
ما هو السّبب الحقيقي لعدم قُدرة ترامب على اغتيال خامنئي وما الذي يمنع “العرب” من التورّط ضد إيران؟.. نتنياهو يُعلن نهاية خطر “القومية العربية” فمن وضع مكانها ولترامب مصلحة شخصية في ضرب نووي طهران فما هي؟
عمان – “رأي اليوم” – خالد الجيوسي:
تتحضّر إيران فيما يبدو لهُجوم إسرائيلي، قد يتجدّد بعد الهدنة التي تبدو “هشّة” وجاءت بعد حرب الـ12 يومًا، حيث حذّر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وحيد أحمدي، من مؤشرات على استعداد الاحتلال الإسرائيلي لشنّ هجوم جديد على إيران، ولافت أن التحذير لفت إلى أن الهجوم سيكون مدعومًا بإمدادات عسكرية غربية، في مقدمتها دعم الولايات المتحدة الأمريكية.
تُطرح تساؤلات فيما إذا كانت إسرائيل اندفعت نحو الهدنة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتحضير لهجوم أكبر، في ظل عجز القبب الحديدية، عن صد الصواريخ الإيرانية الباليستية، التي ضربت البنية التحتية، وشرّدت المُحتل الإسرائيلي، وأبقته بلا منازل.
الكاتب الإسرائيلي في صحيفة “معاريف” العبرية ران أديليست أقر من جهته بالنصر الإيراني، وقال إن “إسرائيل كانت ترغب بلا شك بالتوصّل لاتفاق مع الإيرانيين، وأفترض أننا سنفهم قريبًا ما الذي أصابها، لأن الصواريخ التي سقطت على تل أبيب وضواحيها، وخلّفت وراءها دمارا في الأحياء، تقضي على الشعور بالنصر، وتعرض ائتلاف اليمين للخرط، وربما الخوف من دخول حزب الله بمئات الصواريخ”.
ولا تُبدي إيران أي خشية من الهجوم الإسرائيلي حال تجدّده، حيث أكد البرلماني الإيراني استعداد بلاده لعدوان جديد”، ومُعلنًا أن بلاده “في كامل الجهوزية لمواجهة أي هجوم محتمل، وسترد هذه المرة بإمكانات دفاعية وهجومية جديدة ومتطورة”.
وتتأكّد الشكوك حول عدم تدمير الهجوم الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية، على عكس ما قاله ترامب الذي قال إن العملية “قضت تمامًا وكاملة” على البرنامج النووي الإيراني، حيث كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أنّ الولايات المتحدة حصلت على اتصالات هاتفية تم اعتراضها بين كبار المسؤولين الإيرانيين، أثناء مناقشتهم للضربات العسكرية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن أربعة أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية السرية المتداولة داخل الحكومة الأمركية، أن الإيرانيون قالوا خلال المكالمة الهاتفية إن الهجوم كان أقل تدميرا مما توقعوا، وتضمن الاتصال تكهنات مسؤولين حكوميين إيرانيين حول سبب عدم كون الضربات التي وجهها الرئيس دونالد ترامب مدمرة وواسعة النطاق كما توقّعوا.
وفي حين تباهى الرئيس الأمريكي بتجنيب المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي موتة بشعة ومهينة، يبدو أن ذلك التباهي ليس واقعيًّا تمامًا، ويعود لمخاوف أمريكية حال الإقدام على اغتيال الخامنئي، فرئيس المخابرات الأمريكية الأسبق ديفيد بتريوس قال إن رفض دونالد ترامب التوجّه الإسرائيلي باغتيال المرشد علي خامنئي سببه حالة عدم اليقين بشأن السلاح ونوعية المقاتلين في إيران وحولها.
أوضح: “كنت قائدا عسكريا في العراق عندما تورطت إيران في قتل مئات الجنود والعسكريين. لذلك لن أذرف دمعة إذا سقط هذا النظام، ولكنني لست واثقا مما قد يأتي بعده، ولدي قلق مما قد يحدث لاحقا”.
ويشرح رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق سبب خوف العرب من الحرب، وعدم تدخّلهم بالقول إن “الدول العربية تراقب ما يحدث من كثب، وهذا أمر بديهي، لكنها بالتأكيد لا ترغب في التورط”.
ويبدو أن إيران قد حقّقت الردع المُرعب للمُجاورين لها، حيث قال رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق أن “لا أحد يريد أن يرى بنيته التحتية تتعرّض للضرر، كما فعلت إيران مع منشأة بقيق النفطية السعودية قبل عدة سنوات، ولا يريدون أن يروا الحوثيين يطلقون الصواريخ عليهم مجددًا”.
وفيما كان يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه دمّر قدرات إيران الصاروخية في عدوانه الأخير، عاد وحذّر نتنياهو من أن البرنامج النووي الإيراني والقدرات الصاروخية لطهران يشكلان “تحديًا وجوديًّا” لبلاده.
ويبدو أن “الخطر العربي” على دولة الاحتلال الإسرائيلي، لم يعد موجودًا تمامًا، بعد سُقوط سورية، ومن قبلها العراق، وليبيا، و”تحييد” مصر، حيث اعتبر نتنياهو أن “الخطر الإيراني يفوق التهديد الذي مثلته تاريخيًّا القومية العربية”، محذرًا من أن البرنامج النووي الإيراني والقدرات الصاروخية لطهران يشكلان “تحديًا وجوديًا” لإسرائيل.
ولا يسعى ترامب إلى مطامع سياسية، بل إلى مصالح شخصية خلف ضربه نووي إيران، جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، وجّه انتقادات لاذعة للرئيس دونالد ترامب بشأن استراتيجيته تجاه إيران، مشككا في إمكانية تحقيق أي سلام حقيقي مع طهران، وذلك خلال ظهوره في بودكاست تابع لصحيفة فايننشال تايمز.
وأيّد بولتون الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت 3 مواقع نووية إيرانية الأسبوع الماضي، لكنه ألمح إلى أن لدوافع ترامب بُعدا شخصيًا أكثر من كونه استراتيجيا.
وقال بولتون: “أعتقد أنه يسعى للفوز بجائزة نوبل للسلام. لقد اعتقد أنه سينالها من خلال الحرب الروسية الأوكرانية، لكن ذلك لم يحدث… والآن يبدو أنه يرى فرصة أخرى هنا”.
بكُل حال، أن يضع نتنياهو “الخطر الإيراني” بمثابة الخطر الوجودي على “كيانه”، لهو اعتراف صريح من العدو نفسه بأنه خطرٌ حقيقيٌّ باقٍ، بل ويتمدّد، ولعلّه يُسكت كل الأصوات التي شكّكت بعقيدة إيران المقاومة، ثم سخرت من صواريخها، ثم عادت بعد أن دكّت تلك الصواريخ لنظرية “اضرب الظالمين بالظالمين”، ثم هلّلت لانتصار نتنياهو، ليعود الأخير ويُبشّرها بنفسه بأن الخطر الإيراني هو الخطر الوجودي على “كيانه”، فمن هو المُنتصر إذًا، أليست إيران؟.. يسأل مُتابعون.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: