
في اليوم الرابع للهجوم.. الجيش الاسرائيلي يستهدف منصات إطلاق صواريخ أرض أرض في وسط إيران.. وطهران تواصل الردود الصاروخية
طهران ـ (أ ف ب) – صعّدت إسرائيل هجماتها الدامية على إيران في اليوم الرابع للهجوم واستهداف منصات إطلاق صواريخ أرض أرض في وسط إيران ومدينة مشهد في شمال البلاد ومواقع عسكرية في الغرب، فيما ردت طهران بإطلاق موجة صواريخ جديدة على الدولة العبرية أصابت عدة مواقع وخلفت جرحى.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ناداف شوشاني على اكس “الجيش الإسرائيلي يضرب حاليا مواقع صواريخ أرض أرض في وسط إيران”، مضيفا “نحن نعمل ضد هذا التهديد في سمائنا وأيضا في السماء الإيرانية”.
في اليوم الثالث من الهجوم الإسرائيلي، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل إيران تدفع “ثمنا باهظا جدا” بعد مقتل مدنيين جراء صواريخ بالستية أطلقتها إيران في إطار ردها وأصابت مناطق مأهولة بالسكان ودمرت مبانٍ.
في إيران، أعلنت وزارة الصحة أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 224 شخصا على الأقل منذ الجمعة وإصابة أكثر من ألف آخرين.
الأحد، استهدفت ضربة مبنى سكنيا في وسط طهران، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وفق ما أوردت وسائل إعلام إيرانية.
وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس بأن انفجارات قوية هزّت المنطقة مرتين على الأقل، بفارق دقائق، ما أدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود في السماء، مضيفا أن أعدادا كبيرة من السكان هرعت إلى موقع الانفجار قرب وزارة الاتصالات.
ومن أجل حماية السكان، أعلنت الحكومة الإيرانية أنّه سيتم تجهيز المساجد ومحطات المترو والمدارس لاستخدامها كملاجئ اعتبارا من مساء الأحد.
– “رد مدمر” –
في إسرائيل، دوت صفارات الإنذار في مناطق مختلفة بعد الظهر وفي الليل، ودعا الجيش السكان إلى لزوم الملاجئ مؤقتا.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في القدس ما لا يقل عن عشرة صواريخ في السماء مساء الأحد، قبل أن يسمعوا انفجارات عنيفة.
وقال الجيش إن صواريخ أصابت عدة مناطق، فيما أفاد الإطفاء بتضرر مبنى سكني على الساحل. وأصيب إجمالا ثمانية أشخاص بحسب الإسعاف.
ونشر جهاز “نجمة داوود الحمراء” للإسعاف لقطات لفرقه المنتشرة في مدينة حيفا الساحلية، تظهر سيارات مشتعلة ومبنى سكنيا تضررت واجهته بسبب سقوط صاروخ.
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية منذ الجمعة عن مقتل 13 شخصا وإصابة 380 آخرين في إسرائيل، بحسب الإسعاف.
أطلقت إسرائيل حملة هجماتها واسعة النطاق على إيران الجمعة، مستهدفة خصوصا مواقع عسكرية ونووية، بهدف معلن هو منعها من تطوير أسلحة نووية، وهي مسألة لطالما نفتها طهران مؤكدة حقها في برنامج نووي سلمي.
وبعد عقود من الحروب بالوكالة والعمليات المحدودة، تتصادم الدولتان العدوتان في الشرق الأوسط لأول مرة عسكريا بشكل مباشرة بهذه الشدة.
وتوعدت إيران الأحد بـ”رد مدمر” على الهجمات الإسرائيلية، قائلة على لسان متحدث عسكري إن إسرائيل ستصبح قريبا “غير صالحة للسكن”.
– على بعد 2300 كلم من إسرائيل –
أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد قصف مطار مدينة مشهد في شمال شرق إيران الذي يبعد نحو 2300 كلم عن إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه الضربة هي الأبعد على الأراضي الإيرانية منذ الجمعة.
كما أكد الجيش الإسرائيلي أنه ضرب “عشرات” منشآت الصواريخ أرض-أرض في غرب إيران.
وأعلن نتنياهو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية، أن إسرائيل “دمرت المنشأة الرئيسية” في موقع نطنز النووي في وسط إيران.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن الضربات على إيران قد تؤدي إلى تغيير في قيادة البلاد، مضيفا “من المؤكد أن هذه قد تكون النتيجة لأن النظام الإيراني ضعيف للغاية”.
من جانبها، أعلنت إيران الأحد مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري، وذلك عقب مقتل اثنين من أعلى ضباط البلاد وتسعة علماء في البرنامج النووي الجمعة.
وتعرضت عشرات الأهداف في العاصمة طهران للاستهداف، من بينها مواقع ذات صلة بالمجال النووي ومستودعين للوقود.
وأغلقت معظم المتاجر أبوابها الأحد، بينما اصطفت طوابير طويلة من السيارات في اتجاه مخارج طهران.
وقالت فرزانة، وهي ربة منزل تبلغ 56 عاما، وكانت متجهة إلى شمال إيران، “لم نستطع النوم منذ الجمعة بسبب دوي الانفجارات المروع. اليوم، أصابت الانفجارات منزلا في زقاقنا، وكنا خائفين للغاية. لذلك قررنا مغادرة طهران”.
في المقابل، قررت شوكوه رزازى البالغة 31 عاما البقاء، قائلة “لدي ثقة في بلدي ولا أعتقد أن أي شيء سيئ سيحدث”.
– “لم يتبق شيء” –
على بعد أكثر من 1500 كيلومتر، تسبب وابل من الصواريخ الإيرانية في الليلة السابقة في دمار في بات يام في جنوب تل أبيب، ومدينة طمرة في الشمال.
وقالت يفجينيا دودكا وهي من سكان بات يام “لم يتبق شيء، لم يعد هناك منازل، انطلق الإنذار فدخلنا الملجأ. وفجأة، امتلأ الملجأ بالغبار، وعندها أدركنا أن كارثة قد وقعت”.
خلال تفقده موقع سقوط صاروخ على مبنى سكني في بات يام، توعّد نتانياهو إيران بدفع “ثمن باهظ جدا مقابل القتل العمد للمدنيين النساء والأطفال”.
أميركيا، دعا الرئيس دونالد ترامب الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية الى “إبرام تسوية”.
وفي مقابلة مع شبكة “ايه بي سي”، قال ترامب إنّه “منفتح” على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع، مضيفا أن واشنطن “من الممكن أن تنخرط” في النزاع لكنها “ليست منخرطة” حاليا.
وجاء ذلك فيما أفاد مسؤول أميركي كبير وكالة فرانس برس بأن ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وصرّح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته “اكتشفنا أن الإسرائيليين لديهم خطط لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني. عارضها الرئيس ترامب، وقلنا للإسرائيليين ألا يقدموا على ذلك”.
لكن إيران أبلغت قطر وسلطنة عمان اللتين تقومان بدور الوسيط، بأنها “لن تتفاوض في ظل الهجوم” الإسرائيلي، وفق ما أفاد مسؤول مطلع على المحادثات.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه “أبلغ الإيرانيون الوسطاء القطريين والعمانيين بأنهم لن يجروا مفاوضات جادة إلا بعد أن تستكمل إيران ردها على الضربات الإسرائيلية”.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: