
شهدت منطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة واقعة مأساوية، بعدما أقدمت طالبة جامعية تبلغ من العمر 23 عامًا على إنهاء حياتها بالقفز من شرفة شقة أسرتها بالطابق الثالث، في مشهد صادم هزّ مشاعر الأهالي، وذلك عقب مشادة كلامية نشبت بينها وبين والدتها بسبب خلاف مادي. وفقًا لما كشفت عنه التحريات الأولية التي أجراها فريق من رجال المباحث، فإن الفتاة كانت تعاني من اضطرابات نفسية خلال الفترة الأخيرة، وكانت تخضع للعلاج تحت إشراف طبيب نفسي، وتحرص على المتابعة الدورية معه. وفي يوم الواقعة، طلبت من والدتها مبلغًا ماليًا لتتمكن من الذهاب إلى موعدها الطبي، إلا أن الأم أخبرتها بعدم قدرتها على توفير المبلغ في ذلك التوقيت، ما أدى إلى تصاعد النقاش بينهما وتحوله إلى خلاف حاد.وخلال لحظات، توجهت الفتاة إلى “بلكونة” الشقة وقفزت منها، لتسقط على الأرض جثة هامدة أمام أعين جيران العقار الذين هرعوا على الفور لإبلاغ الشرطة والإسعاف، لكن الموت كان أسرع من أي محاولة إنقاذ.أجهزة الأمن انتقلت فورًا إلى مكان البلاغ، وتم فرض كردون أمني بمحيط العقار، كما أجرت النيابة العامة معاينة أولية لموقع الحادث، وجرى نقل الجثمان إلى مشرحة أحد المستشفيات القريبة تحت تصرف جهات التحقيق.من جانبها، قررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان السبب الدقيق للوفاة، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، كما استمعت لأقوال أفراد الأسرة، وفي مقدمتهم الأم، التي دخلت في حالة انهيار تام عقب الحادث.وتواصل جهات التحقيق فحص الملابسات المحيطة بالحادث، للوقوف على أسبابه النفسية والاجتماعية، فيما سادت حالة من الحزن بين سكان المنطقة وزملاء الفتاة الذين عبّروا عن صدمتهم مما جرى، مؤكدين أنها كانت طيبة الخلق وهادئة الطباع، لكنها بدت خلال الفترة الأخيرة شاردة ومتقلبة المزاج.يحذر موقع «مصر تايمز» من مخاطر الانتحار، وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال عدة جهات توفر خطوطًا ساخنة لمساعدة من يواجهون مشاكل نفسية أو أفكارًا انتحارية. من أبرز هذه الجهات، الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة والسكان، التي توفر خدمات الاستشارة والدعم النفسي على مدار الساعة عبر الأرقام: 08008880700 و0220816831. كما تؤكد دار الإفتاء على خطورة وإثم الانتحار، محذرة من عواقبه الدينية والاجتماعية.