندرية، إن الحرب الإيرانية الإسرائيلية ألقت بظلالها على سوق الشحن المحلي والعالمي، والقطاع اللوجيستي، نتيجة التوترات الجيوسياسية ومخاوف الملاحة والإبحار في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
أضاف لـ«البورصة»، أن التوترات الحالية ستسهم في ارتفاع أسعار نوالين الشحن بنسبة 100%، بالتوازي مع صعود سعر برميل النفط الذي قد يتجاوز حاجز الـ100 دولار حال استمرار الأوضاع الراهنة، في ظل تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.
أوضح العرجاوي، أن مضيق هرمز يُعد أحد أهم شرايين النفط في العالم، ويمر عبره نحو 20 مليون برميل يومياً من النفط ومشتقاته، ما يجعل أي محاولة لإغلاقه تؤثر بشكل مباشر على أسواق الطاقة وأسعار نوالين الشحن، في ظل تأثر سلاسل الإمداد الخاصة بمستلزمات الإنتاج للمصانع.
وأشار إلى أن التوترات في منطقة البحر الأحمر والتهديدات بغلق باب المندب من جانب الحوثيين، ستدفع شركات الشحن إلى إعادة توجيه الحركة الملاحية إلى موانئ دمياط وبورسعيد على ساحل البحر المتوسط، تفادياً للاستهدافات.
أكد العرجاوي، ضرورة أن تتخذ الحكومة قراراً بإنشاء مراكز لوجستية لتخزين كميات احتياطية من مستلزمات الإنتاج لكافة المصانع، حتى لا يتم تحميل الزيادات المتوقعة في أسعار نوالين الشحن على تكاليف التشغيل.
فتحي: بعض سفن خط «إم إس سي» حولت وجهتها إلى ميناء بورسعيد
من جانبه، قال إيهاب فتحي، ممثل الخط الملاحي السويسري «إم إس سي»، إن الأوضاع الحالية تشكل تهديداً مباشراً لحركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر، خاصة مع تصاعد التهديدات بإغلاق باب المندب، إلى جانب التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز.
أضاف أن استمرار تلك الأوضاع سيدفع أسعار نوالين الشحن لزيادات قد تتجاوز 80% خلال الربع الثالث من 2025، حال إغلاق مضيق هرمز، الذي يعد أكبر مصدر للإمدادات البترولية عالمياً، مما يهدد بحدوث أزمة طاقة كبرى، بالإضافة إلى تعطل حركة الملاحة وتأثير ذلك على سلاسل الإمداد لمنطقة الشرق الأوسط.
أوضح فتحي، أن الخط الملاحي السويسري، قرر استمرار تعليق عودة السفن إلى منطقة البحر الأحمر في ظل تفاقم الأوضاع الجيوسياسية والمخاوف من استهداف السفن التجارية مجدداً من الجانب اليمني، مع تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل.
وأشار إلى أن بعض السفن التابعة والتي كانت في طريقها إلى ميناء أسدود ، قامت بتحويل وجهتها إلى ميناء بورسعيد لحين تقييم الموقف، سواء بعودة الاستقرار واستئناف الرحلات أو بإعادة الشحنات إلى بلد المورد.
قال عادل اللمعي رئيس غرفة ملاحة بورسعيد، إن اندلاع الحرب الإيرانية لن يكون له تأثير مباشر على منطقة البحر الأحمر إلا إذا امتدت الصراعات لدول أخرى.
وأوضح أن الخطوط الملاحية تتأهب للعودة لمنطقة البحر الأحمر تدريجيا فى ظل التخفيضات التي منحتها قناة السويس بنسبة 15% الشهر الماضي.