ضغوط عالمية على “المعدن الأحمر” تدفع مصاهر النحاس الصينية لزيادة صادراتها – وطني

ضغوط عالمية على “المعدن الأحمر” تدفع مصاهر النحاس الصينية لزيادة صادراتها – وطني

يشهد سوق النحاس العالمي ضغوطاً عالمية غير مسبوقة في ظل شعور المتداولين بسرعة نفاد المخزونات، وردود فعل المصاهر الصينية التي زادت من عجلة إنتاجها لتلبية النقص، وظهور شبح الرسوم الأمريكية المحتملة، واحتمالات حدوث أزمة سعرية في مراكز الصهر.

“مصاهر النحاس” هي المنشآت التي تقوم بصهر خام النحاس وتحويله إلى معدن النحاس النقي وهذه العملية تتضمن تسخين الخام إلى درجات حرارة عالية جدًا لإذابة النحاس وفصله عن الشوائب.

وتقول وكالة (بلومبيرج) إن شركات صهر النحاس الصينية كثفت من جهودها لزيادة الإنتاج والتصدير للخارج، في محاولة منها لتغطية مراكز البيع على المكشوف في “بورصة لندن للمعادن.

وذكرت مصادر لـ”بلومبيرج” إن هناك ما لا يقل عن 30 ألف طن من النحاس من المقرر خروجها من مصاهر صينية، مثل “جيانجتش للنحاس”، ومجموعة “تونجليند” للمعادن غير الثمينة، في طريقها إلى مستودعات “بورصة لندن للمعادن” في آسيا، خلال الأسابيع المقبلة.

وقالت مصادر وثيقة الصلة بالصناعة، إن نحو 10 مراكز صهر صينية تستعد لتسليم ما بين 40- 50 ألف طن من النحاس إلى مخزونات “بورصة لندن للمعادن”.

وشرعت معامل تكرير النحاس الصينية في التحوط بشأن تكلفة الخامات المكررة لحماية نفسها من حدوث تقلبات كبيرة في الأسعار، لكن التراجع الكبير قد يقود إلى خسائر حال عدم تسليم المعدن المادي في الوقت المتفق عليه.

وأشارت الوكالة إلى أنه مع تسرب أنباء قرب نزول صادرات المصاهر الصينية إلى الأسواق، تراجعت علاوة العقد الفوري للنحاس على العقود الآجلة لمدة ثلاثة أشهر إلى 94 دولاراً أمس الأربعاء، بعد أن كانت 280 دولاراً يوم الاثنين.

وأكثر من 20 شركة إنتاج نحاس صينية مدرجة حالياً في “بورصة لندن للمعادن”، وبلغ حصة النحاس المصنع في الصين داخل مخزون البورصة 43 في المائة في مايو، مسجلاً 30 ألفاً و825 طناً، مقابل 59 ألفاً و725 طناً في أبريل.
وكانت علاوة عقود النحاس المسجلة يوم الاثنين هي أعلى مستوى لها منذ الطفرة التي حققتها في 2021، ما دفع السوق إلى واحدة من أعمق حالة تراجع شهدتها الأسواق في التاريخ.

وعادة ما تحدث التراجعات عندما يتفوق السعر في التعاملات الفورية ويصبح أعلى من العقود الآجلة، بما يؤشر إلى ضغوط يتعرض لها كمية المعروض في الأسواق.
في المقابل، هبطت المخزونات المهيأة للشحن في “بورصة لندن للمعادن” بنحو 80 في المائة خلال العام الجاري، لتسجل أقل من مستوى استخدام النحاس عالمياً في يوم واحد فقط.

وتحت وطأة السباق العالمي لنقل النحاس إلى الولايات المتحدة قبل فرض تعريفات جمركية محتملة عليه، والفجوة الكبيرة التي تزيد على 1000 دولار في الطن بين السعر في الولايات المتحدة وأسعار النحاس في “بورصة لندن للمعادن”، تفاقم النقص الحاد في مخزونات المعدن الأحمر بالأسواق.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر، في فبراير الماضي، أمراً لوزارة التجارة بإجراء تحقيق بشأن مدى الحاجة لفرض رسوم جمركية على النحاس، ومن المقرر أن يخرج التقرير في غضون 270 يوماً.

وقد تسبب ذلك في زيادة هائلة في عمليات شحن المعدن الأحمر إلى داخل أسواق الولايات المتحدة، نظراً لاندفاع المتداولين والتجار لاستباق أي قيود تجارية مرتقبة.

وقد قفزت واردات النحاس المكرر إلى الولايات المتحدة لتزيد على 200 ألف طن في أبريل، محققاً أعلى مستوى له على مدار عشر سنوات.

من جانبها، طبقت “بورصة لندن للمعادن” الأسبوع الماضي معايير صارمة لمواجهة عوامل الهبوط المدفوعة بامتلاك متعاملين وتجار أفراد لمراكز متقدمة وضخمة في السوق خلال الشهر السابق. وقد اتُخذت تدابير مماثلة في سوق الألومنيوم، إذ طلبت السوق من “مجموعة ميركوريا للطاقة” إعادة تمويل مركز رئيسي بسعر فائدة أقصى للحيلولة دون حدوث زيادات حادة في الأسعار على الأجل القريب.

وكانت عقود النحاس تسليم سبتمبر في البورصة الأمريكية أعلى لتصل إلى 4.93 دولار أمريكي للرطل، كما لامست العقود الآجلة تسليم ديسمبر مستوى 5 دولارات للرطل.