
نظرة فاحصة شاملة على ألعاب القيادة والسباق منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن – الجزء الرابع
نستكمل مقالتنا
Virtua Racing
طُوّرت لعبة Virtua Racing لتجسّد سباقات الفورمولا وان وأُطلقت في صالات الألعاب عام 1992 من تطوير فريق Sega AM2. لم تُبْنَ في البداية لتكون لعبة مستقلة، بل جاءت كاختبار تقني لاستعراض قدرات منصة الرسومات ثلاثية الأبعاد الجديدة التي كانت قيد التطوير حينها تحت اسم “Model 1″، لكن النجاح الذي حققه العرض جعل الفريق يقرر تحويلها إلى لعبة كاملة.
قدمت النسخة الأصلية من اللعبة ثلاث حلبات سباق متفاوتة في الصعوبة، وهي “Big Forest” للمبتدئين وتتميّز بوجود مدينة ملاهٍ على أطرافها، و”Bay Bridge” للمستوى المتوسط وتُعرف بجسرها الضخم، و”Acropolis” للمحترفين وتضم منعطفًا حادًا يشكّل تحديًا حقيقيًا. عند اختيار السيارة، يمكن للاعب اختيار نوع ناقل الحركة المناسب له.
قدّمت اللعبة ميزة فريدة وقتها تُعرف بـ”نظام الرؤية V.R.”، حيث سمحت للاعب بتبديل زوايا الكاميرا والاختيار من بين أربع زوايا مختلفة أثناء السباق. انتقل هذا الأسلوب في العرض لاحقًا إلى معظم ألعاب السباق التي طورتها Sega، مثل Daytona USA وغيرها.
حققت اللعبة نجاحًا تجاريًا ضخمًا، وتصدّرت قوائم أكثر ألعاب الأركيد ربحًا في اليابان وأمريكا الشمالية عام 1992، وفي أوروبا وأستراليا والعالم خلال 1993. حصلت كذلك على جائزة “أكثر التقنيات ابتكارًا” من رابطة AMOA، وأصبحت تُعتبر واحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا في تاريخ ألعاب الفيديو، لكونها أرست الأساس للألعاب ثلاثية الأبعاد في فئة السباقات، وساهمت في تعميم استخدام الرسومات متعددة الأضلاع 3D بشكل واسع بين الجمهور. وقد نُقِلَت لاحقًا إلى أجهزة الألعاب المنزلية بدءًا من جهاز Mega Drive/Genesis عام 1994.
جاءت لعبة Virtua Racing بعدة نسخ من أجهزة الأركيد، لكل منها خصائص وسعر وتجربة مختلفة، ما جعلها واحدة من أكثر الألعاب تنوعًا تقنيًا في صالات الألعاب خلال التسعينيات.
بدأت النسخة الأكثر شيوعًا تحت اسم Twin، وهي عبارة عن كابينة مزدوجة تحتوي فعليًا على جهازين كاملين مدمجين في هيكل واحد، ما يسمح للاعبين بالتنافس جنبًا إلى جنب. تولّت شركة Grand Products في ولاية إلينوي تصنيع النسخ المخصصة للسوق الأمريكي، مستخدمة شاشات بحجم 25 بوصة من Wells-Gardner، بينما صنعت Sega النسخ العالمية في مصانعها باليابان مستخدمة شاشات Nanao بحجم 29 بوصة.
كما صدرت نسخة Upright (UR) وهي كابينة فردية مخصصة للاعب واحد، وتحتوي على نفس عجلة القيادة المرتدة بالقوة الموجودة في Twin، وكان سعر هذه الكابينة يتراوح بين 18000 و21000 دولار آنذاك، أي ما يعادل تقريبًا 47000 دولار بأسعار 2024.
أما النسخة الأعلى جودة والأكثر تطورًا فكانت Deluxe (DX)، وهي كابينة فردية أيضًا ولكن مع شاشة عريضة بنسبة 16:9 من نوع Hantarex، وتُعتبر أول لعبة أركيد تستخدم شاشة بهذا الأبعاد. تحتوي الكابينة على 6 وسائد هوائية مدمجة داخل المقعد تنفخ عند الانعطاف لإنشاء شعور حقيقي بالحركة، إضافة إلى وسادة خلفية تنفخ أثناء الفرملة. يستطيع اللاعب تعديل موضع المقعد للأمام أو الخلف بواسطة أزرار تعمل بالهواء المضغوط. أما عجلة القيادة فتُدار بواسطة أسطوانات هوائية، على عكس المحركات الكهربائية في النسخ الأخرى، مما يعطي إحساسًا مختلفًا تمامًا عند التوجيه. بلغ سعر نسخة Deluxe حوالي 35000 دولار في 1992، ما يعادل 78000 دولار في 2024، وكانت أول لعبة تُنتج بكميات كبيرة وتكلّف 2 دولار لكل محاولة لعب.
في عام 1993، ظهرت نسخة جديدة تُدعى Virtua Formula، وعُرضت لأول مرة في افتتاح منتزه Joypolis الترفيهي التابع لـSega، حيث خُصصت غرفة كاملة تحتوي على 32 جهازًا لهذه النسخة. جلس اللاعب داخل نموذج متحرك بالكامل يحاكي سيارة فورمولا حقيقية، أمام شاشة ضخمة بحجم 50 بوصة. وقد تم لاحقًا تحويل معظم هذه الأجهزة إلى لعبة Indy 500.
يمكن ربط جميع النسخ من Virtua Racing لتصل حتى 8 لاعبين في نفس الوقت، سواء عبر ربط 4 كابينات Twin أو 8 كابينات منفصلة من نوع DX أو UR أو Virtua Formula باستخدام كابلات الألياف الضوئية. وأضيف أيضًا ملحق يُسمى Live Monitor يُوضع أعلى الكابينة ليعرض لقطات حية من السباقات مع تعليق افتراضي من شخصية تُدعى “Virt McPolygon”، وكأنها تغطية رياضية مباشرة. وقد بلغ سعر إعداد مكون من أربع وحدات Virtua Formula حوالي 383000 دولار في عام 1994، أي ما يعادل 810000 دولار بأسعار 2024.