السوريون على موعد مع “نجمات خماسية” الليلة فما سِرّها وهل استوحيت من “نجمات أردوغان”؟.. هل يستغني الشرع عن “العُقاب” الشُّجاع وهل يحضر “للجندي المجهول”؟.. سورية أم سوريا؟: رُمح صلاح الدين “مسروقٌ” فيها وتمثال شُهدائها “حُطام”!

السوريون على موعد مع “نجمات خماسية” الليلة فما سِرّها وهل استوحيت من “نجمات أردوغان”؟.. هل يستغني الشرع عن “العُقاب” الشُّجاع وهل يحضر “للجندي المجهول”؟.. سورية أم سوريا؟: رُمح صلاح الدين “مسروقٌ” فيها وتمثال شُهدائها “حُطام”!

السوريون على موعد مع “نجمات خماسية” الليلة فما سِرّها وهل استوحيت من “نجمات أردوغان”؟.. هل يستغني الشرع عن “العُقاب” الشُّجاع وهل يحضر “للجندي المجهول”؟.. سورية أم سوريا؟: رُمح صلاح الدين “مسروقٌ” فيها وتمثال شُهدائها “حُطام”!

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

فيما لا تزال تُوضع علامات استفهام كبيرة حول الأوضاع الأمنية في سورية، وأخرى على ذهابها نحو التطبيع وتنازلها عن الجولان، هذا عدا عن مخاوف التقسيم، وعدم سيطرة دمشق على أراضيها كاملة، والمذابح المُستترة ضد الأقليات، سيكون السوريون على موعد مع تغيير هوية بلادهم البصرية، والتي تشمل شعار الدولة، الهويات، وما إلى ذلك من أمور مُتعلّقة.

وأعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية “الانتقالية” عن إطلاق هوية بصرية جديدة للدولة، ونشرت عبر حسابها الرسمي ثلاث صور حملت تدرّجًا بصريًّا لظُهور نجمات خماسية في تصاميم مُختلفة، دون الكشف بعد عن الشكل النهائي للشعار.
ووصلت رسالة إلى المواطنين السوريين تُعلن عن إطلاق الهوية البصرية الجديدة لـ “الجمهورية العربية السورية” اليوم، مع إطلاق موقع إلكتروني خاص بها.
وبحسب تلفزيون “سوريا”، من المتوقع أن يُتبع الإعلان بخطوات عملية، أبرزها استبدال الوثائق الشخصية، وعلى رأسها “بطاقة الهوية الوطنية”، وكذلك جوازات السفر السورية لاحقاً، لتتوافق مع الهوية الجديدة.
ومن غير المعلوم لماذا ذهبت حكومة حكام دمشق الجدد، إلى اختيار النجمات الخماسية، هذه النجمات التي تُشابه النجوم في شعار رئاسة الجمهورية التركية، ما يطرح تساؤلات حول مدى تبعية سورية الجديدة، لتركيا، حيث يحتوي شعار الختم الرئاسي التركي على 16 نجمة.
وجاء لافتًا وهو موضوع جدلي بين السوريين، حول كتابة اسم “سورية” أو “سوريا”، حيث كتبت صفحة الرئاسة الانتقالية: “قريبًا سورية الجديدة.. ببصمة مميزة”.
ويُنتظر السوريون أن يجري الإعلان عن الهوية البصرية لسورية الجديدة هذه الليلة، فيما الأعين مُسلّطة فيما إذا كان سيجري التخلّي عن شعار “العُقاب” كشعار للدولة السورية، فيما يجري الحديث عن تعديل على العقاب بجعل عدد ريش الجناحين “14 ريشة”، وذلك في إشارة إلى عدد المحافظات السورية، والتي لا يُسيطر عليها كلها للمُقارفة حكام دمشق الجدد.
وينطلق حفل الإعلان اليوم الخميس عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت دمشق في موقع “الجندي المجهول”، وسط جدل واسع حول التغيير الذي سيواكب تغييرات رمزية في شكل الدولة السورية الجديدة.
ومن المُتوقّع أن يحضر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الحفل الرسمي، وهو حضور علني (حال حضوره) في مكان عام مكشوف ومفتوح وفي الهواء الطّلق، بعد تناسل تقارير عن تعرّضه لثلاث مُحاولات اغتيال “فاشلة” كان آخرها خلال زيارته لدرعا، وخلال أقل من سبعة أشهر على إسقاط سورية.
ومع حل الجيش العربي السوري، وسُقوطه لصالح المشروع الجهادي السلفي، وامتلاك سورية لفصائل مُتناحرة اندمجت في جيش متعدد الأوجه السلفية، والإسلامية، والإخوانية، قد يكون اختيار النجمة بدل شعار الدولة “العقاب” إعلانًا رسميًّا لدخول سورية نادي الدول المطبعة، والمنبطحة، والباحثة عن الأمان الإبراهيمي.
وشعار الجمهورية العربية السورية (قبل سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد)، عبارة عن عُقاب ذهبي اللون (لكن دأبت الرئاسة على استخدام اللون الحديدي منذ عدة سنوات) في وسطه ترس عربي منقوش عليه العلم الرسمي، بالإضافة لوجود سنبلتي قمح ترمزان إلى الخصوبة والحياة، ويمسك العقاب بمخالبه شريط مكتوبٌ عليه بالخط الكوفي “الجمهورية العربية السورية”.
تم اعتماد هذا الشعار بالقانون رقم 37 الصادر بتاريخ 21 حزيران / يونيو 1980 بعد إقراره من قبل مجلس الشعب بتاريخ 17 حزيران/ يونيو 1980 ونشر في الجريدة الرسمية عدد 26 لعام 1980.
وكان يُستخدم على العملة الوطنية وصفوف المدارس ومجلس الشعب والمباني الحكومية وجوازات السفر وبطاقات الهوية وكترويسة في الوثائق الرسمية (بما فيها الشهادات الجامعية).
ويتمتّع العُقاب بالأنفة والشجاعة وهو سيد قومه من الطيور والجوارح، مسكنه رؤوس الجبال، وقد فضّل الأجداد العقاب على النسر لأنه لا يأكل إلا من صيده ولا يقرب الجيف، وعلى الرغم من حب العرب الشديد للصقر وتهجينهم له إلا أنهم لم يعتمدوه رمزاً لهم لما يشاع عن الصقر من عدوانية، فكان اعتماد العقاب رمزاً لأنه يمثل الشجاعة غير العدوانية، وعندما اعتمدوا “العقاب” رمزاً لسورية ميزوا بينه وبين النسر من خلال رسم العقاب فاردا جناحيه بينما رسموا النسر ضاماً جناحيه، وحاول علماء الطيور التمييز بينهما فقالوا إن النسر لا يوجد له ريش عن رقبته».
لا بد من الإشارة إلى أن إشكالية الخلط بين “النسر” و”العقاب” بما يخص شعار الجمهورية العربية السورية جاء إثر الوحدة مع مصر، حيث كان النسر يمثل شعاراً للجمهورية العربية المتحدة, وبعد الانفصال عادت “سورية” إلى شعار “عقاب سوريا” وبقي اسم النسر دارجاً على ألسنة الناس.
وفيما تحضر الهوية البصرية كجزء من الترويج للدولة السورية الجديدة “المُعاصرة الديمقراطية” المتحررة يُفترض من الديكتاتورية، كان السوريون أمام صدمة تحطيم “تمثال الشهداء” الشهير في ساحة سعد الله الجابري في حلب للنحات السوري الراحل عبد الرحمن مؤقت، حيث وفيما كانوا يأملون بالمُستقبل، جرى تحطيم تراث الماضي.
وقيل إن مُستثمرًا يرغب بإزالة التمثال الموجود مُنذ العام 1984 كي لا يحجب الرؤية عن استثماره، فجرى تحطيم التمثال خلال إزالته، فيما السبب الآخر يعود إلى أن هذا التمثال اعتبره الحكام الجدد صنمًا، حيث ظهر متحدث متشدد، قول إنه لا بد من إزالة التمثال لأنه “صنم” ويجب ألا يبقى (على اعتبار أن الدين الإسلامي يحرّم التماثيل).
وبالتزامن أيضًا، وبشكل لافت، ومُثير لعلامات الاستفهام، قام متشددون بتجريد تمثال صلاح الدين الأيوبي من الرمح والسيف، الأمر الذي دفع بمخاوف نيّة إزالته نهائيًّا من جانب قلعة دمشق.
يبقى التساؤل مطروحًا، هل هذه سورية التي يحلم بها السوريون، مُطبّعة، خانعة، ضعيفة، سلفية، متشددة، مُقسّمة، إقصائية، القتل فيها على الهوية والطائفة، والحكم والصوت لبني أمية، الذي يُقال إن أصلهم ذهب”؟!، يتساءل السوريون!

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: