ما الذي يُخيف أردوغان من الحرب على إيران؟ ولماذا أعلن زيادة إنتاج الصواريخ؟ وكيف ربط مصير بلاده بهذه العواصم؟.. مزحة مُواجهة تركيا في نهائي الحرب التي طالت مصر أيضًا!.. أنقرة تخسر اقتصاديًّا وقواعد واشنطن لديها هدف كيف؟

ما الذي يُخيف أردوغان من الحرب على إيران؟ ولماذا أعلن زيادة إنتاج الصواريخ؟ وكيف ربط مصير بلاده بهذه العواصم؟.. مزحة مُواجهة تركيا في نهائي الحرب التي طالت مصر أيضًا!.. أنقرة تخسر اقتصاديًّا وقواعد واشنطن لديها هدف كيف؟

ما الذي يُخيف أردوغان من الحرب على إيران؟ ولماذا أعلن زيادة إنتاج الصواريخ؟ وكيف ربط مصير بلاده بهذه العواصم؟.. مزحة مُواجهة تركيا في نهائي الحرب التي طالت مصر أيضًا!.. أنقرة تخسر اقتصاديًّا وقواعد واشنطن لديها هدف كيف؟

 
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

يُدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يبدو، المخاطر التي ستترتّب على بلاده، حال سُقوط الدولة الإيرانية، فيُعزّر الأخير تصريحاته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويؤكد أنه أكبر عائق أمام السّلام الإقليمي.

يذهب أردوغان بشكلٍ لافت، نحو التأكيد على انتصار الشعب الإيراني، وأن إسرائيل لن تحقق أهدافها من الحرب.

وتفاءل الرئيس التركي بأنّ النصر سيكون حليف إيران، وإسرائيل لن تحقق أهدافها من الحرب التي بدأت بها بضرب مواقع عسكرية ونووية إيرانية.

وأضاف أردوغان أن هتلر قبل 90 عامًا قام بإشعال الحرب العالمية الثانية، واليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستمر في الطريق نفسه، ويحاول إشعال الحرب العالمية الثالثة.

وبصريح العبارة، يربط أردوغان مصير بلاده بمصير طهران، ودمشق، وبغداد، وغزة، والقدس، ويدعو الجميع إلى عدم تصديق كلام نتنياهو المسموم المُغلّف بحُزمة من الإطراءات، وهذه ليست المرة الأولى التي يُهاجم فيها أردوغان، نتنياهو، ولكن هذه المرة الأولى التي يقول فيها إن مصير بلاده، ليس مُنفصلًا عن طهران، ودمشق، وبغداد، والقدس، ما يطرح تساؤلات حول خطوات تركية عملية، للوقوف أمام “تفاقم الحرب” وتحوّلها لصراع أوسع، وهو التوصيف الذي استخدمه وزير خارجيّته هاكان فيدان، داعيًا الدول الإسلامية الوقوف إلى جانب إيران ضد إسرائيل.

ونتيجة الحرب الحاليّة، تعهّد أردوغان فيما يبدو أنه خطوات عملية، بزيادة إنتاج الصواريخ المتوسّطة والبعيدة المدى لتعزيز الردع، وسط تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران ومخاوف من سباق تسلّح إقليمي، وحذّر من أن استمرار النزاع يهدد أمن الطاقة في تركيا، داعيًا إلى استئناف المفاوضات النووية مع طهران عبر وساطة تركية.

لكنّ أردوغان أقرّ أيضًا بأنّ هذا التقدّم الصّاروخي لا يزال بحاجة إلى جهود متواصلة لتحقيق “الردع الكامل”.

وفيما كان حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دولت بهتشلي زعيم الحركة القومية، يحذر من أن بلاده ستكون بعد إيران، كان الإعلامي الإسرائيلي إيال بيركوفيتش يؤكد أن تل أبيب ستواجه أنقرة في النهائي بعد “الانتصار على إيران في نصف النهائي”،

وهو التصريح الذي عاد ووصفه بـ”المزحة”، وقال قلت تركيا. كان بإمكاني أن أقول مصر أيضًا، كان بإمكاني أن أقول أي دولة أخرى”، ويبدو أن الإعلامي المذكور يسخر من الدول المذكورة بشكل أو بآخر، ويتحدّث عما يجول في خاطر القيادة السياسية والعسكرية في الكيان.

إسرائيل بكُل الأحوال لن تقبل بوجود دولة إسلامية قوية مسلحة، والعين على إيران، وتركيا، وباكستان.

وكانت أعربت وزارة الخارجية التركية عن أملها في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب- والمتعاونين معه “بشكلٍ عادل”.

ويبدو أنّ المخاوف السياسية التركية من الحرب الإيرانية- الإسرائيلية، تمتد للاقتصادية، التي ألقت بظلالها على الاقتصاد التركي، حيث تراجع السياحة وارتفاع كُلفة استيراد المحروقات، أما الآثار غير المباشرة فتتركز في ارتفاع تكاليف الإنتاج وزيادة الأعباء على الصادرات وتراجع الاستثمارات، فيما تسعى السلطات التركية إلى تعويض تراجع نسبة النمو من 4.5% عام 2023 إلى 3.2% العام الماضي، وتخفيض نسبة التضخم التي تناهز 38% والتي أضرت بجميع المؤشرات الاقتصادية.

وفي حال دخول واشنطن إلى جانب تل أبيب في حربها على طهران، قد تكون القواعد الأمريكية المتمثلة في تركيا بقاعدة “إنجرليك”، الواقعة قرب مدينة أضنة جنوبي تركيا عُرضةً للاستهداف الإيراني، والوجود العسكري الأميركي في تركيا لا يقتصر على تلك القاعدة الجوية، فثمة قواعد عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، تنشط فيها قوات أميركية بحُكم التحالف.

ولا تنظر إسرائيل بعين الرضا على تعاظم النفوذ التركي في سورية بعد سُقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وهو عامل يعد تهديدًا لها، ووجّهت رسائل بالنار للحكومة السورية الانتقالية، عبر احتلال مناطق واسعة في الجنوب السوري، وقصف قواعد ووصل الأمر إلى قصف محيط القصر الرئاسي في دمشق.

وعلى الرغم من المُحادثات التقنية بين إسرائيل وتركيا، بهدف خفض التصعيد وتفادي أيّ احتكاك مباشر في سوريا، فإن المخاوف بينهما تبقى هي العنوان الأبرز، حيث إسرائيل تسعى إلى فرض شروط صارمة في جنوب سوريا، من خلال نزع السلاح ومنع التحرك العسكري للحكومة الجديدة، فضلاً عن منع أنقرة من التمركز عسكرياً في هذا البلد، فما الذي يمنعها لاحقًا من تهديد أنقرة في عُقر دارها، كما فعلت غدرًا مع إيران، بعد إضعاف حلفائها (حزب الله- اليمن)، وإسقاطهم في محور المقاومة (سورية الأسد)؟!

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: