
صرَّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي»، (الثلاثاء) بأنه أجرى محادثات مثمرة مع الرئيس دونالد ترمب حول الذكاء الاصطناعي، وأشاد بفهمه للأهمية الجيوسياسية والاقتصادية لهذه التكنولوجيا، كما كتبت ناتالي روشا (*).
وأدلى ألتمان، البالغ من العمر 40 عاماً، بتصريحاته حول ترمب خلال مقابلة مباشرة في سان فرانسيسكو مع بودكاست «هارد فورك» التقني من صحيفة «نيويورك تايمز».
الذكاء الاصطناعي:آفاق ومخاوف
خلال المحادثة التي استمرت 30 دقيقة، ناقش ألتمان وبراد لايتكاب، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، واستقطاب مارك زوكربيرغ، مؤسس «ميتا» للمواهب التكنولوجية، والمخاوف التنظيمية والسلامة بشأن هذه التكنولوجيا سريعة التطور والقوية.
وفيما يلي بعض النقاط المستفادة من الحوار:
حول الرئيس ترمب. حرص ألتمان على بناء علاقة مع ترمب. في اليوم التالي لتنصيب الرئيس في يناير (كانون الثاني)، وقف ألتمان خلف ترمب في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض، حيث أعلن عن صفقة بقيمة 100 مليار دولار لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، التي تُسمى «ستارغيت»، بدعم من «أوبن إيه آي» و«سوفت بنك» و«أوراكل»، ووصفها ترمب بأنها «أكبر مشروع بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في التاريخ حتى الآن». وقال ألتمان إن ترمب يُدرك أهمية الذكاء الاصطناعي و«إمكانية التحول الاقتصادي، وأهميته الجيوسياسية، والحاجة إلى بناء بنية تحتية ضخمة».
تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الوظائف
* كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟ لطالما سادت المخاوف بشأن إمكانية استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر في الوظائف. وقد ظهرت أخيراً دلائل على أن بعض أصحاب العمل قد بدأوا في استخدام الذكاء الاصطناعي في الوظائف المبتدئة بدلاً من توظيف الخريجين الشباب.
وأكد لايتكاب أنه يتفق مع التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيُغير الوظائف. وقال: «أعتقد أنه سيكون هناك نوع من التغيير. أعتقد أنه أمر لا مفر منه. أعتقد أنه في كل مرة يحدث فيها تحول في المنصة، يحدث تغير في سوق العمل».
وأضاف ألتمان من جهته أن التاريخ يشير إلى أن الأدوات الأفضل – في هذه الحالة، الذكاء الاصطناعي – ستؤدي إلى كفاءة أكبر وحياة أكثر ثراءً للناس.
التنظيم والسلامة
* ما هي المخاوف التنظيمية، ونامين السلامة؟ أكد ألتمان على ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي، لكنه قال إنه سيكون من الصعب تقديم الخدمات إذا اختلفت اللوائح (القانونية) من ولاية لأخرى.
وأضاف: «مع ازدياد قوة هذه الأنظمة، من الواضح أننا بحاجة إلى شيء ما. وأعتقد أن هناك شيئاً يتعلق بالقدرات المحفوفة بالمخاطر، ويفضل أن يكون قابلاً للتكيف، وليس كقانون يصمد 100 عام».
وتضيف تعليقاته إلى ما يدور من نقاشات حول كيفية تعامل الحكومات مع الذكاء الاصطناعي. إذ وخلال إدارة الرئيس السابق بايدن، أعرب ألتمان وغيره من المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا عن إيمانهم بتنظيم الذكاء الاصطناعي، على الرغم من عدم إصدار أي قوانين.
أما الرئيس ترمب فقد اتخذ موقفاً أكثر مرونة تجاه إمكانية تنظيم هذه التكنولوجيا. وقد أدرج المشرعون أخيراً حظراً لمدة 10 سنوات على تنظيم الذكاء الاصطناعي في مشروع قانون السياسة الداخلية لترمب.
قال ألتمان: «لقد أصبحتُ أكثر تفاؤلاً بعض الشيء، صحيحٌ أن وصفي بالتشاؤم ليس الوصف المناسب، لكن الأمر يتعلق بقدرة صانعي السياسات على مواكبة سرعة التكنولوجيا».
صراع لكسب المواهب
* ماذا عن الصراع على مواهب الذكاء الاصطناعي؟ شهد وادي السيليكون في الأسابيع الأخيرة اندهاشاً كبيراً من إنفاق شركة ميتا، المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب»، مبالغ طائلة لتوظيف مواهب الذكاء الاصطناعي.
وقد توجّه زوكربيرغ لاستثمار «ميتا» مبلغ 14.3 مليار دولار في شركة Scale AI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وعيّن رئيسها التنفيذي، ألكسندر وانغ، البالغ من العمر 28 عاماً، للانضمام إلى مختبر جديد يسعى إلى تطوير «الذكاء الخارق superintelligence »، وهو شكل نظري قوي من الذكاء الاصطناعي قد يتجاوز قدرات الدماغ البشري. كما عرض زوكربيرغ رواتب بملايين الدولارات لجذب خبراء تقنيين آخرين إلى «ميتا».
في مقابلة مع برنامج «هارد فورك»، بدا ألتمان غير منزعج من المنافسة. وعندما سُئل لايتكاب عما إذا كان يعتقد أن زوكربيرغ يعتقد حقاً أن ميتا ستطور «ذكاءً خارقاً» أم أنها مجرد تكتيك توظيف، أجاب لايتكاب: «أعتقد أنه – أي زوكربيرغ – يعتقد بأنه يتمتع بذكاء خارق».
العلاقة مع «مايكروسوفت»
* هل هناك توتر مع «مايكروسوفت»؟ تُعدّ «مايكروسوفت» أكبر مستثمر في «أوبن إيه آي»، حيث تضخّ مليارات الدولارات في شركة الذكاء الاصطناعي. ولكن ظهرت تقارير منذ العام الماضي تُشير إلى توتر العلاقة بين الشركتين.
وقال ألتمان رداً على أسئلة حول العلاقة: «هل تُصدّقون ذلك عندما تقرأون هذه الأمور؟»، وأضاف أنه أجرى «مكالمة رائعة» مع ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، يوم الاثنين، وأنهما ناقشا مستقبل عملهما معاً. وأضاف ألتمان: «من البديهي أن أي شراكة عميقة تنطوي على نقاط توتر، ونحن نواجهها بالتأكيد. ولكن بشكل عام، كان الأمر رائعاً لكلتا الشركتين».
* خدمة «نيويورك تايمز».